في تكوين شخصيتها هل لعلاقة الأب بابنته دور ؟
ليست الأم وحدها هي المسؤولة عن تربية الأبناء، فهذة المهمة مشتركة بينها وبين الأب، ولأن البنت تتميز بحساسية مفرطة تجاه الجنس الآخر، فإن وجود أبيها في حياتها
يؤثر تأثيرًا كبيرًا على شخصيتها.
ويمكن لطبيعة علاقة الفتاة في مرحلة الطفولة مع أبيها أن تحدد معالم شخصيتها مع دخولها مرحلة المراهقة ومن ثم النضج، فقد كشفت دراسة أعدها باحثون في جامعة “فاندربيلت” بولاية تينيسي
بالولايات المتحدة، أن تطور شخصيات الفتيات يرتبط ارتباطًا كبيرًا بنوعية الدور الأبوي في تربيتهن عند دخولهن مرحلة النضج.
فالفتيات اللاتي تربين في عائلات ينقصها الأب أو عائلات مشتتة ضعيفة التضامن بلغن مرحلة النضج مع كل مشكلاتهن في وقت أقصر من الفتيات اللاتي نشأن ضمن عائلات متماسكة ومترابطة عاطفيًا.
ومع أن دور الأم كان مهمًا في الحالتين، فقد كان لافتا جدًا دور الأب أو غيابه في خلق الجو العائلي المحيط بالفتاة وبتكوين شخصيتها.
ومرحلة المراهقة من أكثر المراحل التي تحتاج فيها الفتاة إلى أن تكون قريبة من والدها، لأنها تكون نفسيًا قد بدأت تتشكل كامرأة، وتريد أن تتعرف على الجنس الآخر بشكل أعمق، ويكون أول من
تصادف في حياتها من هذا الجنس هو الأب، ما يجعل علاقة الأب بابنته في تلك الفترة هامة جدًا لأنها تتحكم في مدى توازنها النفسي.
وفيما يتعلق بغياب دور الأب عن الأسرة وعدم وجوده بجانب ابنته منذ مرحلة الطفولة، فإن لهذا آثاره السلبية التي تظهر على شخصية الفتاة في سنواتها المدرسية، كذلك في حياتها الاجتماعية فيما بعد،
لأن وجود الأب الإيجابي في حياة الفتاة يساهم في نجاحها سواء في حياتها العلمية والعملية أو الاجتماعية.
إن غياب صورة الرجل المتمثلة بوجود الأب في حياة الفتاة ينعكس أيضًا سلباً على تعاملها مع الجنس الآخر، حيث ستجد نفسها مرتبطة بأي شاب أو رجل تشعر بالأمان معه، وقد تتعلق به بدرجة غير
طبيعية محاولة بذلك التعويض عن صورة الأب المفقودة، وتوفير الأمان والحماية التي تحتاج إليهما، وهو ما قد يدفعها للقبول بعلاقة تسيء إليها.
غياب الأب أيضًا، يتسبب في ضعف شخصيتها وفشلها في التعامل مع محيطها الاجتماعي، خاصة أن الأم مهما بذلت من جهد لن تعوض مكانة الوالد.
وفي النهاية، ينصح الخبراء بضرورة أن تكون علاقة الأب بابنته جيدة، وأن يحافظ على علاقة سوية معها، وأن يمدها بخبراته ويكون صديقًا لها، لأن هذا الترابط يعطي نوعًا من التوازن النفسي لدى
الفتاة، فتكبر وهي متزنة نفسيًا، كما تؤكد التجارب أن الفتاة صديقة والدها تكون أكثر قدرةً على مواجهة الحياة وأكثر ثقةً في نفسها.