لأنه مولع بالأرقام يطمح الطفل علي عبد الأمير ذو العشر سنوات أن يكون عالم رياضيات في المستقبل، ويبدو انه وضع قدميه على بداية الطريق عندما قررت وزارة التربية قبوله في مدرسة الموهوبين التي تضم نخبة من أذكى الطلبة في البصرة، واستحداث صف فيها من أجله فقط، فيما وصفته إدارة المدرسة بـ"العبقري" لقدرته على حل مسائل رياضية صعبة بشكل فوري، وتطويره لطريقة في الحساب.
الصدفة تقود إلى اكتشاف موهبة نادرة
ويقول والد الطالب الموهوب الضابط في الشرطة عبد الأمير مطشر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "موهبة ابني علي في الرياضيات اكتشفتها عن طريق الصدفة قبل سنوات قليلة عندما كنت أساعد شقيقه الطالب في المرحلة المتوسطة خلال موسم الامتحانات، إذ كنت أقدم له مسائل رياضية وأطالبه بحلها عبر إجراء سلسلة من الخطوات، إلا أن علي كان أحياناً يسترق السمع ويسبق شقيقه في تقديم النتائج شفوياً وبمنتهى الدقة على الرغم من عدم معرفته بالطرق التي تؤدي إلى استخلاص النتائج".
ويضيف والد علي أن "تكرار تلك الحالات أصابني بالدهشة، فطلبت منه أن يفسر لي كيفية معرفة النتائج، فقال انها متوفرة في ذهنه"، مشيرا إلى انه "كان مولعاً بالأرقام قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية، كما انه يمضي الكثير من وقته بإجراء عمليات حسابية معقدة وأحياناً غريبة، حتى اننا بدأنا نقلق عليه قبل أن نكتشق موهبته".
طموح كبير وإختبار تكلل بالنجاح
في محاولة من مراسل "السومرية نيوز" للتحقق من موهبة التلميذ في الصف الرابع الإبتدائي، فقد عرض عليه بعض الأرقام وطلب منه تقديم نتائج ضربها، فجاءت محصلة كل عملية على حدة خلال أجزاء من الثانية، 99 × 63 = 6237، 104 × 103 = 10712، 209 × 191 = 39919"، وما يثير الاستغراب انه لم يذكر النتائج كأعداد، وانما نطقها بشكل فوري كأرقام منفردة، على سبيل المثال لما سأل عن نتيجة ضرب العدد 34 في العدد 11 قال "ثلاثة وسبعة وأربعة"، ما يعني أن حاصل الضرب هو العدد 374.
ويقول علي إنه يطمح أن "يكون عالماً في مجال الرياضيات في المستقبل"، مؤكدا "أستطيع أن أخدم بلدي في هذا الاختصاص عندما أكبر، لان علاقتي بالأرقام جيدة، وأنا أحبها، وهي تشغل بالي دائماً، ولا أجد صعوبة في التعامل معها".
علي يطور طريقة قديمة في الحساب
من جانبها تؤكد مدير مدرسة الموهوبين في البصرة إبتهال عبد الرحمن في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الطفل علي يمتلك موهبة نادرة في إجراء العمليات الحسابية بسرعة مذهلة"، مضيفة "لقد تمكن بالفطرة من تطوير طريقة قديمة في الحساب".
وتوضح عبد الرحمن أن "إدارة المدرسة تأكدت أن علي هو طفل عبقري من خلال إجراءات بسيطة"، لافتا إلى أن "علي وأمثاله من الموهوبين هم ثروة بشرية وطنية يجب الحفاظ عليها من خلال تنمية مواهبهم وتطوير قدراتهم".
استحداث صف للموهوبين لأجل علي
يقول مدير مديرية التربية في البصرة مكي مهوس في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش تكريمه الطفل علي بحضور عدد من المشرفين التربويين، إن "وزير التربية محمد تميم قرر بشكل استثنائي قبول الطفل علي عبد الأمير في ثانوية الموهوبين ليكون الطالب رقم 20 في هذه المدرسة التي يتمتع طلبتها بامتيازات ومعاملة خاصة".
ويؤكد مهوس أن "قرار الوزير تضمن استحداث صف للرابع الابتدائي من أجل الطفل علي، لان المدرسة مخصصة منذ إفتتاحها عام 2009 لطلبة المرحلتين المتوسطة والإعدادية فقط، إلا أنه يعد حالة خاصة ونادرة تستحق الإهتمام والرعاية".
بدوره، يلفت عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة البصرة غانم عبد الأمير في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى أن "المجلس سبق مديرية التربية بتكريم الطفل علي"، وبين أنه "يمتلك قدرة خارقة على اجراء العمليات الحسابية بسرعة مذهلة".
يذكر أن مدرسة الموهوبين تضم 19 طالباً وطالبة يتوزعون على صفوف المرحلتين المتوسطة والإعدادية، فيما يحاضر فيها نخبة من أصحاب الشهادات العليا (الدكتوراه والماجستير)، وتفرض المدرسة على الراغبين بالإلتحاق بها شروطاً وضوابط صارمة، كما يجب عليهم أن يتخطوا بنجاح سلسلة من الاختبارات التي تهدف إلى تشخيص مستوى ذكاء الطالب ومدى موهبته وقدرته على الابتكار في أي من المجالات العلمية.
وتفيد سجلات المشاريع العلمية الخاصة بالمدرسة بأن أحد طلابها يحاول تصنيع قلب صناعي ينبض بالاعتماد على حرارة الجسم والطاقة الشمسية، وآخر نجح بتحضير مادة دوائية من مسحوق نواة (تمر الهند) تساعد على الهضم وتقلل من فرص الإصابة بتقرحات المعدة، فيما تسعى طالبة لإعداد دراسة تبين الآثار النفسية التي يسببها للمرضى جهاز المفراس الحلزوني عندما يُفحصون باستخدامه لتشخيص الأمراض التي يشكون منها، ومن المتوقع أن يتضمن ذلك السجل خلال العام الدراسي الجديد تفاصيل عن مشروع يحمل اسم الطفل علي عبد الأمير