قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن اللّه جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق اللّه به بين الحق والباطل"(38). وعن أبي عمر ذكوان قال: "قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي عليه السلام".
إن لتسمية عمر بالفاروق علاقة بظهور الإسلام، فإن المسلمين قبل إسلامه كانوا يَسْتَخفون في دار الأرقم - وهي في أصل الصفا - ويؤدون شعائرهم الدينية في منازلهم. فلما أسلم قال لرسول اللّه: ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟ "بلى، والذي نفسي بيده إنكم لعلى الحق إن متم وإن حييتم"(39). قال: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن. قال: فأخرجنا في صَفَّين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر حتى دخلنا المسجد، فنظرت إليَّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول اللّه: "الفاروق"(40)، وفرق بين الحق والباطل.
كان رسول اللّه يسمي أصحابه بخير صفاتهم التي امتازوا بها فسمى أبو بكر: صدِّيقاً وعتيقاً، وسمى عمر: الفاروق، وسمى خالد بن الوليد: سيف اللّه.
مصادر:
38) رواه أحمد في (م2/ص53)، والحاكم في المستدرك (3: 76).
(39) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (1: 80).
(40) ابن عساكر، تاريخ دمشق ج52/ص29