يجلِس خليلُها أمامُها وينطِقُ بكلماتِ الاشتياق والبهجةُ في عينهِ وبِدون اي مقدِمات يبدأ بِسرد كُل الاحداث ويقهقهُ ، تاتي لها غصاتٌ واحدِةٌ تلو الاخرى لتَرسمَ البسمة على شفتِها محاولةً نسيان الوجع ، تنظُر في عينيهِ لترى الصدقَ والنقاء والجواب لِكُلِ الاسئله الغامِضه ، كان في سفرٍ طويل ، طويل المدى من الصعبِ قول انها صبَرت كُل ذلِكَ الوقت فهي لم تصبُر فحسبَ انما اعلنت حداداً لحيَن عودتهِ يتمثَلُ في عدمَ مقابلةِ احدٍ غيرهِ و عدم لمسِ احدٍ غيرهِ وحتى ضحكاتُها لم تُرِد ان تُطلق امام غيرهِ ، وفاء شديد لكِن لَم يكُن وفاء صديقين فالاصِدقاء كلهُم خونه ! كلهم فريسةٌ ضاله عندما يجدَون احداً يبدأون برسمِ الصورةِ المثاليه و بعدها يلتهمونهُ للشخَص ، ما بال ان كان حُباً و من يدٍ مدودةٍ واحِده ! توجهِ نظرها نحوهُ لتـراهُ في حالةِ صمتٍ غريبه ، هل بدأ يتحدثُ لغه الصامتين يا تُرى؟
لتظهَر علاماتُ الاستياء في وجههِ لِتفهمَ انها كانتَ تتجاهِلهُ منغمسَةً في تفكيرها ، ليستقيمَ ويهِمَ بالرحيل بِلآ اي اعتذارات او كلِمآت كُل تَلك الاشهُر التي انتظرتكَ فيها لتترُكها مِن اجلِ تجاهُل بسيط بينما كُنتَ تتجاهل رسائِلها ! كُل هذا الكبرياء بينما محَت في قاموسها كبرياء الانثى لاجِلكَ اهكذا هُم الشرقيون ام هي شيءٌ فطري بكُلِ رجُل ، تنادي باسمهُ لعلهُ يرجع لكِن لا امل في هذا كانت كمياه في حوضٍ ضحِل بدونهِ والان اصبحَ الحوضُ فارغاً و يملئهُ حطامهُ
تَتوجهُ لمنزِلها بِفكرٍ متشتت و كأن كرةَ تدميرٍ دمرت قلبها ولم يبقَى سوى القطعُ المتناثِره
لِتقول بِصوتٍ خافِت (فقط الحمقى ومنِ ضمنهم انا يقعَون فيَ الحُب )