لا تغتري بصلاحك !
منذ أيام ولا زال ذلك الموقف يتردد في ذاكرتي من حينٍ إلى حين .
موقف علمني درساً بعنوان:
( لا تغتري بصلاحك!)
واتمنى أن لا أنساه ولا
ينساه احد منا..!
وإليكم الموقف يااحبة:
...
في يومي الشاق قليلاً بعد أعمال الجامعة، ذهبت لأركب حافلتي(الباص).
دخلت وعيناي تقول: أين المقعد لأرتاح وأُلملم قليلاً من نشاطي !
وقبل أن أَصل إلى مقعدي، واجهتني (كيسه) بين المقاعد وتعتبر أذية؛لأن مليئة بالقمامة(أكرمكم الله) ولا تُسهل العبور للمارين!
مررت بها .. للأسف :
مرور اللئام وليس الكرام!
جلست وكأن شيئاً لم يَحدث!
بعدها بدقائق قلائل!
دخلت فتاة .. لا يَظهر عليها أثر الهُداة!
وكانت
عباءتها تموج بموضتها !
لم تكد تدخل من باب حافلتها إلا وكشفت عن وجهها !
إشمئزيت من تصرفها ..ولكن لم تمر سوى ثواني فقط..
حتى وصلت لمكان الكيس(القمامة)
فـ نظرت إلى الكيسة مستغربة .. ثم تغطت وحملتها!
وسألتني:
هل يوجد سلة مهملات قريبة؟
فأجبت أنا (المغتره بصلاحها!):
لا اعلم ..!
وحتى لم أُساعدها بالبحث عن المكان المخصص لذلك!
وخرجت ولم تُطل قليلاً حتى دخلت.. حينها أحببت تصرفها بل أحببتها هي بمجرد عَملها هذا، وتذكرت حديث الحبيب -ﷺ- !
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))
رواه مسلم في صحيحه.
وقد أخرجت طعامي المكون: من بعض الحلوى.
فأحببت أن أُهديها !
وكانت خلفي تماماً، استدرت بوجهي لها ومددت الحلوى تلطفاً معها !
وفي هذه اللحظة:
فـَاجأني الردَ .. بل استحقرت نفسي جّدَ
قالت بلسان صالحة:
أنا صائمة .. صائمة !
وكان موافقاً ليوم الخميس !
يا الله
لم تنتهي عبارتها الحانية وهي علي كالجبال الساقطة!
فحينها أخذَت الحلوى مني بتلطف
وقالت:
سأدعو لك عند الفِطر ..!
عندها قلبي تفطر حَزن على نفسي المُفرطة!
يا الله .. نستحقر الكثير بذنوبهم الظواهر !
وأغرتنا حسنةٌ علينا في الظاهر !
ونسينا ان العُقبى هي لأهل ( السرائر).!