كفكِفْ دموعك انبلِج
فالفرج واعَدَنا
وانتظِر..
ثم انثِر
عليه زهر عشقٍ ودمٍ
لا تيأسنْ.. فالفجر منحدرٌ
وأمسِك خيوط الفلق..
سنصلي..
في المسجد الأقصى
ونقبِّلُ تربة القدس
سننحني كالركَّعِ
للصخرةِ.. للقبةِ..
للزيتونِ والرملِ
للرمانِ والليمونِ
للوطنِ..
وحتى لأمِّ الطفلِ ذاك الذي
عشقَ الحجارة..
وتدوسُ نعالنا فم العُهر
تسحقُ كل طيور الإنهزام
خفافيش الظلام
وإلى اندحار..
في قعر جهنم احترقي
وتسربلي القَطِران
فدعوةُ المظلوم حَرَّى
لا تُرَدُّ.. لا تنثني
يا حزينة الأعوام.. كفكِفي
هالة الأحزان..
فالليل مهما طال.. سينتهي
حبيبتي.. لا تذرفيها لوعةً
مقهورةَ الخافقِ
أَبقي مآقيكِ للمُقبِلِ
هلهلي.. زغردي
لا تدمعي حزناً
لا تتجهَّمي
قد عَرَّسَ الشهيد
لا يموتُ هو.. بل يموتُ الحاقد
رُشِّي الأزاهيرَ والأرزَّ..
هلهلي.. ثم الثُّمي
نحرَ ساقية التراب من دَمهِ
فكل قطرةٍ سقطتْ
فبعينِ الله تسقطُ.. ثم تنمو
ثم تزهرُ أقحواناً..
وشقائق النعمان كُرما.. لكِ
حبيبتي ..
شكواي تنبعُ الرزيئةَ
تِلوَ رزيئةٍ وظلام
كالدُملُجِ المحترقِ.. كالعفنِ
هي آلامي..
آلامُ صوت تراب وطني
خدشتْ بُطَينَ الوَدَجِ
وسالَ سلسبيلُ الهَم
وشيَّبَتني آلة الدمار والدَّمِ
والأكفُّ صورٌ رمادية
أشمُّ عطر الموت العابقِ
في الأزِقَّة.. الحارات..
الأرصفة.. طريق المدرسة..
كلها ردمٌ.. ورمادٌ بارد
وأنفي ما عاد ميَّزَ أصل رائحةٍ
فالبارودُ والريحان التشرُّدِ
لكننا.. نحن أقوامُ الكرامة
سنعودُ يا أمَّ الرزايا
ونذيقُ ساقينا الحمم
نُقَبِّلُ أوطاننا.. وننثُرُ البِذارَ
بعد أن ندوس الِّلحى
بسنابكِ الشرفاء
ونلعنَ منكري نسبي
دمشق يا مدينة التاريخ
شَقشِقي..
وأفرِغي الحِمَم..
على كل هامةٍ أماطتِ اللثام
عن لؤمها..
وبانتْ عورةُ الشيطان
فزارعُ الثوم لا يقلعهُ ريحاناً
ولا عبيرَ القرنفل
فراس المصطفى