• قبول الاعمال
عن الصادق عليه السلام: قال: قال النبي صلى الله عليه وآله "إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فإذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل اجعلوها في سجين إنه ليس إياي أراد به".
لاحظ أن الملك يصعد مبتهجاً... فيرده الله "ليس إياي أراد" لم يكن عمله لله، الآن يتغلغل الخوف في النفوس وتتزلزل الهمم ويشعر الإنسان بالخيبة؛ لماذا أجهد نفسي؟ الأفضل أن لا أعمل "هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا".
لا تجزع، كل داءٍ له دواء، قال عز وجل "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" لاحظ "قلوبهم وجلة" يعملون الخير ولكن يخافون أن لا يُقبل عملهم، اجعل هذا الظن في قلبك دائماً، قل لنفسك "ربما عملي ليس مقبول" مهما كان قلبك حاضراً، مهما سمعت من مديح وثناء قل في نفسك "ربما ليس بمقبولٍ عند الله" يقول عز وجل بعدها "أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" هنا يحصل القبول، عندما تتهم نفسك.
لاتنظر لحجم عملك، ربما تبني مسجداً، وآخر يتبرع بكتاب واحد فقط، فتدخل أنت النار وهو إلى الجنة، ربما تتصدق بملايين فتدخل بها النار وآخر يتصدق بدرهم واحد فيدخل الجنة وله ثواب جزيل وعظيم "الأعمال بالنيات" ربما تخطب وسط الجموع ويتأثر من حولك ويتبدلون باطنياً وتتحسن حياتهم ولكنك لا تنال من ثواب عملك شيء لأنك كنت تطلب نفسك من وراء هذا العمل.
لا تنظر لعظمة النتائج الحاصلة من عملك، اصنع العمل واتركه عند الله وارحل، لا تقاتل أعداء الله ثم تصف القاعدين عن الجهاد "بالخيانة، والنفاق" لن يكون عملك مقبولاً، انشغلت بغيرك واستحسنت عملك، هذا أكبر دليل على عدم قبوله.
مثلما يفر البعض من المساجد بسبب سوء خُلُق بعض المتدينين وتفسيقهم للجميع وتسقيطهم وسوء ظنهم، كذلك أنت في مجال عملك لا تسقط من لا يقوم بعملٍ مثل عملك "كل في فلك يسبحون" انشغل بنفسك وانصح الناس ولكن لا تسقطنهم، ربما يبطل عملك الذي تراه مميزاً فتذهب أنت إلى النار وهو يذهب الى الجنة، لا تبطلن ثواب عملك باغترارك به، إحذر!
• بوارق الملكوت - السير إلى الله • انستقرام/فيس بوك •