الحملات البيزنطية المتوالية على كريت
بعد الفتح الإسلامي لجزيرة كريت على يد الأندلسيين بقيادة زعيمهم أبي حفص عمر البلوطي، أدرك الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثاني ومن أتى بعده، ما يتهدَّد الإمبراطورية من الخطر الإسلامي الجاثم بجزيرة كريت، فعيَّن ميخائيل قائدَ ثغر الناطليق، وهو Photeinos قائدًا لثغر كريت، فوصل إلى الجزيرة بعد بضعة شهور من استيلاء العرب على الجزيرة، غير أنَّه تبيَّن له أنَّ ما لديه من القوَّات، لا يكفي للقيام بالمحافظة على ممتلكاته بالجزيرة، فجاء دميانوس بأمداد جديدة، غير أنَّ دميانوس أصابته الجراح، وهرب فوتينوس إلى جزيرة ديوس الصغيرة التي تُواجه قنديا.
ثم وجَّه الإمبراطور ميخائيل حملة بحريَّة مؤلَّفة من سبعين سفينة، بقيادة قائد الثغر البحري كيبريوتس، جنوب آسيا الصغرى، هذا القائد هو المعروف باسم كراتيروس، استطاع بعد قتالٍ عنيفٍ أن يُنزل عساكره إلى البر، غير أنَّ المسلمين لم يلبثوا أن أجلوهم عن الجزيرة، وقتلوا منهم عددًا كبيرًا، ولم يَسْلَم قائدهم من القتل.
ولم يكن اهتمام الإمبراطور موجَّهًا فحسب إلى استعادة جزيرة كريت من المسلمين؛ بل -أيضًا- إلى حماية سائر جزر بحر الأرخبيل؛ إذ إنَّ المسلمين لم يكتفوا بمهاجمة الجزر القريبة من كريت، بل امتدَّ نشاطهم وهجماتهم حتى شملت شاطئ بحر الأرخبيل، فتعرَّضت جزرٌ عديدةٌ لمهاجمتهم، فأنزلوا بها الخراب وأمعنوا في نهبها، وتوجَّهت من كريت حملة عقب وفاة الإمبراطور ميخائيل مباشرةً، خربت ونهبت شواطئ كاريا Caria، وإيوانيا، ونهبت دير جبل لاتروس، وترتَّب على مهاجمتهم لدير جبل لاتروس أن هجر الرهبان قلاياتهم، ولم تُجدِ نفعًا كلُّ محاولات ميخائيل الثاني وخلفائه لاستعادة جزيرة كريت، التي ظلَّ يحكمها المسلمون نحو قرنٍ ونصف قرنٍ من الزمان[1].
وأدرك الإمبراطور البيزنطي ميشيل العموري مدى الخسارة التي أصابت بيزنطة بضياع جزيرة إقريطش (كريت)، وأدَّى الفشل المتلاحق الذي منيت به الحملات البيزنطية على الجزيرة إلى تخلِّيه نهائيًّا عن فكرة استردادها، وما أن كفَّ البيزنطيون عن محاولاتهم لغزو الجزيرة في عهد تيوفيل حتى تفرَّغ أهلها لجهادهم البحري، وأحرزوا انتصارًا على الأسطول البيزنطي بالقرب من جزيرة تاسوس في سنة (214هـ=829م)، ثم عمدوا إلى مهاجمة سواحل الأناضول وخربوا جزر السيكلاد.
وحاول تيوفيل أن يستثير عليهم الأمير الأندلسي عبد الرحمن الأوسط حتى يُجليهم عن إقريطش، ولكنَّ الأمير الأندلسي اعتذر بأنَّ مسلمي إقريطش وإن كانوا أندلسيين، إلا أنَّهم ليسوا سوى سفلة أهل الأندلس وفسقتهم، وأنَّهم ليسوا وقتئذٍ خاضعين لسلطانه حتى يُملي عليهم أوامره.
وواصل مسلمو أقريطش شنَّ غاراتهم المدمِّرة على الجزر البيزنطية في عهد تيوفيل (829-842م) وميشيل الثالث (842-867م)، كما أغاروا على جزيرة نيون في سنة 252هـ=866م، واتخذوا فيها قاعدةً شبه دائمة، وظلوا يُشكِّلون خطرًا جديًّا على الدولة البيزنطية التي عجزت تمامًا عن القيام بدفعهم ووضع حدٍّ لغاراتهم[2].
وفي مارس عام (228هـ=843م) تحركت حملة بحرية بيزنطية ضخمة لمهاجمة جزيرة كريت وقادها الوزير ثيوكتستوس، ولم يلقَ صعوبةً في الوصول إلى كريت، والنزول بعسكره بها، غير أنَّ المسلمين بكريت استطاعوا أن يُثيروا مخاوف القائد على مركزه ومكانته عند تيودورا، فشاع الخبر بأنَّ الإمبراطورة جعلت أحد منافسيه قسيمًا في الحكم، فلم يسع القائد إلَّا أن يعجل بالعودة للعاصمة البيزنطية "القسطنطينية"، وأن يترك جانبًا كبيرًا من جيشه بكريت، فتعرَّض ذلك الجيش للهزيمة الساحقة التي أنزلها به المسلمون[3].
وفي السنوات الأخيرة من حكم الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث واصل المسلمون بكريت غاراتهم على جزر بحر الأرخبيل، فتعرَّضت جزيرة لسبوس للنهب والتخريب، وجرى نقل رهبان دير أثوس من مواضعهم. وقام الإمبراطور ميخائيل الثالث وبارداس بمحاولة أخيرة لاسترداد جزيرة كريت بأن أعدَّا حملة بحرية كبيرة، وذلك سنة (252هـ=866م) أقلعت من شواطئ ثغر تراقسيون، حيث اجتمعت سائر الأساطيل والعساكر القادمة من ثغور آسيا الصغرى للاشتراك في الحملة ضد كريت، على أنَّ هذه الحملة قضى عليها أعداء الإمبراطور؛ حيث نجحت المؤامرات التي دبَّرها باسيل -الذي صار فيما بعد الإمبراطور باسيل المقدوني- لاغتيال بارداس في وقف سير الحملة إلى كريت، وظلَّت كريت في أيدي العرب نحو ثلاثين سنةً أخرى[4].
وفي سنة (289هـ=911م) قاد هميريوس أكبر حملة بحرية لمهاجمة جزيرة كريت؛ إذ تألَّفت من 7 آلاف فارس و34 ألف مقاتل بحري وخمسة آلاف من المردة وسبعمائة مرتزق روسي، على أنَّ الأسطول البيزنطي انسحب بعد قتالٍ فاشلٍ استمرَّ طويلًا دون جدوى، وفي أثناء عودته هاجمه أسطولٌ إسلاميٌّ بقيادة ليو الطرابلسي ودميان اليوناني المسلم أمير صور وقائد الأسطول الشامي، وذلك تجاه جزيرة خيوس، فتعرَّض هيميريوس لهزيمةٍ ساحقة، وبذلك أخفقت الحملة الكبيرة[5].
وفي سنة (337هـ=949م) أعدَّ الإمبراطور قنسطنطين السابع أسطولًا ضخمًا يتألَّف من 137 سفينة كبيرة، وشحن بهذا الأسطول زهرة ما تحتويه ثغور أوربا وآسيا البيزنطية من قوات، فبلغ عدد البحارة نحو 9707 منهم 629 من الروس، 638 من Talpaches، و700 أسير من مختلف الأجناس، و3000 من المردة بالغرب، 1512 من ثغر كيبريوت والمردة بالشرق، أمَّا القوات البرية فاشتملت على 4743 جنديًّا، منهم خيرة جند الحرس الإمبراطوري، وجند ثغري مقدونيا وتراقيا، وصقالبة الأبسيق، وأرمن من ثغري الناطليق والتراقسيون، وأنفق فيهم نحو 3706 من الليرات الذهبية، ويُضاف على ذلك مقادير كبيرة من أدوات البحرية والحصار والقتال.
وأرسل قوات بحرية أخرى لمراقبة المسلمين في إسبانيا وإفريقيَّة؛ لمنعهم من النهوض لمساعدة المسلمين في كريت، وجعل على رأس هذه القوة الحربية الضخمة قنسطنطين جونجل من أساطين الحكومة البيزنطية، وكان وقتذاك قائدًا لثغر ساموس، غير أنَّه لم يستطع بعد أن نزل في كريت أن يقوم بتحصين معسكره، أو يتَّخذ حرَّاسًا له أو يبعث بكشَّافته، فانقضَّ المسلمون على البيزنطيين، وأمعنوا فيهم القتل والذبح واستولوا على المعسكر، وكاد قنسطنطين يقع في أيدي المسلمين لولا أن حال دون ذلك غلمانه، وترتَّب على هذه الهزيمة الساحقة أن تعرَّضت سواحل الإمبراطورية لغارات المسلمين الكريتيِّين[6].
سقوط جزيرة كريت
لمـَّا صارت السلطة إلى برنجاس، حرص على أن يبذل مجهودًا كبيرًا للاستيلاء على كريت، فعيَّن على الحملة التي أعدَّها لتحقيق هذا الغرض نقفور فوكاس، وهو من كبار القادة البيزنطيين.
وتُعتبر هذه الحملة الموجهة ضدَّ كريت من أشهر أحداث التاريخ البيزنطي في الشطر الثاني من القرن (العاشر الميلادي/الرابع الهجري)؛ حيث حُشد جيشٌ ضخمٌ وأسطول كبير، وتألَّفت هذه القوات من عساكر الثغور الأوربية من تراقيا ومقدونيا، الذين اشتهروا بأنَّهم من خيرة جيوش الإمبراطور، ومن عساكر الثغور الآسيوية من سكان قبادوقيا وليكونيا وبونطس، وعددٌ كبيرٌ من الأرمن، وبحَّارة من الثغور البحرية، وعددٌ من المرتزقة الروس، وعددٌ كبيرٌ من الأسرى من أجناسٍ متعددة، و4000 من المردة.
وتألَّف هذا الأسطول الضخم من 2000 سفينة حربية، و1360 سفينة للمؤن والإمداد، وأرسلت بعض القطع الحربية لتمنع كلَّ مساعدةٍ تأتي إلى كريت من بلاد الشام، وتحول دون نهوض الأساطيل الإسلامية في شرق البحر المتوسط لمساعدتها.
أقلع الأسطول بقيادة نقفور من مراسيه في الأيام الأخيرة من (شهر يونيو، أو الأيام الأولى من شهر يوليو سنة 956م=ربيع الأول 345هـ)، ثم تفرَّق الأسطول على سائر الأماكن على ساحل كريت، فأضحى يُحاصر المنافذ المؤدِّية إلى الخندق، ويمنع كلَّ محاولةٍ لمساعدة المسلمين بها تجئ من سواحل الشام، وقليقية، ومصر، وإفريقية، والأندلس.
وفي أثناء استعداد الجيش للزحف، تولَّى باستيلاس قائد ثغر تراقيسيون -وهو من أقدر رجال الحملة وأشجعهم، ومن أبطال الحروب بآسيا- قيادة قوة الاستطلاع والاستكشاف في داخل الجزيرة، غير أنَّ المسلمين بغتوا هذه القوَّة وأبادوها عن آخرها، ولقي باستيلاس مصرعه.
ساء نقفور ما حلَّ بجيشه من هزيمة، فقرَّر التوجُّه لحصار الخندق عاصمة جزيرة كريت، وهذه المدينة اشتهرت بمناعتها وتُعتبر مفتاح الجزيرة، تقدَّم الجيش البيزنطي في إقليم اشتهر بالخصوبة ووفرة المحصولات وأشجار الفواكه، فانحاز إليه سكان الجزيرة من المسيحيين، فأشعلوا الحرائق بالقرى والمحصولات، وقطعوا أشجار النخيل والفاكهة، وبلغ الجيش آخر الأمر الخندق، واحتلَّ الحصن (الخندق) موقعًا خطيرًا، فإلى جانب ما حدث من تحصينه من جهة البحر، ارتكز من جهةٍ أخرى إلى صخرةٍ ضخمة، ارتفع عليها أسوارٌ متينة، والواقع أنَّ المدينة بلغت من المناعة ما جعل مهاجمتها أمرًا يكاد يكون مستحيلًا.
فقرَّر نقفور إلغاء الحصار على المدينة، وقطع الأسطول طريق الاتصال بالبحر، وأقام البيزنطيون معسكرهم على مسافةٍ غير بعيدةٍ من المدينة، وأحاطوا بأسوارها الضخمة، وخرجت السرايا من الجيش البيزنطي، وأخذت تتوغَّل داخل الجزيرة؛ تُثير الفزع والرعب في نفوس السكان، وتنهب القرى لتوفير المؤن للجيش، واحتلَّت القوات البحرية جميع الموانئ كيما يُصبح الجيش بمأمنٍ من المفاجأة.
واشتدَّ الجوع بالمسلمين المحاصرين، فأرسل أميرهم عبد العزيز بن عمر بن شعيب يلتمس المساعدة من الخلفاء الفاطميين بإفريقية، والأمراء الأمويين بالأندلس، فأرسل عبد الرحمن (الثالث) الناصر من قبله مبعوثين للجزيرة.
إلا أنَّ السفارات لم تنقطع بين القسطنطينية وبلاط قرطبة في القرن (العاشر الميلادي/الرابع الهجري)، ولم يتوقف النشاط البحري بين سائر المسلمين في حوض البحر المتوسط، على الرغم من الصلات المتينة التي تربط بين مسلمي إسبانيا ومسلمي كريت، غير أنَّ ما حلَّ بالمسلمين المحاصرين بالخندق من الشقاء والضيق، واشتداد ضغط البيزنطيين، وتضييقهم الخناق على المدينة -جعل تقديم المساعدة أمرًا غير يسير.
استمرَّ الحصار حتى سنة (350هـ=961م)، تخلَّله اشتباكات عديدة بين الفريقين، وحرص نقفور على منع وصول الأمداد من إفريقية وآسيا، وتغلَّب نقفور على كلِّ ما صادفه من العقبات، وما توافر لديه من الكشافة والجواسيس، أفاد منهم كثيرًا بفضل قوَّة نظامهم، واستطاع عساكر ثغر تراقيسيون أن يردوا أمير طرسوس على أعقابه، وحدث بعدئذٍ أن توجَّه إلى مهاجمة المعسكر البيزنطي نحو أربعين ألف من الجند المسلمين، كان الفاطميون بشمال إفريقيَّة قد أرسلوا جانبًا منهم، بينما كان الجانب الأكبر من داخل الجزيرة، ونهض نقفور للالتقاء بالجيش الإسلامي الزاحف لنصرة حامية الخندق، فجرت معركةٌ عنيفةٌ انتصر فيها البيزنطيون، واستُشهد فيها عددٌ كبيرٌ من العساكر الإسلامية، وبلغ من همجيَّة البيزنطيين ووحشيَّتهم أن صاروا يقذفون إلى داخل المدينة بأشلاء الجند المسلمين الذين لقوا مصرعهم.
واستطاع نقفور وجنده بفضل ما ألقوه من القذائف على أسوار الخندق، أن يُحدثوا ثغرةً كبيرةً فيها، بينما تقدَّم النقَّابون إلى الأسوار، وصاروا يحفرون في أسفلها، ثم أشعلوا في هذه الحفائر النيران، فهوت الأبراج إلى الخندق، وتدفق العساكر البيزنطيين إلى داخل المدينة، فأجروا مذبحةً مريعة، هلك فيها عددٌ من المسلمين، ووقع في أيديهم كثيرٌ من السبي والأسرى.
على أنَّ ما تعرَّضت له الخندق من النهب والسلب تجاوز كلَّ الحدود، فاستولى الجند البيزنطيون على كلِّ ما ادَّخره المسلمون في الجزيرة من الغنائم والثروات، وأمر نقفور بتدمير أسوار الخندق، فأرغموا أهل المدينة على القيام بهذا العمل، وشيَّد نقفور قلعةً على مرتفعٍ يُجاور موضع الخندق، امتاز بحسن موقعه وبتوافر المياه، لتحل مكان المدينة التي دمرها.
وترتَّب على سقوط الخندق أن استطاع نقفور أن يُخضع سائر الجزيرة، فقدمت الوفود تطلب منه الأمان، وأدَّى سقوط كريت في يد البيزنطيين إلى نتائج بالغة الأهميَّة؛ إذ تمَّ نهائيًّا الاستيلاء على كريت، وساد بحر الأرخبيل الأمن والهدوء بعد أن تعرَّض زمنًا طويلًا لغارات المسلمين، وما نشب في العالم الإسلامي وقتذاك من الاضطراب والقلق صرف المسلمين عن استعادة كريت[7].
وبعد سقوط كريت أُخذ آخر أمراء المسلمين على الجزيرة -عبد العزيز- أسيرًا، ومات في القسطنطينية، ودخل في خدمة ملك الروم ابنه أنماس، وفارق الإسلام هذه الجزيرة؛ إذ جلا المسلمون عنها، ومن اختار البقاء تنصَّر[8].
وظلَّت جزيرة كريت في أيدي البيزنطيين بعدئذٍ نحو قرنين ونصف، ثم صارت من أملاك يونيفاس مونتفرات بعد استيلاء الصليبيين على القسطنطينية سنة 601هـ=1204م، ولمـَّا أصبح قائد الحملة الصليبية الرابعة ملكًا على سالونيك تنازل عن كريت للبندقيَّة، فبقيت في أيديهم إلى أن استولى عليها العثمانيون[9].
وهو ما ذكره ابن الأثير حيث قال: "... وتكون لدوقس البنادقة الجزائر البحرية، مثل جزيرة إقريطش وجزيرة رودس وغيرهما..."[10].
وظلَّت كريت دولة عربية إسلامية مدَّة مائة وأربعين سنة تنشر الحضارة فيما حولها؛ حيث كانت الثقافة العربية الإسلامية في قمَّة ازدهارها، ولم يستطع الرومان إعادة احتلالها إلَّا بعد أن اشتعلت الفتنة بين العباسيين والفاطميين وانشغل المتطوِّعون عن إمدادها.
ومن نتائج سقوط كريت أن ساد الاضطهاد الديني للمسلمين بالجزيرة، وفي القرن السابع الهجري اشترت جمهورية البندقية جزيرة كريت، وحكم البنادقة الجزيرة حكمًا استبداديًّا، وحاولوا نشر المذهب الكاثوليكي بين سكان الجزيرة، وكان أهلها يعتنقون المذهب الأرثوذكسي، فهاجر الكثير من أهل الجزيرة إلى البلاد الإسلامية واعتنق الكثير منهم الإسلام.
واستنجد أهل الجزيرة بالأتراك العثمانيين لتخليصهم من حكم البنادقة، فأرسل العثمانيون حملةً لفتح كريت في سنة (1080هـ=1669م) وعاد الحكم الإسلامي لجزيرة كريت مرَّةً ثانية، وعاد المذهب الأرثوذكسي للجزيرة، وساد التسامح الديني في الجزيرة، وأمام تسامح المسلمين اعتنق نصف سكان جزيرة كريت الإسلام، وانتشر في جميع أنحاء كريت في ظلِّ الحكم التركي، ولم يُحاول الأتراك تغيير لغة الجزيرة أو التدخل في دين أهلها[11].
المصدر: موقع التاريخ - إشراف الدكتور محمد موسي الشريف.
[1] السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية، ص268، شاكر مصطفى: دولة بني العباس، الجزء 2، ص362-363.
[2] عبد العزيز سالم وأحمد العبادي: تاريخ البحرية الإسلامية في مصر والشام، ص42-44.
[3] السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية، ص296، وسالم و العبادي: تاريخ البحرية الإسلامية في مصر والشام، ص43.
[4] السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية، ص298، 303.
[5] السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية، ص382.
[6] السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية، ص423.
[7] السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية، ص434-441، وعبد العزيز سالم وأحمد العبادي: تاريخ البحرية الإسلامية في مصر والشام، ص44.
[8] ياقوت الحموي: معجم البلدان، ص236، والأمير شكيب أرسلان: تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط، ص187.
[9] السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية، ص441.
[10] الكامل في التاريخ، 9/ 264.
[11] سيد عبدالمجيد بكر: الأقليات المسلمة في أوربا، ص80، ومحمود شاكر: العالم الإسلامي، ص307.
قصة الإسلام