مقتل رجل الأعمال البريطاني من أصل عراقي سعد الحلي وزوجته إقبال وحماته بالرصاص في فرنسا
رجال الشرطة الفرنسية يجرون التحقيقات مع السياح في المخيم
كتبت النجاة للطفلة ذهب البالغة من (العمر 4 أعوام) بعد ان ظلت ممددة تحت جثتي والدتها إقبال وجدّتها لمدة 8 ساعات في السيارة التي نخرها رصاص الجناة الذين استهدفوا أيضاً والدها رجل الأعمال البريطاني من أصل عراقي سعد الحلّي والذي عثر عليه جثة خلف المقود، وذلك في منطقة الالب الفرنسية.
وفي وقت كتبت فيه الحياة للطفلة ذهب، لم يترك الجناة شقيقتها زينة (8 أعوام) التي عثر عليها خارج السيارة مصابة بـ 3 طلقات وفي حال صحية متردية، الى جانب دراج فرنسي قتل ربما لئلا يدلي بمعلومات.
اذاً، من قتل رجل الأعمال البريطاني - العراقي الأصل سعد الحلي واسرته حيث كان يقضي اجازة في مخيم قرب بحيرة في جنوب شرق فرنسا أول من أمس؟
ووفق التفاصيل، فإن دراجاً بريطانياً كان يمارس هوايته في منطقة أنيسي المشجرة والتابعة لمنطقة الالب شاهد ما يشبه جثة الى جانب الطريق، ولدى اقترابه للتأكد تبين له انها لطفلة تنزف وسرعان ما ابلغ السلطات الفرنسية.
الدراج البريطاني الذي يعمل طياراً في سلاح الجو البريطاني والذي اعتقد بداية ان الطفلة قد فارقت الحياة اكتشف انها تنبض، وخلال انتظاره لوصول رجال الاسعاف والأمن الفرنسيين لحظ في القريب جثة ايضاً قرب دراجة تبين لاحقاً انها لدراج فرنسي يدعى سيلفين موليه.
وفي وقت وصل فيه رجال الأمن وضربوا طوقاً لمعرفة ما حصل تبين لهم وجود سيارة اخترق زجاجها الأمامي الرصاص وخلف مقودها رجل ينزف، اضافة الى جثة امرأة قربه وجثة امرأة ثانية في المقعد الخلفي.
ولحظ رجال الأمن الفرنسيون أن سيارة الضحايا الألمانية الطراز، لوحاتها انكليزية.
وفي إطار التحقيقات الأولية التي أجروها تبين ان العائلة كانت تقضي اجازة في مخيم قرب البحيرة في أنيسي وعلى الرغم من ان رجال الأمن والشرطة الذين حضروا الى موقع الجريمة بسرعة قياسية وعملوا على نقل الطفلة التي عثر عليها مصابة بثلاث طلقات وتم نقلها الى المستشفى بواسطة الهليكوبتر للعلاج، ومرابطتهم في مكان السيارة قرابة 8 ساعات والجثث في داخلها لم يلحظوا ان طفلة حية ترزق موجودة تحت جثة والدتها التي كانت تجلس في المقعد الأمامي وجثة جدتها في المقعد الخلفي، وهو الامر الذي اثار حنق الصحافة البريطانية أمس وشنت هجوماً عنيفاً على السلطات الفرنسية لتقصير رجالها في وجودها تحت الجثتين من دون انقاذها الى خارج السيارة.
واكتشاف الطفلة التي تبين ان اسمها ذهب أكده المدعي العام الفرنسي في منطقة انيسي، المدعي اريك مايو للصحافيين حيث قال «تم العثور على طفلة حية عمرها 4 سنوات تقريباً في سيارة الضحايا».
وفي وقت لم تتمكن الطفلة الناجية من الادلاء بأي معلومات عن الذي حصل أو ان تعطي وصفاً لوجوه القتلة قالت ان كل ما تتذكره هو انها سمعت أصوات طلقات وصرخات.
ودلت التحقيقات ان جثة الرجل التي عثر عليها خلف المقود هي لرجل أعمال بريطاني من مواليد بغداد ويدعى سعد الحلي عمره (50 عاماً) ويقيم في منطقة كلاي غيت التابعة لمقاطعة «سيري» في جنوب شرقي لندن.
أما بالنسبة للدراج الفرنسي سيلفين موليه (40 عاماً) الذي عثر على جثته قرب السيارة ايضاً فهو اب لثلاثة أطفال ويقيم في منطقة يوجين واعتاد على ممارسة هوايته في تلك المنطقة، وتعتقد الشرطة ان الجناة أطلقوا النار عليه لئلا يكون شاهداً على جريمتهم.
وعثر رجال الشرطة على 15 خرطوشة بندقية آلية فارغة في موقع الجريمة.
ونقلت محطة «Radio 5» الاذاعية البريطانية عن احد جيران الضحية سعد الحلي في منطقة «كلاي غيت» (20 ميلا من لندن)، ويدعى جاك سولتمان، قوله تعليقا على الحادث: «الواقع انني أعرف معلومة صغيرة لكنني لست مستعدا للتحدث في شأنها الآن، بل سأبلغ الشرطة بها. تلك المعلومة تتعلق بشيء كان سعد الحلي قد أبلغني به قبل ان يسافر لكنني أشعر انه لا ينبغي ان أفصح عنه في هذه المرحلة. سأبلغ الشرطة بما قاله لي بالضبط قبل ان يغادر».
وأشار سولتمان الى انه علم من الحلي انه سيسافر مع أفراد أسرته الى فرنسا لمدة أسبوع ونصف الأسبوع تقريبا للاستمتاع بعطلة اضافية قبل عودة الأطفال الى المدارس.
وأضاف الجار قائلا: «ابنتاه الصغيرتان رائعتان وجميلتان جدا. الكبرى تدعى زينب وهي فائقة الذكاء واللباقة. أما شقيقتها الصغرى ذهب فهي مفعمة بالحيوية والنشاط. كانتا تلعبان معا عادة في حديقة منزلهما الخلفية وعندما كانتا تشاهدانني أعمل في حديقة منزلي فإنهما كانتا تهرولان دائما لتتجاذبا أطراف الحديث معي».
أما جورج ايكولينا (الجار الآخر) فإنه أقر ان سعد الحلي هرب من بطش صدام حسين وزوجته تدعى إقبال وهي طبيبة أسنان سابقة وكان التقاها في دبي قبل 10 سنوات بينما كان يقضي عطلة هناك، وتزوجها بعد قصة حب.
وقال «ان أهل زوجته إقبال يقيمون في السويد، وان جثة السيدة التي عثر عليها في المقعد الخلفي في السيارة تعود لوالدة زوجته (حماته) التي كانت ترافقهم في الاجازة».
وتابع «ان سعد الحلي مقيم في كلاي غيت منذ 20 عاما مع والديه. وتوفيت والدته قبل نحو 10 سنوات ثم توفي والده قبل سنة تقريبا. ونقل عن محاسب بريطاني يدير أعمال سعد الحلي قوله «انه (سعد الحلي) كان مهندسا متخصصا في تصميم الحواسيب».
إذاً، من قتل الحلي وزوجته وحماته؟ حيث أفادت الشرطة الفرنسية انهم «قتلوا بطلقات نارية مباشرة في الرأس». ومن استهدف ابنته زينب وتخلص من الدراج الفرنسي موليه؟
رجال الاعلام البريطانيون أمام منزل الحلي في منطقة كلاي غيت (جنوب شرقي لندن)