غالباً نحن مشغولين .!.
نصرف أذهاننا بالتفكيرالمرهق
حتى وإن لم يكن ثمة شيءٍ يستحث ذاكرة القلق
فنحن ننشغل بالفراغ ، وكيف نشغله..!
وكثيراً مايذهب بنا التفكيرالأجوف اللاهادف .. بعيداً..!
وقد نلجأ إلى عقد مقارنات مع الآخرين ..
إن لم نجد مايشغل وقتنا
وننهمك في البحث عن :
أين يتفوقون علينا ؟ وكيف سنتغلب عليهم؟
وننشغل بالتساؤل حول مدى تقدير الناس لنا
وموضعنا في قلوبهم ..
ونترقب في لهفٍ لاكتشاف حظوظنا لديهم
وإلى أي مدى نصادف موقع الرضا عندهم
ونتلمس مواطن أخطائنا التي وضعوا أيديهم عليها
ونتخيل أنهم اخترقوا حاجز الصمت
الذي ستر نقائصنا ..
فارتطمنا بجدار الصوت الذي أعلنها
فنشقى ..!!
لأنهم كشفوا عنّا .. جانب الضعف البشريّ فينا
وهل نحن إلاّ بشرا ..؟!
***
كلٌّ منٌا يحب أن يكون عند حسن الظنّ دائماً
بعيداً عن كل مايخدش مثالية صورته في مرآة الآخرين
نحن في انشغالٍ دائماً بهم عنّا ..!
نترك لهم صفحات فارغة من كتاب حياتنا خالية منا
ليملؤوها بسطور من سيرتنا الذاتية بأقلامهم ..!
ونتساءل في عجب تحاورنامع أنفسنا ..
لم يستولي علينا هاجس القلق في : كيف نبدوا في أعينهم ..؟!
ونطلب رضاهم في تحقيق .. كيف يريدوننا أن نكون ..!
وليس كما نحن عليه الآن ..
أو كما نشتهي أن نكون ..؟!
لم لانترك المجال لنا ..
للإخفاقات والنجاحات لتحفر مجرانا على أرض الحياة؟!
وللصواب والخطأ أن يظهرا حقيقتنا كبشر؟!
لم نسفك أوقاتنا .. وننهمك في صقل وتلميع صورتنا ..
وننتقى لها أجمل الأطر.. ونعلقها تحت يافطة ( نحن هنا ) ..!
لنبدوا أجمل وأنقى مما نحن عليه في الحقيقة ؟!
لم نبتر أغصاننا التي تحمل الشوك والورد معاً
فنقتل فيها مواضع الجمال
حذراً من تعرض الآخرين لأشواكنا ؟!
ولكلٌ منّا أشواك في أغصان حياته ..!
فمن أحبنا .. تقبلنا ورداً وشوكاً .. ونحن بالمثل..!
فلماذا إذن نعيش على حرف المشاعر ،
فنعرض سلام الروح للقلق..؟!
ونخرج بلحنٍ نشازٍ
يتداخل كغريبٍ غزا عالمٍ مألوفٍ
في قلب سلّمنا الموسيقي الموزون على إيقاعٍ معيّنٍ
من الحدة والخفوت .. فيخلّ توازنه ؟!!
***
قيل بلغة الأحباء :
إكراماً للورد .. نتقبل وخز أشواكه ..
وهذا جميل فهنا الغاية تكمن في حب الورود ..!
ولكن آخرون عكسوا المعنى فقالوا :
لأجل الشوك الذي في الورد .. نحب الورد ..!
ونستمريء وخزه !
وهذا منطق أعوج !! فالشوك ليس هو الغاية
إنما هو الورد .. !!
أمّا الشوك فهو نتيجة تتعلق به
نستطيع أن نكون منها على حذر ..!
لئلا تخدش أنفاسنا ..!
***
الحرص جميل ..!!
فحين تكوني قد انتقيتِ بعناية وحبٍ
مشتل غرسك ..
ونأيتِ به عن مساحة الأذى
أمكنك أن توافقي بين ورودك وأشواكك ..
وتهدي لمن يمر نفحات العبق ومسرات اللون ..
وتحفظي ورودك من العبث
ومن تعرض المارين بك لوخزها .. في أن واحد..!
***
كوني كما أنت .. صادقة مع نفسك ..
لاترغميها .. لترضي أحداً..
مهما ذهب بك مذهب الحب بعيداً ..!
فإن من يراك اليوم بعينٍ كليلة عن كل عيب
قد تتبدى له يوماً فيكِ المساويا ..
وأنت .. كما أنت لم تتغيري به
لكنه هو من تغيّر عنك.
وتذكري ..!
أن الفوز برضا الناس جميعاً ..غاية لاتدرك ..
فاحتفظي بفردية جوهرك وبكل ماعلق به من الشوائب
وهذبي ذاتك بطريقتك أنت
وشذبي أغصانك دون أن تتلفي ورودك
وكوني أنت من يؤلف كتاب حياتك ..!
واعلمي ..!
أنّ من أحبك سيتقبلك بما أنت عليه ..
بكل ماتحمله شخصيتك من سلبيات وإيجابيات
بحسناتك وسيئاتك ..
وثقي أن العاقل من الناس من يراك بعينٍ تدرك أن لاأحد يبلغ الكمال
فلكلّ منا حسناته ،وعيوبه ..
وبتقبل تلك الحقيقة .. نحب ..ونتعايش كبشر
ونمتهن الصدق مع انفسنا
ومع الآخرين ..!