يقع نظامنا الشمسي في مجرة درب التبانة، التي يوجد بها وحدها، على الأرجح، عشرات المليارات من الأنظمة الشمسية الأخرى.
ويُطلق مصطلح النظام الشمسي على نجم مركزي يسبح في الفضاء، وما يدور حوله من كواكب وأقمار وكويكبات ونيازك، وغيرها من الأجرام السماوية.
يمكن أن تحتوي النظم الشمسية على أكثر من نجم واحد، وتسمى حينها بالأنظمة ثنائية النجوم، إذا كانت تدور حول نجمين، أو الأنظمة متعددة النجوم إذا كان هناك 3 نجوم أو أكثر.
هذه مجموعة من المعلومات المذهلة عن نظامنا الشمسي.
يبلغ عمره 4.6 مليار عام
يبلغ عمر نظامنا الشمسي حوالي 4.5 مليار سنة، ويعتقد أنه تشكَّل من سحابة نجمية كثيفة من الغاز والغبار.
يتألف هذا النظام من الشمس، نجمتنا الساطعة التي تمدنا بالضوء والحرارة. بجانب كل ما يدور حولها من الكواكب الثمانية، وأقمارها الطبيعية، مثل قمرنا الفضي الوحيد، والكواكب القزمة وأقمارها، فضلاً عن الكويكبات، والمذنبات، وجسيمات أخرى لا تُعد ولا تُحصى.
600 ألف كويكب و3 آلاف مذنب
الكويكب جسم صغير يدور حول الشمس، يتكون بشكلٍ أساسي من الصخور أو المعادن.
يحتوي نظامنا الشمسي على عددٍ هائلٍ من الكويكبات؛ حيث اكتُشف حتى الآن ما يتجاوز الـ600 ألف منها، تقع معظمها في حزام الكويكبات، الذي يوجد بين مداري المريخ والمشتري.
على غرار الكويكبات، المذنبات أجرام سماوية صغيرة مثلها تدور حول الشمس. لكن على خلافها، فهي تتكون في المقام الأول من الأمونيا المجمدة، أو الميثان، أو الماء، وتحتوي على كميات صغيرة فقط من المواد الصخرية.
يوجد منها في نظامنا الشمسي ما يزيد عن 3400 مذنب.
ستصل الشمس إلى حجم الأرض يوماً ما
الشمس هي النجم الذي يقع في مركز نظامنا الشمسي، وهي المسؤولة عن حالات الطقس والمُناخ على الأرض.
يتجاوز قطرها المليون كيلو متر، وتُعادل كتلتها نحو 333 مرة كتلة الأرض. وتبلغ حجماً هائلاً؛ إذ من الممكن أن تتسع لقرابة مليون كرة بحجم الأرض في داخلها.
مع ذلك، ستتضاءل ويصل حجمها إلى حجم الأرض تقريباً، وتتحول من طور النجم الأحمر العملاق إلى ما يسمى بالقزم الأبيض.
ينجرف القمر بعيداً عن الأرض
قمرنا هو القمر الطبيعي الوحيد الذي يدور حول الأرض، تكوَّن بعد تشكُّل النظام الشمسي بحوالي 30 إلى 50 مليون سنة، وتبلغ كتلته نحو 0.01 من كتلة الأرض، ويبعد عنها مسافة تُقدر بألف كيلومتر.
يتحرك القمر بعيداً عن الأرض مسافة 3.8 سنتيمتر في كل عام.
ومن المتوقع أن يواصل القيام بذلك، لما يقدر بـ50 مليار سنة. بحلول هذا الوقت، سيستغرق القمر حوالي 47 يوماً؛ ليكمل دورة واحدة حول الأرض، بدلاً من الـ 27.3 يوم التي يستغرقها حالياً.
عطارد ليس الأكثر حرارة
عطارد هو الكوكب الأول في ترتيب المجموعة الشمسية، من ناحية قربه من الشمس؛ الأمر الذي قد يجعلنا نظن أنه الأكثر حرارة بين كواكب المجموعة، إلا أن جاره الثاني في ترتيب المجموعة، كوكب الزّهرة هو من يحظى بهذا اللقب.
يرجع السبب في خسارة عطارد للقب؛ إلى كونه لا يملك غلافاً جوياً يساعده في الاحتفاظ بحرارة الشمس. على الجانب الآخر، يكتنف الزُّهرة غلاف جوي سميك بدرجة كبيرة، يبلغ سُمكه حوالي 100 مرة أكثر من سُمك الغلاف الجوي للأرض.
وهذا في حدِّ ذاته من شأنه أن يعمل على منع جزء كبير من طاقة الشمس، من الهروب مرة أخرى إلى الفضاء، ورفع درجة الحرارة الكُلّية للكوكب. علاوةً على كون غلاف الزهرة يتكون بالكامل تقريباً من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يسمح لأشعة الشمس بالدخول بحرية، لكنه أقل سماحة في تركها للخروج؛ فترتفع درجة الحرارة إلى مستوى أعلى بكثير مما هو متوقع.
أطول وادٍ يقع على المريخ
المريخ هو الكوكب الرابع في ترتيب المجموعة الشمسية، والملقب بالكوكب الأحمر. يحمل على سطحه “فاليس مارينريس Valles Marineris“، أطول وادٍ موجود على أسطح أجسام النظام الشمسي.
يمتد هذا الوادي على طول أربعة آلاف كيلومتر، ويتكون من نظام هائل من الأخاديد المريخية. رصدته بعثة رسم الخرائط العالمية، “مارينر Mariner 9 “ في عام 1971.
جعل عدم وجود ألواح تكتونية نشطة على سطح المريخ، من الصعب معرفة كيفية تشكُّل الوادي؛ لذلك ما زال العلماء بحاجة إلى مزيد من الدراسة عن قرب لسبر أغواره.
اليوم الأقصر على المشتري
المشتري، العملاق الغازي، وخامس كواكب المجموعة الشمسية، يُعد رابع الأجسام الأكثر سطوعاً في النظام الشمسي. تسبقه الشمس، ثم القمر، يأتي بعده كوكب الزهرة، ويليها المشتري، الذي يظهر بَرّاقاً للعين المجردة من الأرض.
البابليون القدامى هم أول من سجلوا مشاهدتهم للمشتري، وكان هذا في حوالي القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد. يبدو لنا من وجهة نظرنا على الأرض، أن المشتري يتحرك ببطء في السماء؛ فيستغرق شهوراً للانتقال من كوكبة إلى أخرى، ويدور حول الشمس مرة واحدة كل 11.8 سنة أرضية.
مع هذا، فإن اليوم على سطح المشتري هو الأقصر بين بقية كواكب المجموعة؛ إذ يعادل على الأرض 9 ساعات و55 دقيقة فقط، يرجع ذلك إلى دوران الكوكب السريع حول محوره.
150 قمراً حول زحل
زحل هو سادس أفراد المجموعة الشمسية، وثاني أكبر الكواكب بعد المشتري. يشتهر بحلقاته الرائعة المحيطة به، والتي لوحظت لأول مرة في عام 1610، من قبل عالم الفلك غاليليو غاليلي، الذي تمكن من رؤيته بالعين المجردة في سماء الليل؛ حيث يقع ترتيبه الخامس ضمن أكثر الأجسام سطوعاً في مجموعتنا الشمسية.
يدور حول زحل مجموع كبير، يصل إلى 150 من الأقمار المتفاوتة الحجم. يملك منها 62 من الأقمار الكبيرة، أبرزها هم (تيتان، وإنسيلادوس، وإبيتوس، وريا).
أكبر هذه الأقمار هما تيتان وريا، وجميعها عبارة عن عوالم من الغازات المتجمدة.
أقمار أورانوس تحمل أسماء شخصيات وليام شكسبير وألكسندر بوب
أورانوس هو الكوكب السابع في مجموعتنا الشمسية، الذي لا يظهر للعين المجردة في سماء الليل. أصبح أول كوكبٍ يتم اكتشافه باستخدام التلسكوب، عندما رصده السير وليام هيرشل، في الثالث عشر من مارس/آذار عام 1781.
يدور حول أورانوس 27 قمراً، أبرزها (ميراندا، وتيتانيا، وأرييل، وأومبريل، وأوبيرون). أخذت بعض هذه الأقمار، مثل (أوبيرون، وتيتانيا، وميراندا) أسماءها من شخصيات، ظهرت في أعمال كبار الأدباء الإنكليز، أمثال وليام شكسبير وألكسدنر بوب.
حافة النظام الشمسي لا تنتهي عند بلوتو
بلوتو آخر أعضاء المجموعة الشمسية، الذي كان يُعد الكوكب التاسع سابقاً. يحمل الآن مُسمى جديداً، ويُصنَّف ضمن فئة “الكواكب القزمة”. تمتد مجموعتنا الشمسية لتصل إلى حوالي 1000 مرة أبعد من موقعه في المجموعة.
اكتشفت العديد من الأجسام التي تدور حول الشمس، أبعد بكثير من بلوتو، مثل “الأجسام العبر نبتونية “Trans-Neptunian Objects”، أو “أجسام حزام كويبر” Kuiper Belt Objects، الذي يمتد إلى نحو 50 أو 60 وحدة فلكية (متوسط المسافة التي تبعدها الأرض عن الشمس).
فضلاً عن أن النظام الشمسي يمتد لأبعد من ذلك؛ حيث توجد “سحابة أورت” الضخمة والمضطربة، التي تصل إلى 50 ألف وحدة فلكية بعيداً عن الشمس، أي أكثر من ألف مرة أبعد من بلوتو.