مسائل في الإمامة
تعيين إمامة علي عليه السلام بالسنة


نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 212 - 213
وأما السنة: فالأخبار المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله، الدالة على إمامته، هي أكثر من أن تحصى، وقد صنف الجمهور وأصحابنا في ذلك، وأكثروا. ولنقتصرها هنا على القليل، فإن الكثير غير متناه، وهي أخبار:
- علي عليه السلام نورا بين يدي الله تعال
الأول: ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كنت أنا وعلي بن أبي طالب نورا بين يدي الله، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزأين، فجزء أنا، وجزء علي.
وفي حديث آخر، رواه ابن المغازلي الشافعي: فلما خلق الله آدم، ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شئ واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة، وفي علي الخلافة. وفي خبر آخر، رواه ابن المغازلي، عن جابر في آخره: حتى قسمه جزأين، فجعل جزءا في صلب عبد الله، وجزءا في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيا، وأخرج عليا وليا.
- حديث الخلافة: من يضمن عني ديني، ومواعيدي، ويكون خليفتي
الثاني: من مسند أحمد: لما نزل: "وأنذر عشيرتك الأقربين"، جمع النبي صلى الله عليه وآله من أهل بيته ثلاثين، فأكلوا، وشربوا ثلاثا، ثم قال لهم: من يضمن عني ديني، ومواعيدي، ويكون خليفتي، ويكون معي في الجنة؟ فقال علي: أنا، فقال: أنت. ورواه الثعلبي في تفسيره: (بعد ثلاث مرات، في كل مرة سكت القوم غير علي عليه السلام.
- حديث الوصية: إن وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 213 - 214
الثالث: من المسند، عن سلمان، قال: يا رسول الله، من وصيك؟ قال: يا سلمان، من كان وصي أخي موسى؟ قال: يوشع بن نون. قال: فإن وصيي، ووارثي، يقضي ديني، وينجز موعدي علي بن أبي طالب.
- حديث من أحب أصحابك: هذا علي أقدمكم سلما وإسلاما
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 214
حديث من أحب أصحابك الرابع: من كتاب المناقب، لأبي بكر أحمد بن مردويه، وهو حجة عند المذاهب الأربعة، رواه بإسناده إلى أبي ذر، قال: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلنا: من أحب أصحابك إليك؟ وإن كان أمر كنا معه، وإن كانت نائبة كنا من دونه؟ قال: هذا علي أقدمكم سلما وإسلاما.
- حديث لكل نبي وصي: إن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 214
ووارث الخامس: من كتاب ابن المغازلي الشافعي، بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: لكل نبي وصي، ووارث، وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب.
- حديث قراءة سورة براءة
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 214 - 215
السادس: في مسند أحمد، وفي الجمع بين الصحاح الستة، ما معناه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه عليا، فرده، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا، ولكن جبرائيل جاءني وقال: لا يؤدي عنك إلا أنت، أو رجل منك.
- حديث المناجاة: اختصاص أمير المؤمنين عليه السلام بآية المناجاة تصدق بدينار حال المناجاة ولم يتصدق أحد قبله ولا بعده
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 215
السابع: في الجمع بين الصحاح الستة، وتفسير الثعلبي، ورواية ابن المغازلي الشافعي: آية المناجاة، واختصاص أمير المؤمنين عليه السلام بها: (تصدق بدينار حال المناجاة، ولم يتصدق أحد قبله ولا بعده). ثم قال علي عليه السلام: إن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي: "يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول" الآية، وبي خفف الله تعالى عن هذه الأمة، فلم تنزل في أحد من بعدي.
- حديث المباهلة
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 215 - 216
الثامن: آية المباهلة، في الجمع بين الصحيحين: أنه لما أراد المباهلة لنصارى نجران، احتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي يمشي خلفها، وهو يقول لهم: إذا دعوت فأمنوا. فأي فضل أعظم من هذا. والنبي يستسعد بدعائه، ويجعله واسطة بينه وبين ربه تعالى؟.
- حديث المنزلة: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 216
التاسع: في مسند أحمد، من عدة طرق، وفي صحيح البخاري، ومسلم، من عدة طرق: أن النبي صلى الله عليه وآله لما خرج إلى تبوك، استخلف عليا في المدينة، وعلى أهله، فقال علي: ما كنت أؤثر أن تخرج في وجه إلا وأنا معك. فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟.
- حديث إني دافع الراية غدا: إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله له
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 216 - 217
العاشر: في مسند أحمد، من عدة طرق، وصحيحي، مسلم، والبخاري، من طرق متعددة، وفي الجمع بين الصحاح الستة أيضا: عن عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي يقول: حاصرنا خيبر، وأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف، ولم يفتح له. ثم أخذه عمر من الغد، فرجع، ولم يفتح له. وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله له". فبات الناس يتداولون ليلتهم، أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: إنه أرمد العين، فأرسل إليه، فأتى، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله في عينيه، ودعا له، فبرئ فأعطاه الراية، ومضى علي، فلم يرجع حتى فتح الله على يديه.
- حديث برز الإيمان: برز الإيمان كله إلى الشرك كله
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 217
الحادي عشر: روى الجمهور: أنه لما برز إلى عمرو بن عبد ود العامري في غزاة الخندق، وقد عجز عنه المسلمون، قال النبي صلى الله عليه وآله: "برز الإيمان كله إلى الشرك كله".
- حديث سد الأبواب إلا باب علي: والله ما سددت شيئا ولا فتحته وإنما أمرت بشيء فاتبعته
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 217
الثاني عشر: في مسند أحمد، من عدة طرق: أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بسد الأبواب إلا باب علي، فتكلم الناس، فخطب رسول الله صلى الله عليه وآله، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئا، ولا فتحته، وإنما أمرت بشئ فاتبعته".
- حديث المؤاخاة: إنما تركتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 217 - 218
حديث المؤاخاة الثالث عشر: في مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق: أن النبي صلى الله عليه وآله آخى بين الناس، وترك عليا حتى بقي آخرهم، لا يرى له أخا، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله، آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال: إنما تركتك لنفسي، أنت أخي، وأنا أخوك، فإن ذكرك أحد، فقل: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يدعيها بعدك إلا كذاب. والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي.
وفي الجمع بين الصحاح الستة، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: مكتوب على باب الجنة محمد رسول الله، علي أخو رسول الله، قبل أن يخلق الله السماوات بألفي عام.
- حديث إن عليا مني: إن عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي لا يؤدي عني إلا أنا أو علي
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 218 - 219
الرابع عشر: من مسند أحمد بن حنبل، وفي الصحاح الستة، عن النبي صلى الله عليه وآله، من عدة طرق: "إن عليا مني وأنا من علي، وهو ولي كل مؤمن بعدي، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي".
وفيه أيضا: لما قتل علي أصحاب الألوية يوم أحد، قال جبرائيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: إن هذه المواساة. فقال النبي صلى الله عليه وآله: "إن عليا مني وأنا منه"، فقال جبرائيل: وأنا منكما يا رسول الله صلى الله عليه وآله.
- حديث إن فيك مثلا من عيسى: إن فيك مثلا من عيسى أبغضه اليهود حتى اتهموا أمه وأحبه النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له بأهل
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 219
الخامس عشر: في مسند أحمد بن حنبل: أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال لعلي: إن فيك مثلا من عيسى، أبغضه اليهود حتى اتهموا أمه، وأحبه النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له بأهل. وقد صدق النبي صلى الله عليه وآله، لأن الخوارج أبغضوا عليا عليه السلام، والنصيرية اعتقدوا فيه الربوبية.
- حديث لا يحبك إلا مؤمن: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 219 - 220
السادس عشر: في مسند أحمد بن حنبل، وهو مذكور في الجمع بين الصحيحين، وفي الجمع بين الصحاح الستة، أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
- حديث خاصف النعل: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 220
السابع عشر: في مسند أحمد بن حنبل: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل، وكان علي يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله في الحجرة عند فاطمة.
وفي الجمع بين الصحاح الستة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لتنتهن معشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلا مني امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب أعناقكم على الدين. قيل: يا رسول الله، أبو بكر؟ قال: لا، قيل: عمر؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل في الحجرة.
- حديث الطائر: اللهم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي فجاء علي فأكل معه
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 220 - 221
الثامن عشر: في مسند أحمد بن حنبل، والجمع بين الصحاح الستة، عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وآله طائر قد طبخ له، فقال: اللهم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي، فجاء علي فأكل معه. ومنه: أنه لما حضرت ابن عباس الوفاة، قال: اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب.
- حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 221 - 222
التاسع عشر: في مسند أحمد بن حنبل، وصحيح مسلم، قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سلوني، إلا علي بن أبي طالب. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
- حديث الايذاء: من آذى عليا فقد آذاني أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 222
العشرون: في مسند أحمد، من عدة طرق: أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: من آذى عليا فقد آذاني، أيها الناس، من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا.
- حديث تزويج علي
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 222
الحادي والعشرون: في مسند أحمد بن حنبل: أن أبا بكر وعمر خطبا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليه السلام، فقال: إنها صغيرة، فخطبها علي فزوجها منه.
- حديث إجلس يا أبا تراب:
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 222 - 223
الثاني والعشرون: في الجمع بين الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل على ابنته فاطمة، فقبل رأسها ونحرها، وقال: أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد. فوجد رداء قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح عن ظهره التراب، ويقول: "إجلس يا أبا تراب"، مرتين.
- حديث كسر الأصنام ورد الشمس وغيره:
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 223 - 224
الثالث والعشرون: روى الجمهور، من عدة طرق: أن رسول الله صلى الله عليه وآله، حمل عليا حتى كسر الأصنام، من فوق الكعبة. وأنه لا يجوز على الصراط إلا من كان معه كتاب بولاية علي بن أبي طالب. وأنه ردت له الشمس، بعد ما غابت، حيث كان النبي صلى الله عليه وآله نائما على حجره، ودعا له بردها ليصلي العصر، فردت له. وأنه نزل إليه سطل عليه منديل، وفيه ماء، فتوضأ للصلاة، ولحق بصلاة النبي صلى الله عليه وآله. وأن مناديا من السماء نادى يوم أحد: "لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي". وروي أنه نادى به يوم بدر أيضا.
- الحق مع علي وعلي مع الحق لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 224 - 225
الرابع والعشرون: في الجمع بين الصحاح الستة، عن النبي صلى الله عليه وآله. قال: رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار. وروى الجمهور، قال صلى الله عليه وآله لعمار: ستكون في أمتي بعدي هناة واختلاف، حتى يختلف السيف بينهم، حتى يقتل بعضهم بعضا، ويتبرأ بعضهم من بعض. يا عمار تقتلك الفئة الباغية، وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك، إن عليا لن يدنيك من ردى، ولن يخرجك من هدى. يا عمار، من تقلد سيفا أعان به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفا أعان به عدوه قلده الله وشاحين من نار، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني، يعني عليا، وإن سلك الناس كلهم واديا، وسلك علي واديا فاسلك واديا سلكه علي، وخل الناس طرا. يا عمار، إن عليا لا يزال على هدى. يا عمار، إن طاعة علي من طاعتي وطاعتي من طاعة الله تعالى.
وروى أحمد بن موسى بن مردويه، من الجمهور، من عده طرق، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الحق مع علي وعلي مع الحق، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
- حديث الثقلين: إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 225 - 228
الخامس والعشرون: روى أحمد بن حنبل في مسنده: أن النبي صلى الله عليه وآله أخذ بيد الحسن والحسين، وقال: من أحبني، وأحب هذين، وأباهما، وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة. وفيه عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بعرفات، وعلي تجاهه: ادن مني يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة، فأنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة. وفيه: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي، أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ورواه أحمد من عدة طرق. وفي صحيح مسلم في موضعين، عن زيد بن أرقم، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله بماء يدعى (خما)، بين مكة والمدينة، ثم قال بعد الوعظ: أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي، فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.
وروى الزمخشري، وكان من أشد الناس عنادا لأهل البيت، وهو الثقة المأمون عند الجمهور، قال بإسناده. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فاطمة مهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي، وحبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوى.
وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا"، بأسانيد متعددة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: يا أيها الناس قد تركت فيكم الثقلين، خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
وفي الجمع بين الصحيحين: إنما يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم في أهل بيتي.
- حديث الكساء: هؤلاء أهل بيتي
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 228 - 229
السادس والعشرون: في مسند أحمد بن حنبل، من عدة طرق، وفي الجمع بين الصحاح الستة، عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيتي، فأتت فاطمة، فقال: ادعي زوجك، وابنيك، فجاء علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وكان تحته كساء خيبري، فأنزل الله: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، فأخذ فضل الكساء وكساهم به، ثم أخرج يده، فألوى بها إلى السماء، وقال: هؤلاء أهل بيتي. فأدخلت رأسي البيت، وقلت: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير. وقد روي نحو هذا المعنى، من صحيح أبي داود، وموطأ مالك، وصحيح مسلم، في عدة مواضع، وعدة طرق.
- حديث الأمان: أهل بيتي أمان للأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 229 - 230
السابع والعشرون: في مسند أحمد بن حنبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت ذهبوا، وأهل بيتي أمان للأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض. ورواه صدر الأئمة، موفق بن أحمد المكي. وفي مسند أحمد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إني أقول: كما قال أخي موسى: اجعل لي وزيرا من أهلي، عليا أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري.
- حديث اثنا عشر خليفة: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر خليفة
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 230 - 231
الثامن والعشرون: في صحيح البخاري، في موضعين، بطريقين، عن جابر، وابن عيينة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر الناس ماضيا، ما وليهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر الإسلام عزيزا، إلى اثني عشر خليفة، كلهم من قريش. وفي صحيح مسلم أيضا: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، ويكون عليهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. وفي الجمع بين الصحاح الستة، في موضعين: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. وكذا في صحيح أبي داود، والجمع بين الصحاح الستة. وقد ذكر السدي في تفسيره، وهو من علماء الجمهور، وثقاتهم، قال: لما كرهت سارة مكان هاجر أوحى الله إلى إبراهيم، فقال: انطلق بإسماعيل وأمه حتى تنزله بيت النبي التهامي، يعني مكة، فإني ناشر ذريتك، وجاعلهم ثقلا على من كفر بي، وجاعل منهم نبيا عظيما، ومظهره على الأديان، وجاعل من ذريته اثني عشر عظيما، وجاعل ذريته عدد نجوم السماء.