الفضاء
يعتبر الفضاء الخارجي عالماً واسعاً جداً يحتوي على ملايين المجرات ومليارات النجوم والكواكب والكويكبات والمذنبات وغيرها من الأجرام السماوية، ورغم التطور العلمي الهائل في مجالي التكنولوجيا وصناعة الصواريخ والمركبات الفضائية إلى أننا ما زلنا لم نكتشف إلا الشيء اليسير والبسيط من هذا العالم الرائع ذي التفاصيل الجميلة جداً. وتتنافس عدد كبير من الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا والصين وحتى الهند على إرسال عدد من الأقمار والمسبارات الفضائية لاكتشاف عوالم جديدة وكواكب ومجرات أخرى قابلة للعيش عليها، وكان آخر هذه الرحلات نيو هورايزونز الذي أرسل عام 2006 إلى كوكب بلوتو ووصل في نهاية عام 2015، مما أدى إلى اكتشاف هذا الكوكب القزم والتقاط صور رائعة جداً له ولعدد آخر من الكواكب والأقمار أثناء رحلته، ففي هذا المقال سوف نتعرف على مفهوم الفضاء ومكوناته ونذكر بعض الحقائق المثبتة عنه
بعض الحقائق المثبتة عن الفضاء الخارجي
يعتبر الفضاء الخارجي المكان الذي يتواجد به عدد كبير من المجرات والأجرام السماوية المختلفة؛ حيث يتميز هذا الفضاء بأنه واسع جداً ولا يوجد به قوة احتكاك مما يجعل الكواكب والأقمار تدور دون توقف، وتكون كثافة الغازات الموجودة فيه قليلة جداً والتي يكون أغلبها عبارة عن غازات الهيليوم والهيدروجين، من خلال الأبحاث العلمية والرحلات الفضائية وأجهزة الاستشعار المتطورة بشكل كبير، وقد اكتشف العلماء مجموعة من الحقائق المثيرة للاهتمام عن الكون الذي نعيش به، وأهم هذه الحقائق هي كالآتي: المادة والطاقة المظلمة: وجد العلماء من خلال دارسة الفضاء ومكونات النجوم والمجرات بأن هنالك موادَّ وجسيمات أخرى تدخل في تشكيل وتكوين المجرات، حيث تساءل العلماء حول سبب تماسك مكونات المجرات والتي تتكون بشكل كبير من الغازات، فكانت الإجابة بأن هنالك تأثيراً آخر ليس فقط بسبب قوة الجاذبية، إنما هنالك طاقة ومادة سميت بالمادة والطاقة المظلمة مسؤولة أيضاً عن هذا التماسك وهي موجودة بالكون بشكل كبير، حيث وجد العلماء بأن الكون يتكون بشكل كبير من الطاقة والمادة المظلمة والتي تصل نسبتهما في الكون إلى خمسة وتسعون بالمئة من المحتوى الكلي للكون فيما تشكل المادة العادية المعروفة لدينا نسبة خمسة بالمئة من مكونات المجرات والكون. الكون يتوسع: بعد تطور أجهزة الرصد الفضائيّ والتلسكوبات اكتشف العالم أدوين بأن المجرات ينزاح لونها نحو اللون الأحمر، وذلك عند دراسته للون الطيف الصادر منها، ومن خلال هذه الملاحظة استنتج العالم بأن المجرات تبتعد عن بعضها البعض بسرعات مختلفة، وأن الكون ما زال يتوسع، وأنه كان عبارة عن كتلة واحدة وانفجرت نتيجة عدم استقرارها، مما أدى إلى نشوء هذه المجرات والأجرام السماوية المختلفة. لا ينتقل الصوت في الفضاء: من خلال بعض التجارب التي أجريت على الأرض تبين للعلماء بأن الصوت يحتاج إلى وسط ناقل حتى نستطيع سماع الصوت الصادر عن الأجسام المختلفة، وهذا الأمر وضح سبب عدم قدرتنا على سماع الانفجارات التي تحدث على سطح الشمس رغم أنها قوية جداً، وذلك لأن الفضاء الخارجي تكون كثافة الغازات فيه قليلة جداً مما يؤدي إلى عدم انتقال الصوت إلينا، أما الضوء فينتقل لأنه عبارة عن موجات كهرومغناطيسية لا تحتاج إلى وسط ناقل لكي تنتقل