خلال تصفحي لعدة مواقع
قرأت هذه المقالة , واصدقكم القول انها لاقت هوى في نفسي
ونقلتها لكم لارى رأيكم فيها
ماذا لو سقطت التفاحة في زمن الجهل المقدس ؟
بواسطة اثير حداد (العراق)عنوان هذا المقال عنوان متحد صادم , يفترض في باطنه اجابة واحده لا غير. وساستمر في مشاكستي فاطرح الاجابات الوحيده في زمن الجهل المقدس. سيقول الجهلة وكهنتهم : ان جنية تتحرش باسحاق نيوتن, او ان الشياطين تحاول اغواءه, او ان الملائكة تنبهه بمواعيد صلواته والتي يجب ان تؤدى امام الكهنة ولهم تحديدا, وربما سيقال له ” انها رؤيه نهاريه فابحث عن من يفسر لك الرؤية”. وتنتهي هنا المغامرة لنيوتن, التي غيرت مجرى تفكير الانسان, عندما ينصحه احد كهنة الجهاله من زمن الجاهلية بان يجد من يبصق في وجهه لشفائه من كل الامراض الحاضرة والمؤجلة.
عنوان هذه المقالة ليس لي بل قرأته ونسيت اسم صاحبه فعذرا له. قرات العنوان في وقت كنت افكر بكتابه مقالة بعنوان ان النهظه لا تحتاج الا لنقطة واحده فقط وهي العقلانيه. الا ان العنوان اعلاه سحرني, عقليا, بجمعه الشامل بين العقلانيه ضد الجهل وسحر الجذب للقراءه.
عندما انطلق عصر النهضه في اوربا استند على العقلانيه تحديدا, وعلى مجموعة من الفلاسفه. ان ذاك لم يكن الاوربي يكره الدين كدين بل يكره هيمنة رجال الدين على مجريات الحياة من حيث احتكارهم للحقيقة المطلقه وصكوك الغفران واعتبار الارض مركزًا للكون. وظهرت العلمانية ليس كمصطلح فلسفي مجرد, بل صيروره تاريخيه انسانيه . حولت العقلانية الانسان من ذات منهكه بالخرافه والجهل والمرض الى ذات فاعلة موثرة ايجابيا على مجريات الحياة. من ذات تخاف الظلام لانه مسكون بالجن والعفريت والابالسة والشياطين الى انارته بالكهرباء فضاعفت من الطاقة الانتاجية للانسان وبحثه العلمي. من كيمياء يؤديها المشعوذون لاخافة الناس والسيطرت عليهم الى علم لخدمة الانسان وشفاءه من الامراض ومعالجات عده في الدواء والغذاء والبناء. وقد وصل الانسان الى درجة من التطور انه عبر ما يسمى الواقع الافتراضي يقلص احتماليات الخطر. وتحول المخيال الشعري من طلب المستحيل لاهداءه للحبيبة, اجيبلك القمر مثلا, الى اكثر امكانية للتحقق بان يهديها زجاجة عطر او زهره, كل هذا حدث بعد ان راينا بام اعيننا ان القمر بشع في الواقع وليس بالخيال.واليوم وصل الانسان بعلمه الى المريخ ذلك الكوكب الاحمر فحقق حلم الاجداد عندما حلموا بالطيران.
لا اود هنا, اطلاقا, ان ادون افضلية العقلانيه على الخرافه. لانني مسكون بتسائل ملح الحاح التفاعلات الكيميائه التي ستؤدي الى تغير نوعي. ذلك التسائل الازلي ومنذ القرن السابع الهجري, عندما توقف العقل العربي وانسحب لصالح الخرافه لصالح الحقيقة المطلقة وكاننا نعيش مرحلة تاريخيه يمكن تسميتها ” الاضراب عن التفكير”. اين نحن ؟
ان الثقافات المنتجة للفلسفة هي الثقافات المنتجة للعلم. نقطة راس سطر. بمعنى انها الواقع المعاش حاليا. ذلك الاستنتاج يقودنا الى تسائل: هل ان الثقافة العربية منتجة للعلم ؟ كلا , لانها ثقافه الرمز ثقافة التاريخ المجمد, لا نقد لا مراجعة, وانها ثقافة استهلاكيه بمعنى ناقله وليس مبدعه. وان السقف الاعلى للعقل الثقافي العربي هو العقل او الفقه الديني المزيت بالدولار النفطي.
وهنا نجد انفسنا, عدا بعض الاستثناءت في مصر, اننا امام فكر تسلطي غيبي يعيد انتاج نفسه باستمرار, مثل طائر العنقاء او طائر النار كما قد يسمى احيانا, حيث عندما يشيخ الطائر يعيد انبعاثه مرة اخرى من النار.
وهنا تمركز بشكل جلي في البنى الاجتماعية لنا كون الانظمة العربية لا تتحمل الاليات الديموقراطيه. هذا من جهة ومن جهة اخرى فان المجتمعات العربية لا تتحمل رأيا حراً. وهنا نشاهد مجتمعات تريد الديموقراطية في السياسه ولا تريدها في الفكر, والانظمة العربية لا تتحمل انتخابات حرة يقابلها مجتمع لا يقبل حرية المعتقد والراي.
ان الديمقراطيه هي ثقافة اولا واخيرا , تتطلب مستوى معين من الثقافة ومستوى معين من التعليم. الا ان عندنا, في البلدان العربية, هناك اكثر من مئة مليون امي بالمعنى العام للاميه وليس بالمعنى الحديث لها. واذا اضفنا لهم عدد النساء الخانعات المستكينات مسلوبات الاراده والتفكير وقوة اجتماعيه مزاحه عن الفعل الواعي المنتج , مزاحة بفعل الهيمنة الذكوريه, لتتحول الى استكانه اراديه عبر الاف السنين. اقول ان تلك الصوره كالحة وتحتاج الى عمل جبار. وقبل ان اترككم لانقب اكثر عن ( اين نحن ؟) اود ان انقل لكم الحوار التالي والمنقول من محضر محكمة قاتل المفكر المصري فرج فوده:-القاضي: لم قتلته ؟وهنا تجلي صارخ لكيفية عمل العقل المؤمن بالجهل . وقبل ان اذهب كان في عقلي رغبة جامحة في ان ادون لكم مقوله, وكان عقلي يطالبني باستمرار ومنذ ان بدات في الكتابه, الا ان تعقلي انتصر في ان اكتبها في النهايه.
-القاتل: لانه علماني
- القاضي: ما معنى علماني ؟
-القاتل: لا اعرف.
تحياتي ومودتي وحلمي ان نفكر …