ظاهرة العنف ضد الأطفال
على الرغم من التوصيات والدراسات التي قدمتها الأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال ومحاولة منعه بشتى صوره، إلّا أنّ هذه الظاهرة ما زالت منتشرة في أنحاء العالم وما زال ملايين الأطفال يواجهون العنف بشكلٍ يومي في أماكن وظروف مختلفة، والحقيقة أنّ الشكاوى التي تصل يومياً إلى مراكز الشرطة للإبلاغ عن العنف الجسدي، والنفسي، والجنسي الذي يُمارس ضد الأطفال وما زال مستمراً ومتزايداً في الآونة الأخيرة من هذا القرن.
مع وجود هذه الظاهرة المأساوية ضد الأطفال فإنّ الجهات والمؤسسات تلعب دوراً هاماً في حماية الاطفال من أي إساءةٍ وهدرٍ يَمسّ كرامتهم ومكانتهم الإنسانية في المجتمع، وبالنسبة للأطفال فإنّه في الغالب يكون من الصعب عليهم أن يتوجهوا نحو الخطوط الهاتفية أو الأشخاص المسؤولين لإبلاغهم عن العنف الواقع عليهم كونهم في مرحلةٍ عمرية صغيرة السن، لذلك تضع الدول وخاصةً المتقدمة خطوطاً لمساندة الطفل تتمثل أهم واجباتها في الاستماع النشط للأطفال دون تذمرٍ أو ملل، وتقديم المنشورات الإرشادية لهم حول هذه الظاهرة للحدّ منها، إضافةً إلى عمل محاضراتٍ وبرامج توعية ضد العنف بالأطفال.
مما سبق يمكننا أن نُعرِّف العنف ضد الأطفال بأنّه اعتداءٌ على أضعف فئات المجتمع من الناحية النفسية، أو الجسمية، أو الجنسية، أو المعنوية من خلال سوء المعاملة، أوالإهمال، أوالتعذيب، وأنَّ كلّ عنفٍ يقع على أي شخص لم يبلغ سن البلوغ من الممكن إدراجه تحت مسمى العنف ضد الأطفال.
أنواع العنف ضد الأطفال
الإهمال: يحدث عندما لا يتمّ توفير الاحتياجات الأساسية اللازمة والضرورية للأطفال سواءً كانت احتياجاتٌ ماديةٌ أم عاطفيةٌ أم ماليةٌ أم تربوية.
الاعتداء الجسدي: هو أن يوجه شخصٌ بالغ إساءة بدنية أو عقاب جسدي على طفلٍ بهدف إيذائه وجرحه باستخدام قوةٍ أو أداةٍ من أدوات الضرب.
الاعتداء الجنسي: هو استغلال الأشخاص البالغين للأطفال في أمور الاستثارة الجنسية، ويشمل الاتصال الجنسي الحقيقي مع الطفل، أو عرض صورٍ وأفلامٍ إباحية له، أو استغلاله من أجل الإنخراط في إنتاج مواد إباحية.
التنمر: أي الاعتداء العاطفي والنفسي، حيث يتعرض الاطفال بشكلٍ مستمر للمضايقة، والسخرية، والتخويف، والإذلال، والنبذ.
أماكن ممارسة العنف ضد الاطفال
المنزل: من المؤسف أن يكون المنزل مكاناً للعنف ضد الأطفال، إلّا أنّ الإحصاءات والبيانات كشفت عن الكثير من الأطفال المتضررين والواقع عليهم عنفٌ منزلي من قِبل آبائهم أو أمهاتهم، حيث يبلغ عددهم حوالي (133- 275) مليون طفلٍ سنوياً على نطاق العالم.
المدارس: يقوم بعض المدرسين أو المدرسات باستخدام أبشع الأساليب ضد الأطفال الذين يعانون من ضعفٍ في العملية التعليمية، فقد يتعرضون إلى نوعٍ من أنواع التعذيب الجسدي الخفيف كالضرب بالعصا واللطم على الوجه، أو الإساءة اللفظية كالشتم والاستهزاء والسخرية.
أماكن العمل: إنّ سوء حال البلاد وانتشار الفقر والبطالة وازدياد معدل العائلات المحتاجة جعل الأطفال يتسربون من مدارسهم إلى أماكن عمل تتسم بالقسوة وعدم الرأفة، ممّا شجعت هذه الظروف بعض التجار وأصحاب العمل على استغلال واستقطاب الأطفال وانتهاك حقوقهم؛ لسهولة السيطرة عليهم وانخفاض أجورهم، وفي ظلّ هذه الظروف فإنّ مجموعةً كبيرةً من الأطفال يتمّ استقطابهم بهدف الترويج لأعمال غير قانونية أو غير أخلاقية.
المجتمع: يقع العنف على الأطفال في المجتمع من خلال العصابات المنتشرة في الشوارع، أو بسبب حربٍ طائفيةٍ، ومجموعة من الإنقسامات العرقية، أو حربٍ أهلية وتفرقةٍ عنصرية