بعيدا ها هناك
على ضفاف الغياب
كل شيء حاضر
في اللاموجود
الشمس قبلت جبين القمر مبكرا
و هي تسدل خصلاتها على كتف الأرض
لتحيي كل الحضور
صبح صريع
عصافير غائبه
و أعشاش فارغة
كل شيء سراب
فراغ رهيب
بتوقيت اللاحضور
الخذلان أسدل جدائله
الحلم يحوم عاليا عن كفوف الأمنيات
موجود و لا موجود
حاضر في الذاكرة
غائب في الواقع
ها هنا أُوقع حضوري كل يوم
لأخبر الجميع أنني بخير
ظلام في عرين الروح
أجوب ذاكرتي و أمضي
لا أعرف أين أدون مذكراتي
لتصل للواقع
و أنا واقفٌ هنا في اللاموجود
يتراءى من بعيد خيال مجهول
و هو يمسح التعب عن جبين الحياة
كثرة الأمنيات
و قلة التحقيق
أصابتني بعقم في الأحلام
و إجهاض للصبر
فالأحلام المتكررة
و الأيام المتتاليه
صار يُعلن التشابه
كمقياس زمني
للحظات وداع الأمل
و الغياب صار بوصلة
لتحديد مكان الخذلان
لا أمنيات تعم الأرض
و الإحباط صار يهدد اليقين
الكل تساوى فوق مائدة الحياة
وهو يرتشف أكواب الخجل و الخوف
وحيدا بعيدا عن أنظار اللاموجودين
لا شيء يذكر
سوى صوت يصفق في ثنايا الروح
يصيح بقوة و قد فقد حظه
يلطم بيديه وجه الأمل مرارا و تكرار
ليذكره بضرورة المغادرة
فلاشيء عاد كما كان
رفرفي أيتها الذكريات عاليا
أنثري الحلم على الألم
و أنسينا صور الحزن و المصائب
أعجني ماتبقى من الدواخل و اطعمينا حسن المشاعر
علمينا حسن اليقين
و افركي عقولنا بحجرة الحظ علها تستكين