في الوقت الذي كان يخطط فيه للقتل الجماعي لآلاف البشر، كان الزعيم النازي يعيش حياة مترفة في مرتفعات بيرشتسغادن الألمانية الهادئة، وذلك بشهادة الأطفال الذين عاشوا معه هناك.
إذ أفصح مجموعة من المواطنين الألمان، لأول مرة، عن حياتهم المرفهة وهم أطفال، التي عاشوها مع أدولف هتلر، أثناء تواجده بمنزل بيرغوف الخاص بالعطلات، حيث خطط لارتكاب المجازر.
وقد تتبع مصورو فيلم وثائقي تنتجه شبكتا ORF، وBayerischer Rundfunk، من بقي من أطفال بلدة أوبرسلازبيرج على قيد الحياة، من خلال صورهم وهم أطفال مع هتلر، والتي استخدمت للدعاية للوقوف على الحياة الخاصة للزعيم النازي، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.

وقال جيرهارد بارتلز، أحد هؤلاء الأطفال، الذي عاش مع والديه بالقرب من البحيرة، أن هتلر كان دائم التردد على زيارة منزلهم، إذ كان عمه، إيزيدور فايس، رقيباً لدى هتلر أثناء الحرب العالمية الأولى.
وتابع، بارتلز، الذي يبلغ من العمر الآن 85 عاماً: “لم يكن مسموحاً لي أن ألعب مع الأطفال الآخرين في اليوم الذي يحضر فيه، كي لا تتسخ ملابسي، لكني لم أكن أحب ذلك، فقد كنت أرغب فقط في التواجد مع الأطفال الآخرين في الخارج. أذكر ذات مرة أنني سألته، ماذا تمثل الحياة بالنسبة له، فأجابني، ليس هناك شيء سهل”.

فيما أكد صناع الفيلم أن الغرض من إنتاجه هو تصوير “المناورات الخداعية للنظام النازي”، من خلال شهادات أطفال عاصروها بإمضاء حياتهم في ترفيه كبيرٍ بعيداً عن معسكرات الموت.
وقال روبرت ألتينبيرجر، أحد صناع الفيلم، إنه أراد تصوير “اقتران السكينة والرعب اللذين سادا في هذا المكان”.
إذ أجبر هتلر عدداً ليس بالقليل من السكان على مغادرة جبل كلشتاين، لبناء ملاذ له ولعدد يزيد عن 20 ألفاً من الجنود، والموظفين، ومختلف المعاونين، في بيرغوف وما حولها.
وقد عاشت مارجا بانكيرت، ابنة كريستيان بانكيرت، أحد الجراحين الرسميين، في هذه المنطقة أيضاً، وكانت من بين هؤلاء الذين اُلتقطت لهم الصور الدعائية للتعبير عن حب الأطفال لزعيم البلاد.
وقد كان عليها هي والأطفال الآخرين أن يقفوا انتباهاً مراراً وتكراراً لتحية هتلر كلما زار المنطقة، إذ تقول مارجا: “حملني هتلر ذات مرة بين ذراعيه، وقال لي، يالكِ من طفلة ألمانية آرية جميلة، لم أكن أعرف من هذا الشخص وقتها”.
لكن هذا العالم “الآري” المثالي في أوبرسلازبيرج، انهار أواخر أيام الحرب، مع سقوط قاذفات القنابل 359 التابعة لسلاح الجو الملكي في 25 أبريل/نيسان 1945، ثم وصول الأميركيين وتدمير ما تبقى منه.
جدير بالذكر، أن متحفاً للنازية بُني فوق هذا الجبل، وأصبح من أكبر المزارات السياحية جذباً للسياح.