يحكى أن أعرابيا في الجاهلية زُفت إليه عروسه على فرس ؛ فقام فقتل تلك الفرس التي ركبت عليها العروس ...!!!فتعجب من حوله وسألوه عن سر عمله ؛ فقال لهم :
خشيت أن يركب السائق مكان جلوس زوجتي ولا يزال مكانها دافئا ...
ومن أغرب الأمور التى تريك كم كانت الغيرة موجودة :
إمرأة تقدمت إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الريّ سنة 286 هـ فادّعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار " مهرها " فأنكر الزوج ... فقال القاضي لوكيل الزوجة : شهودك ...
قال : أحضرتهم ...
فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته ؛ فقام الشاهد وقال للمرأة : قومي ...
فقال الزوج : ماذا تفعلون ...؟!!!
قال الوكيل : ينظرون إلى إمرأتك كي يعرفوها ...
قال الزوج : إني أشهد القاضي أنّ لها عليّ هذا المهر الذي تدّعيه ولا تكشف عن وجهها ...
فقالت المرأة : فإني أشهد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة ...
فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما : يكتب هذا في مكارم الأخلاق ...
مجتمعنا الآن الذي يتحلى بالغيرة يسمونه ... متزمت ... معقد ... متشدد ...
يقول أحد العلماء :
" إذا ترحلت الغيرة من القلب ترحلت منه المحبة ... بل ترحل منه الدِّين كله ..."
المبادىْ لا تتجزأ ... الإنسان الذي عنده كرامة ونخوة هو من يقدر أن يصون بيته وأهله ؛ وكما قال الشاعر :
إِنَّ الرِجالَ الناظرِينَ إِلى النسا
مثلُ الكلاَبِ تطوفُ باللحمانِ
وإِنْ لمْ تصنْ تلكَ اللحومَ أسودُها
أكلتْ بلاَ عوَضٍ وَلاَ أثمانِ.