النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

تراث الإمام الباقر ( عليه السلام ) التفسيري

الزوار من محركات البحث: 15 المشاهدات : 566 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,028 المواضيع: 866
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3679
    مزاجي: الحمد لله
    مقالات المدونة: 7

    تراث الإمام الباقر ( عليه السلام ) التفسيري

    لا ريب في أنّ القرآن الكريم هو أوّل مصادر التشريع الإسلامي ، وأهم مصادر الثقافة الإسلامية ، التي تعطي للأمّة الإسلامية وللرسالة الإلهية هويّتها الخاصّة ، وتسير بالأُمة إلى حيث الكمال الإنساني المنشود .

    وقد اعتنى الإمام الباقر ( عليه السلام ) كسائر الأئمّة من أهل البيت ( عليهم السلام ) بالقرآن الكريم تلاوةً وحفظاً وتفسيراً ، وصيانةً له عن أيدي العابثين وانتحال المبطلين ، فكانت محاضراته التفسيرية للقرآن الكريم تشكّل حقلاً خصباً لنشاطه المعرفي وجهاده العلمي ، وهو يرسم للأُمة المسلمة معالم هويتها الخاصّة .

    ومن هنا خصّص الإمام ( عليه السلام ) للتفسير وقتاً من أوقاته ، وتناول فيه جميع شؤونه ، وقد أخذ عنه علماء التفسير ـ على اختلاف آرائهم وميولهم ـ الشيء الكثير ، فكان من ألمع المفسّرين للقرآن الكريم في دنيا الإسلام .

    وقد نهج الإمام الباقر ( عليه السلام ) في تفسير القرآن الكريم منهجاً علميّاً خاصّاً متّسقاً مع أهداف الرسالة وأُصولها ، ونعى على أهل الرأي والاستحسان وأهل التأويل والظنون ، فكان ممّا اعترض به على قتادة أن قال له : ( بلغني أنّك تفسّر القرآن ! ) .

    فقال له : نعم .

    فأنكر عليه الإمام ( عليه السلام ) قائلاً : ( يا قتادة إن كنت قد فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد فسّرته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ، يا قتادة ويحك إنّما يعرف القرآن من خوطب به ) .

    وقد قصر الإمام ( عليه السلام ) معرفة الكتاب العزيز على أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فهم الذين يعرفون المحكم من المتشابه ، والناسخ من المنسوخ ، وليس عند غيرهم هذا العلم .

    فقد ورد عنهم ( عليهم السلام ) : ( أنّه ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، الآية يكون أوّلها في شيء ، وآخرها في شيء ، وهو كلام متّصل ينصرف إلى وجوه ) .

    أمّا الأخذ بظواهر الكتاب فلا يعد من التفسير بالرأي المنهيّ عنه .

    وألّف الإمام الباقر ( عليه السلام ) كتاباً في تفسير القرآن الكريم نص عليه ابن النديم في ( الفهرست ) عند عرضه للكتب المؤلّفة في تفسير القرآن الكريم حيث قال : كتاب الباقر محمّد بن علي بن الحسين رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية .

    وقال السيد حسن الصدر : وقد رواه عنه أيّام استقامته جماعة من ثقاة الشيعة منهم أبو بصير يحيى بن القاسم الأسدي ، وقد أخرجه علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي في تفسيره من طريق أبي بصير ( تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 327 ) .
    نماذج من تفسيره :

    1ـ فسّر الإمام الباقر ( عليه السلام ) الهداية في قوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) ( طه : 82 ) بالولاية لأئمّة أهل البيت حين قال : ( فو الله لو أنّ رجلاً عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ، ولم يجيء بولايتنا إلاّ أكبّه الله في النار على وجهه ) .

    2ـ وعن قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ( المائدة : 67 ) ، قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله أوحى إلى نبيّه أن يستخلف علياً فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره الله بأدائه ) .

    3ـ وفي قوله تعالى : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ) ( القدر : 4 ) ، قال ( عليه السلام ) : ( تنزّل الملائكة والكتبة إلى سماء الدنيا ، فيكتبون ما يكون في السنة من أمور ما يصيب العباد ، والأمر عنده موقوف له فيه على المشيئة ، فيقدّم ما يشاء ، ويؤخّر ما يشاء ، ويثبت ، وعنده أم الكتاب ) .

    4ـ وفي قوله تعالى : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ) ( الشعراء : 94 ) ، قال الإمام ( عليه السلام ) : ( إنّها نزلت في قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثمّ خالفوه إلى غيره ) .

    5ـ وفي قوله تعالى : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ( النحل : 43 ) .

    روى محمّد بن مسلم قال : قلت للإمام أبي جعفر : إنّ من عندنا يزعمون أنّ المعنيين بالآية هم اليهود والنصارى ، قال : ( إذاً يدعونكم إلى دينهم ! ) ، ثمّ أشار ( عليه السلام ) إلى صدره فقال : ( نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون ) .

    6ـ وفي قوله تعالى : ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) ( الإسراء : 71 ) .

    روى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قال : ( لمّا نزلت هذه الآية ، قال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلّهم أجمعين ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمّة على الناس من أهل بيتي يقومون في الناس فيُكَذّبون ، ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتّبعهم ، وصدّقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذّبهم فليس منّي ، ولا معي ، وأنا منه بريء ) .

    7ـ وسئُل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) ( فاطر : 32 ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( السابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف للإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام ) .

    8ـ وعن المتوسّمين في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) ( الحجر : 75 ) ، قال ( عليه السلام ) : ( قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المتوسّم ، وأنا من بعده والأئمّة من ذرّيتي المتوسّمون ) .

    9ـ وفي قوله تعالى : ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ) ( الجن : 16 ) ، قال ( عليه السلام ) : ( يعني لو استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأوصياء من ولده ، وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماءاً غدقاً ، يعني أشربنا قلوبهم الإيمان ، والطريقة : هي الإيمان بولاية علي والأوصياء ) .

    10ـ وفي ما يرتبط بقوله تعالى : ( قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ( الرعد : 43 ) ، سأل بريد بن معاوية الإمام ( عليه السلام ) عن المعنيين بقوله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( إيّانا عنى ، وعليّ أوّلنا ، وأفضلنا وخيرنا بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) )

  2. #2
    رحمه الله
    تاريخ التسجيل: March-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,245 المواضيع: 141
    التقييم: 1119
    مزاجي: حسب مايخبي لنا القدر
    أكلتي المفضلة: البيض والفلفل الحار
    موبايلي: سامسونج P5722
    آخر نشاط: 3/November/2012
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حازم العامري

  3. #3
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم العامري مشاهدة المشاركة
    تقبل الله عملك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال