حقوق النساء في الدولة العثمانية



يرى بعض الباحثين أن النساء في الدولة التركية القديمة والدولة السلجوقية والعثمانية تمتعن ببحرية أكثر من النساء الغربيات في عصرنا الحاضر، ويعتقد هؤلاء أنه بفضل الدين الإسلامي والثقافة التركية أصبحت لهن حقوق وأوضاع خاصة.
كانت للمرأة مكانة مؤثرة جدا في المجتمعات التركية القديمة، فهي مع زوجها كانت تدير البلاد براحة، وكانت تُحترم لأنها لأنها الوالدة وتُعامَل بالمحبة حتى أن لديها الحق على أولادها مثل زوجها. لم يتزوج الأتراك إلا امرأة واحدة، كما اعتقدوا أن زواج الواحدة هو أساس في الانتصار، أيضا فإن الأبطال في الأساطير التركية القديمة كذلك كانوا متزوجين من امرأة واحدة.
وفي هذا الصدد، يذكر المؤرخ حاييم جربر، أن عدد الرجال الذين تزوجوا أكثر من مرة في القرن السادس عشر في مدينة بورصة لا يتجاوز العشرين رجلا.
لم يميز الأتراك بين الفتيات والفتيان أبدا، فالمرأة إذا كانت تريد المشاركة في المجلس التشريعي للولاية والدولة إذا أرادت، كما أن النساء وقّعن على وثائق هامة، فمثلا أول معاهدة سلام بين الإمبراطورية الصينية والإمبراطورية الهونية وقعتها زوجة الملك أوغوز خان.
أما في العهد العثماني، فقد كانت المرأة أكثر حرية بالمقارنة مع المرأة التي عاشت في العصور الوسطى في أوروبا، ويقول الرحالة المشهور ابن بطوطة عن الأهالي بالأناضول في العصور الوسطى؛ "نحن منذ من لحظة وصولنا إلى الأناضول، لم يتركنا جيراننا سواء كانت مرأة او رجل وساعدونا في كل حاجاتنا. وهنا، لم تكن المرأة تهرب من الرجال، وكانوا عندما نخرج إلى الطريق لنرجع إلى بلادنا يودعوننا و يحزنون علينا كما لو كنا أقاربهم".
المرأة العثمانية هي الزوجة المخلصة والمعلمة المؤدّبة لأولادها. والنساء العثمانيات لم تكنّ تتكلمن بصوت عالٍ أبدا، ويُروى عنهن أنّهن حتى في أثناء المشي كُنّ يتحركن بهدوء لكي لا يسمع الرجال صوت أحذيتهن.
يقولون إن المرأة العثمانية تُعبّر عن حُزنها أو سعادتها من خلال المنديل الذي ترتديه على رأسها، وذلك لينتبه كبار السن في عائلتها ويحلوا لها مشاكلها.
وهي متفهمة جدا، ففي حالة وجود مريض في البيت، وعدم رغبتها في أن يزعجها أي من جيرانها، تقوم بوضع باقة ورد حمراء على نافذة المنزل ليعلم الباعة والمتجولون بوجود مريض داخل البيت حتى لا يصدروا أصواتا عالية.
وكانت النساء تُقدّمن المساعدات للطلاب في المدارس؛ فيوزعن الملابس والأدوات اللازمة لهم، ويُقدمن المساعدات الغذائية للفقراء ويدفعن دينهم، ويوفرن المياه في الحي وحتى في القرى بإمكانياتهن المحدودة.