ستتفاجأ بأنّها غير صحيحة تمامًا حقائق شهيرة عن “الدايت” !

0



إذا كنت تقرأ هذا المقال فأنت غالبًا تريد التخلص من الوزن الزائد في جسمك، كما أنّك تعلم بالتأكيد أنّك لست وحدك من ترغب وتسعى لذلك، حيث يعتبر هذا الهدف الشغل الشاغل لعقول مئات الملايين حول العالم الذين يفعلون كل ما في وسعهم للوصول إلى هذا الهدف سعيًا منهم للحصول على قوام رشيق، و التخلص من القوام السمين على الأقل، والأهم هو ضمان صحة جيدة بعيدة عن السرطانات وأمراض القلب والشرايين والكوليستيرول وغيرها من الأمراض العصرية التي اجتاحت العالم بعد أن لم نعد قادرين على التمييز بين الطعام الصحي والضار، أو على الأقل لم نعد قادرين على مقاومة إغراء هذا الأخير المتواجد في كل مكان.



في هذا المقال، سنحاول معًا أن نطعن في صحة مجموعة من الحقائق المعروفة والتي يتعامل معها الجميع على أنّها مسلمات لا تقبل النقاش، إلاّ أنّها في الواقع تعد من أكثر الأسباب التي تمنع الكثيرين من الحصول على النتيجة المبتغاة، مقدمين إليك المعلومة الصحيحة التي ينبغي عليك معرفتها.

طعام أقل = صحة أفضل


لعل أول شيء يتوارد إلى أذهاننا عند سماع جملة “حمية غذائية” أو كلمة “دايت” هو فقدان الوزن، وهو شيء مفهوم لأنّ هذا هو الهدف الأساسي إن لم يكن الوحيد، الذي يدفع بالغالبية العظمى إلى اتباع هذه الحميات، لكنك إن سألت أي شخص عن الطريقة الأفضل لتحقيق هذا الهدف فإنّ أول إجابة ستحصل عليها هي : قلل من طعامك، أو لا تتناول الكثير من الطعام، وهو أمر قد يبدو منطقيًا جدًا بالتأكيد، لكنه ليس صحيحًا تمامًا.
الأمر ليس بهذه البساطة؛ لأنّ تقليلك من الطعام أو محاولتك تجويع نفسك قد يؤدي بالفعل إلى خسارتك للوزن على المدى القصير، إلاّ أنّ هذه الخسارة ستعود بالضرر على صحتك التي تحاول في الأصل الحفاظ عليها عن طريق هذه المحاولات، مما يعني أنّك تحصل على نتيجة معاكسة تمامًا لما تطمح الوصول إليه، والسبب يعود لكون الحرمان المفاجئ للجسم من الطعام يشكل سببًا في حرمانه من الطاقة التي تعود الحصول عليها، وهو ما يؤدي إلى إحساس بالإعياء والدوار والكسل، بالإضافة إلى تأثيرات نفسية كالإحساس بالتوتر والضجر والرغبة الشديدة في الحصول على الطعام الضار كرقائق البطاطس أو الحلويات، وهو ما يجعل الشخص في حالة جسدية ونفسية مزرية بدل تحسين مظهره ومزاجه وصحته.

حساب ومراقبة السعرات حرارية يتعلق حصرًا بكَمِها

معادلة منطقية أليس كذلك؟ إذا استهلكت مائة كالوري ثم قمت بحرق مائة وخمسين فهذا يعني أنّني قد تمكنت من فقدان خمسين كالوري وباتباع هذه الطريقة فإنك ستضمن فقدان الوزن تدريجيًا، وستحصل على صحة ومظهر أفضل. حسنًا، في الحقيقة لا يجري الأمر بهذه الطريقة، والسبب هو أنّ السعرات الحرارية ليست متشابهة.
هذا يعني أنّنا أثناء حسابنا للسعرات الحرارية يجب أن نأخذ المصدر الذي جاءت منه بعين الاعتبار، فمثلًا: إذا قررت تناول مجموع 2000 كالوري خلال وجبة واحدة، فهناك احتمالين: إمّا أن تتناول وجبة خالية من الألياف وهو الأمر الذي سيصعب عليك مهمة تقوية عضلاتك أثناء ممارستك للرياضة مثلًا، بالإضافة إلى كونه سيتسبب في صعوبة امتصاص خلايا جسدك للمواد التي تحتاجها ووضعك في حالة عياء وتعب غير مفهومة، أمّا إذا استهلكت نفس القدر من السعرات الحرارية داخل وجبة غنية بالألياف والبروتينات فإنّك أثناء حرقها ستستفيد أيضًا من الطاقة الكامنة داخلها مما سيؤدي إلى تحسين مزاجك ومساعدتك على بناء عضلات قوية، بل وتحصل على طاقة ستساعدك على حرق المزيد من السعرات الحرارية لاحقًا خلال يومك.

الحميات الأحدث هي الأكثر فاعلية

بين كل فترة والأخرى يظهر أحد”خبراء التغذية” من العدم ليخرج إلينا بآخر ما توصل إليه العلم بخصوص الحميات الغذائية، حيث يشرع (أو تشرع) بالحديث بلغة تعج بالجمل التي لن يفهمها سوى ذوي الاختصاص مما يبعث إحساسًا بالانبهار والإعجاب لدى الجماهير البسيطة التي تجد هذا التفسير جادًا ومنطقيًا حتى وإن لم تفهم شيئًا منه، فقط لأنّ ملامح الخبير تبدو كذلك.
لهذا السبب، فإنّنا ننصحك أن تتوقف عن ملاحقة هذه الصيحات التي تختفي في غضون أشهر قليلة لتحل محلها صيحة أخرى “أكثر فعالية”، وأن تلتزم بتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بانتظام وتتجنب الكحوليات والتدخين، كما يمكنك اختصار الطريق بلجوئك إلى الطبيب الذي سيخبرك بالأنشطة والأطعمة المناسبة لك بعيدًا عن التراهات التي يتم إعطاؤها شرعية عن طريق إلصاق لافتة “مثبت بشكل علمي” عليها.

الدهون مضرة بالصحة ويجب تجنبها بشكل كامل

ترتبط كلمة “دهون” في أذهاننا بأشياء سيئة كثيرة جدًا: كالسمنة، أمراض القلب والشرايين، أمراض الجلد، وغيرها الكثير لدرجة نعتقد معها أنّ التخلي عن الدهون يشكل الحل السحري للتخلص من الوزن الزائد واكتساب جسم صحي، لكن الحقيقة أنّنا لا نستطيع الاستمرار في العيش محافظين على صحة سليمة من دونها، أمّا ما ينبغي معرفته فهو أنّ الدهون تنقسم إلى دهون صحية وأخرى ضارة.
في الوقت الذي تتواجد فيه الدهون الضارة في اللحوم الحمراء والدواجن والزبدة والزيوت المهدرجة وزيت النخيل، نجد أنّ الدهون الصحية تتواجد في الأساس داخل الزيوت النباتية وعلى رأسها زيت الزيتون، بالإضافة إلى الأسماك والأفوكادو والقرع والبندق والجوز وغيرها، حيث تساعد هذه الأخيرة في خفض مستوى ضغط الدم وامتصاص الفيتامينات، وإمداد الجسم بالطاقة اللازمة للتخلص من الدهون الضارة والسعرات الحرارية الزائدة.

الأطعمة الخالية من الدهون أو السكر مصممة لمساعدتك على تخفيف الوزن

أثناء سعينا لفقدان الوزن، نجد أنفسنا متجهين لنوع من المنتجات التي يتم تسويقها على أساس أنّها موجهة للأشخاص الملتزمين ب”الدايت”، لكننا ننسى أنّها أولًا وأخيرًا شركات ستحاول استغلالك والاستفادة من جيبك بشكل أو بآخر، وأنّ ما يهمها بالأساس ليس مساعدتك على فقدان الوزن، فهل يعني هذا أنّها كاذبة وأنّ هذه المنتجات لا تحتوي على سكريات وسعرات حرارية أقل؟ لا، أنا لم أقل هذا.
ما أقوله هو أنّ المشكلة في هذا النوع من المنتجات هو كونها مسببة للإدمان في أغلب الأحيان، حيث نجد أن هذه الشركات تقوم في أحيان كثيلرة بإضافة نكهات صناعية تعوض السكريات التي تم تخفيضها، مما يتسبب في العبث بدماغ المستهلك ودفعه إلى الرغبة في المزيد، بالإضافة إلى أن الدراسات قد أثبتت أن الأشخاص يميلون إلى استهلاك كميات كبيرة من هذه المنتجات ظنا منهم أنّها آمنة أكثر، وهو ما يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية تفوق تلك التي كان سيستهلكها إذا قام باقتناء الكمية المعتادة من المنتج العادي.

تجنب تناول الطعام قبل الخلود إلى النوم مباشرة

نختم لائحتنا بواحدة من “الحقائق” الشائعة، والتي تقضي بالتجنب التام لتناول الطعام قبل النوم، وتحديدًا إلزامية التوقف عن تناول أي وجبة بعد السابعة مساءً، وكأنّ هذا التوقيت يمثل ساعةً سحرية ستوصلك إلى هدفك بسهولة، لكن الحقيقة أنّ أجسادنا لا تفرق بين الساعة السابعة والعاشرة والحادية عشر، لكن ما تفرق بينه هو العادات التي اكتسبناها على المدى الطويل والتي مكنتنا من تركيب الساعة البيولوجية الخاصة بنا.
لذا، كل ما عليك فعله هو عدم اللهو بهذه الساعة، وذلك عن طريق الالتزام بتنظيم ساعات تناولك لوجباتك الغنية بالفيتامينات، والبروتينات، والألياف، والدهون الصحية، وكذا أوقات نومك، لتجد أنّ جسمك قد تمكّن تدريجيًا من التعود على هذا النظام والتأقلم معه وبالتالي العمل على أساسه.