حياتك ما بين صرخة و نفخة !!!
ذلك اليوم الأول من حياتك ....أول استنشاقة هواء تتبعها صرخة و بكاء ، لما ياترى ؟؟؟
لما يبدأ الإنسان حياته بالبكاء ، أ تراه يرى لحظتها أن الحياة إمتحان صعب ؟ .. فيستقبلها
بصرخة من الأعماق تدل على دخوله عالما جديدا و غريب ... ثمّ أ هي صرخة خوف،أم صرخة ألم،... أم ما هو
وصفها الحقيقي ؟؟؟ لا أدري و لكن كل ما أعرفه هو أن ذلك الطفل الذي كان جنينا في ظلمة من
رحم أمّه ، خرج ليرى أمامه امتحانا صعبا و إجباريا فلربما هو يفضل في تلك اللحظة العودة إلى رحم أمه
رغم ما يصاحب ذلك الرحم من ظلمة على أن يعيش في نور تلك الحياة التي تحمل الكثير من
المفاجآت و الإمتحانات على الرغم من نورها الذي قد يعمي الأبصار و البصائر...
و هي نفس الحالة بعدما يقضي ما كُتِب له من عدد سنين في تلك الحياة ، ليغادرها إلى ظلمة
جديدة هي ظلمة القبر ، بعدها ينتظر إلى أن يحكم على تلك الفترة بالنهاية الأبدية ، لتأتي نفخة
تبث في النفوس الخوف و الفزع ،و الهلع أيضا ، حينها يخرج الإنسان ليتلقى نتيجة امتحانه الذي قضاه
في دنياه و لربما يقول ساعتها يا ليتني بقيت في ظلمة القبر و لم أرى هول هذا اليوم ... قد
تتشابه بداية الإنسان في حياته الأولى مع بدايته في الحياة الأخرى من ناحية المشاعر "الخوف
و الهلع ..." لكن قد يكون الفرق أنه عند بدايته الأولى استقبله الأهل بالفرح و البهجة ... في
حين أن بدايته الأخرى "يوم الحساب" فلن يعرفه أحد من أهله و لن يأبه أحد لوجوده فالكل
يقول : نفسي ، نفسي ..... ،................ في هذه المرحلة بالذّات لن يرافقك سوى عملك ، عملك و لاشيء غيره.