أقتلــني .. ولـكـن 2
كلنا شاهدنا الشاب المصري الذي وقف في وجه بلطجيّة حسني مبارك وقاللهم أنا لن أعود إلى بيتي إلا بعد إسقاط هذه الحكومة الفاشلة .. تنقل لنا الصورةأن الشاب كان محاصر في زقاق من طرف إجرامي , قتل الشاب وبقت كلماته تسطر لناالتاريخ العربي الجديد ..
أقتلني .. ولكن !!.. أقتلني أيها القاتل .. أيها السفاح ..أيهاالمعتوه .. ولكن " لن أتنازل عن كرامتي ولن أتنازل عن حريتي .. الموت ليسمشكلة بل هو جائزة وهدية لمن رفض الخضوع والإذعان إلى المخنفسـين
المشكلة هي الرضى بالذل والمهانة وليس كما قلنا الموت ..
أقتلني .. ولكن ماذا سوف تجني من قتلي أيها الغول ؟
سوف تجني ثمار الخيبة والهزيمة والمهزلة .. أما أنا سوف أستشهد وأجنيثمار النصر وروح وريحان وجنة النعيم .. لأني على الحق .. لأني على ثقة تامة بأنيمنتصر بعون الله عزوجل .. لقد طلبت شئ واحد وهو الحرية والكرامة وهذا حق مقدّس لكلإنسان وشرعي تتبناه جميع شرائح المجتمعات الدولية والحقوقيـــــــــة
أنا لم أطلب حكم البلاد ولا ترويج فكر مستورد إرهابي
أنا لم أطلب ترسيخ عقيدة الإنحلال والهرطقة وسوف أذهب إلى بعيد وأقولأيضا أنا لم أطلب نظام جديد ولم أطلب إنتفاضة ولا حرب ولا ثورة إطلاقا .. ماطلبتههو حريتي وكرامتي وأن أعيش حياتي طبيعيّا مثل أي مواطن محفوظ الحقوق في أي دولةعلى الكرة الأرضية
قلت لهم هذا وأنا مواطن عربي وخرجت في مظاهرة سلمية دون أي علاماتغضب وعنفوان .. قمعوني وقتلوني بالرصاص الحــي والمدافع الحربية .. كنت أتصوّر فينفسي رفضهم سوف يكون بخراطيم الماء الساخن والغاز المسيّل لـدموع والرصاص المطاطيأو ربما بالتفريق عن طريق شرطة الشغب والدعم والتنظيم
ولـــكن كان توقـعي بعيــد جدا جدا .. لم أرى إلا الجيش والكتائبتضربنا بيد من حديد ونحن نتساقط مثل أوراق الخريف الحزين المفتت ..
سقطـت مدجج بدمي أنا العربي كنت أشاهد الجيش الوطني والكتائب الوطنيةتفتح النار وتقتل كل متظاهر واقف ولو يزحف كان لون المشهد أحمر ومضبّب والخوف فيعيون الشهداء والذي رجع سالما ولكن في نفسه عقدة وعدم العودة إلى فكرة المظاهراتوالمطالب
نحن لم نعرف في حياتنا معارك الجيش ولا قصصه العسكرية ولم ننزل بتاتاإلى ساحات الوغى .. فكيف يكون حالنا وسط الساحة ونحن الأعداء بالنسبة لجيشناالحامي لوطننا .. الرئيس أو الزعيم قال وهو يقصفنا بصواريخ الجراد والهاون بلبمجموعة قناصة وسفاحين قال لنا وهو يبكي مثل قول ذوالمسدسين : تحت معطفي قلبحزين ولكنه رقيق قلبي لا يؤذي أحداً .. فكان كالذي قيل له أنت رحيم ؟؟ .. تمتالجزء الأول ..