بسم الله الرحمن الرحيم


وقول الحق تبارك وتعالى (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) ، فهذا أمر تعلم منه حال من كتم الحق وهو الإيمان بالله وبرسوله عليه السلام ، ثم انظر لحال من كتم الجحود وأضمر الضغينة والبغضاء وأذية الرسول والصالحين والتربص بهم والظن السيء بالمؤمنين قال تعالى (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك ) و قوله محذرا المؤمنين من أعدائهم (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) و وقوله (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) وقوله (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) .

وعلامتهم بينة كما وصفهم الله (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.) فعلامتهم الدعوة للمعصية ونقض العهود وقطيعة الأرحام واذية المسلمين وتخوين الصالحين والاستخفاف بالدماء والأعراض والفواحش ما ظهر منها وما بطن واللمز والهمز للناس واهمال السنن وترك الفرائض وإرتكاب المحرمات واتخاذ سبيل غير سبيل المؤمنين وهم الصحابة الأخيار .

ثم يجعل هؤلاء كتم هذه المنكرات العظيمة هي بمثابة كاتم إيمانه فبين هذه الحال وحال هؤلاء كما بين السماء والأرض لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد .