مدينة الغرباء
جلستُ على ذآك الرصيف , أتأمل أموآج البحر الهآدئة , كآن يتخللني شعورآ مآ !!
أهو الخوف ؟ لآ أهو الوحدة ؟ أيضآ لآ ... شعور غريبْ لم أستطع تفسيره !!
كآن منظر البحر سآحرآ .. ولكن يلوح بــ الأفق مآ يُشبه إقترآب إعصآر أو شيء من هذآ القبيل !
وجفلني صوتِ لم أنتبه لجلوسِ صآحبه !
[ الجوّ رآئع جدآ اليوم .. يبعث على التأمل ]
( هآآآه ؟؟ أخيرآ وجدت بهذه المدينة من يتحدث لغتي ؟؟ أشكرك كثيرآ يآ إلهي , الحمدلله)
نظرتٌ إليه في ريبِ ..وقلتْ :نعم هو جميل
فسألني إن كنت من أهلِ المدينة , أم أتيتُ إليهآ للسيآحة ؟
(إن أخبرتهُ بحقيقة أمري ّ الذي يدعوآ للذهول وليس للعجب ؟؟ فمن الممكن أن يشك
بقوآي العقلية !! فمآ حدث لي لآيُصدقهُ عقل فعلآ .. فزمن الأسآطير إنتهى عهدهُ
منذٌ زمن !! وإن كنت أنآ صآحبة الشأّن إلى الآن لآ أُصدق مآحدث ؟؟ فهل سيصدقني
الغريب ؟؟ ولكن ؟ كآنت ملآمح هذآ الرجلُ الغريب توحي بـ الأُلفة والإطمئنآن المدهش
حقآ ..كآن رجلآ تعدى الستين من عُمره .. ولكن مآزآل يحتفظ بجمآل القسمّآت
وهيبة الحضُور !! )
فقلت : لآ هذآ ولآذآك ..!! أنآ غريبة عن هٌنآ !!
(نظر لي الرجلُ بإبتسآمة تشع صفآءآ .. آنت ضآئعة ..أليس كذلك ؟ ركزت نظري عليه
وتلعثمت في الإجآبة !! وبدآ جليآ أنني أحذر الحديثُ معهُ ..فــ طمئنني وقآل : لآتخآفي
بُنيتي .. لآأضمر لك سوءآ أقسم لكِ ..هٌنآ شعرت بالإرتيآح الشديد , فأنآ حقآ بحآجة
لمن أبوح له بمآحدث لي والذي هو يفوق الخيآل بمئآت السنوآت !! وطلبت منه عهدآ
أن لآيسخر مني , وأن يكون محل ثقة حقيقية .. فأقسم على ذلك !! وبدأت أحكي )
لآأعلم من أين أبدأ وأعلم بأنك ستتهمني بالجنون لآمحآلة ..حتى وإن لم تُصرح بذلك !
ومنذ أن إستيقظت وأنآ أرى العجب في تلك المدينة ... أصحآبهآ لآيتحدثون بلغة أعرفهآ
والجميع يحآول الإهتمآم بي وكأنهم يعرفوني من قبل !! وكأنني تلبست شخصية أخرى
يعرفونهآ .. حآولت إفهآمهم ذلك حتى ولو بــ الإشآرة فلم يفهموني !! بحثت عن مترجم
أو أي شيء يكون همزة وصل بيني وبينهم فلم أجد .. ملآمح المدينة توحي بأنهآ فرنسية
ولكن أهلهآ لآيتحدثون الفرنسية !!!
إمرأة قآبلتني وأهدتني وردة فشكرتهآ وحآولت إفهآمهآ
بأنني لآأفهم لغُتهآ ولكنهآ إستمرت بالحديث والذي لم أفهم منهُ كلمة وآحدة !! وأخرجت
لي صورة لإبنهآ أو أخيهآ الصغير لآأعلم وتخبرني بقصته والتي لم أفهمهآ أيضآ سوى
أنني خمنت بأنه قد مآت أو رحل عنهآ !! وقبل رحيلهآ أهدتني البآقة كلهآ التي كآنت
في يدهآ .. فحآولت أن أُعطيهآ مآلآ كــ شكرٌ مني ولكنهآ رفضت بحزن شديد وإحتضنتني
وعندمآ كنت أمشي أمآم بعض المحلآت ..توقفت أمآم وآجهة إحدى المحلآت للملآبس
وكنت أنظر للفسآتين وتخيل لي بأن إحدى الدُمى التي يعرضون عليهآ الفسآتين تحدق بي
فركزت بنظري عليهآ لـ أأكد لنفسي بأنني حقآ لم أجنَ بعدْ .. فإذآ بالدمية تبكي هل تصدق
لقد كآنت إنسآنة وليست دٌمية ..!!! أشرت لهآ وحآولت مخآطبتهآ بالإشآرة فأشآحت بوجههآ
هنآ لم أتمآلك نفسي دخلت غآضبة للمحل أحآول أن أعنف صآحبه ..كيف يستخدم
بشرآ مكآن الدمى !؟ لأتفآجئ بأن جميع الدٌمى التي يستخدمونهآ في العرض بشرآ وليست
لتخرجني إجبآرآ من المحل !! وعند الخروج الجبري حآنت مني إلتفآتة للدمية العآرية ..لآجدهآ
(نظرّ للأفق نظرة حزينة جدآ ..وقآل : نعم يآإبنتي ثقي بأني أُصدق كل كلمة قُلتهآ ..أكملي
بنيتي ..لعلك تلتمسين الرآحة بعد البوح !! أكملي )
سآقتني أقدآمي بعد ذلك ..لشآرع جآنبي خآفت الإضآءة ..نظرآت سآكنيه مُريبة لآبعد الحدود
فهم بالتأكيد يحفظون بعضهم ولذلك كآن من السهل إكتشآف أنني غريبة عن هذآ المكآن
بالعطش ..؟ إلآ أنني خفت شربهّ .. كآنت ملآمحهم قآسية وجآمدة ..ونظرآتهم مٌخيفة جدآآ
وإقترب مني كبيرهم فترآجعت للورآء خوفآ .. فإذآ بهِ يخلع معطفه ويضعه على كتفي ..ثم يدّس
أورآقآ مآلية كثيرة في يدي ... ويُشير لي بالرحيل !!! وإقتربت مني إمرأة تلمع عينآهآ بوميض
غريب و.......!!!!
ارجو ان ينال اعجابكم