عالم الفضاء
منذ القدم كان حلم الإنسان في الخروج من مجال الكرة الأرضية إلى الفضاء الخارجيّ لكي يستكشف هذا الفضاء المبهر والجميل ولكي يرى عوالمَ أخرى ويتمكن من تصوير الفضاء الخارجي، وكواكب المجموعة الشمسية وحتى السفر إليها، فتحقّق حلم الإنسان بالسفر إلى الفضاء عام 1961م عندما قام الاتحاد السوفييتي بإرسال رائد الفضاء يوري جاجارين إلى الفضاء الخارجي، وقام بالدوران حول الكرة الأرضية وذلك على متن المركبة الفضائية فوستوك واحد، بعد رحلة يوري بثماني سنوات أي عام 1969م أرسلت الولايات المتحدة أول رائد فضاء يهبط ويسير على سطح القمر وكان اسم هذا الرائد نيل أرمسترونغ التي كانت رحلته هي الشرارة الأولى للانطلاق إلى عالم الفضاء والسير فوق القمر، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرّف على أولى الرحلات الفضائية السياحية ونتحدّث عن فكرة السياحة على سطح المريخ.
أولى الرحلات السياحية إلى الفضاء الخارجي
مع التقدم العلمي خاصة في مجال صناعة المركبات الفضائية ظهرت بعض الشركات المتخصّصة لإرسال السياح إلى الفضاء لأغراض ترفيهيّة وعلميّة ومهنيّة، حيث لازالت هذه الرحل مخصّصة للأغنياء فقط ولذلك لارتفاع سعر تذاكر السفر التي وصلت في بعض الرحل إلى أربعين مليون دولار أمريكي ، فكان أول من سافر إلى الفضاء بغرض الترفيه والسياحة رجل الأعمال الأمريكي دينيس تيتو وذلك عام 2001م، وبعد تلك الرحلة بعام قام الجنوب أفريقي مارك شاتلوورث بالسفر إلى محطة الفضاء الدولة بغرض الترفيه وإجراء بعض الأبحاث العلمية، وفي عام 2006م سافرت أوّل امراة إلى الفضاء بغرض الترفيه وهي الأمريكية من أصل إيراني أنوشه أنصاري ولكن بسبب ازدحام محطّة الفضاء الدولية برواد الفضاء تمّ تعليق الرحل السياحية عام 2010م، ومازلت معلّقة إلى يومنا هذا حيث تبحث بعض الشركات العالمية إلى توفير أماكن أخرى يستقرّ ويعيش بها السياح في الفضاء بوسائل نقل أكثر أماناً من ذي قبل.
السياحة على كوكب المريخ
يعتبر كوكب المريخ من أكثر الكواكب التي تشبه الكرة الأرضية من حيث الحجم، ووجود المسطحات المائية القديمة، فما زال العلماء إلى يومنا هذا يرسلون المركبات الفضائية غير المأهولة للبحث على مصادر للحياة على سطح المريخ، وذلك لإرسال بعض البشر والمتبرعين للعيش على سطحه وإنشاء حضارة جديدة عليه وتصوير سطحه الذي يتميّز باللون الأحمر والتضاريس الوعرة، والوديان العميقة، والجبال العملاقة، حيث يحتوي كوكب المريخ على تضاريس كبيرة جداً وغريبة بالمقارنة مع التضاريس الموجودة على سطح الأرض، فقد أطلقت وكالة ناسا مشروعاً يهدف إلى إرسال أولى الرحلات المؤهولة إلى كوكب المريخ أو ما يعرف بالكوكب الأحمر وذلك لدراسة تأثير مناخه على حياة الإنسان وكيفية التأقلم عليه واختيار الأماكن التي يستطيع البشر العيش عليها، وقاموا بوضع بعض الكائنات الحية التي تساعد على التحسين من مناخه خاصّة تحويل ثاني أكسيد الكربون الموجود في غلافه إلى أكسجين وأيضاً لدراسة تأثير السفر لفترة زمنية طويلة على صحّة الإنسان حيث تحتاج الرحلة إلى كوكب المريخ ما يقارب العشر سنوات.