عائشة رضي الله عنها
أمُّ المؤمنينَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصدِّيق رَضِيَ الله عنها، القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، النَّبَوِيَّةُ، زَوجَةُ النَّبِيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وأَفْقَهُ نِسَاءِ االعالَمين، أبوها عبد اللّه بن أبي قُحافة عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غَالب بن فِهر القرشي التيمي، صاحِبُ رَسولِ اللهِ وخليفَته، يلتقي نَسبُهُ مع رسولِ اللهِ في مرة بن كعب، وَأُمُّهَا هِيَ أُمُّ رُوْمَانَ بِنْتُ عَامِرِ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَتَّابِ بنِ أُذَيْنَةَ الكِنَانِيَّةُ.[١] [٢]
ميلاد ونشأة السيّدة عائشة
وُلدت عائشة رضي الله عنها بعد بعثة الرَّسولِ عليه الصَّلاة والسَّلام بأربعِ سنواتٍ أو خمس، ونشأت لأبوينِ مُسلِمينِ من السَّابقين إلى الإسلام، ثمَّ هاجرت مع النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام إلى المدينة، وتزوَّجها عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ قبل الهجرة بسنتين أو ثلاثٍ بعدَ وفاةِ زوجتِهِ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وقيلَ بعدَ زواجِهِ من سَودة بنت زَمعَه،كانَت عائشة ثاني زوجاته عليه الصلاة والسلام بعد خديجة أو ثالثُهنَّ بعدَ سودَة، والبِكرُ الوحيدةُ بين زوجاته، فَبَلغت في قلبِ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ منزلةً لم تبلُغها إحدى زوجاتِه، ولم تلِد له، فكنَّاها امُّ عبدِ اللهِ لابنِ أختِها عبد الله بن الزُّبير اوَّلُ مولودٍ في الإسلام،
مكان دفن السيِّدة عائشة رضي الله عنها
أدرَكَت السيِّدةُ عائشةُ رضي الله عنها إمارة معاويةَ بن أبي سفيان، وعاشت آخر أيَّامِها مع آخر عهدِهِ بالإمارة؛ ففي شهرِ رَمَضانَ المُبارك لسنةِ ثمانٍ وخمسينَ من الهجرة النَّبويَّةِ الشَّريفةِ مَرِضت عائشةُ رضي الله عنها مَرَضَ الموت، فَكانَت إذا سُئلت عن حالِها قالت: صالحة والحمد لله، ويُذكَرُ أنَّ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه استأذن عيادتها فلم تأذن له، فأصرَّ حتَّى ألحَّ عليها بنو أخيها فأذنت، فزكَّاها وأحسَنَ في ثَنائِها وذكَّرها بمقامِها عند رَسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وما مضى من أيَّامِها، ثمَّ ذكَّرها بما كانَ فيها من آياتِ القرآنِ الكريمِ، وبشَّرها بمقامِها عندَ ربِّها ولقاءِ الآخرة، فاستدركت تزكيته وقالت: " دعني من تزكيتك لي يا ابن عباس، فوددت أني كنت نسيا منسيا".وصَت عائشة رضي الله عنها بأن تُدفَن في البَقيعِ مع أزواج النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام، وماتَت رَضيَ الله عنها بعد الوتر ليلة السَّابع عشر من رَمضانَ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ للهجرة، الموافق يونيو عام ستمائة وثمانٍ وسبعينَ ميلاديَّة، عن عمرٍ يُناهز سبعاً وستين سنةً، ويُذكَرُ في تلكَ الليلة اجتماعُ النَّاسِ حتَّى كان اجتماعهم غير معهودٍ لليلةٍ سواها، فصلَّى عليها أبو هُريرة رضوانُ اللهِ عليه؛ إذ كانَ والياً للمدينة حينها، ثُمَّ دُفِنت في البقيعِ إلى جوارِ زوجاتِ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وأنزَلها قبرَها بنو أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عتيق، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الزبير رضوان الله عليهم.[٦]