خالد النفيسي.. المدرسة التي أغلقت أبوابها قبل 11 عاماً
خالد النفيسي (1937 – 2006) نجم الدراما الكويتية والخليجية الراحل، وأحد جيل الرواد في المراحل الأولى لتأسيس الحركة الفنية في المنطقة، وأحد المؤثرين في المشهد الفني عبر المسرح والدراما.
النفيسي أو "أبو صالح" كما يناديه محبوه بعقاله المائل والسبحة التي يحملها بيده ونبرة صوته المميزة، كل هذه المؤثرات الداخلية والخارجية صنعت "ستايل" خاصاً به، العصبي في أدواره أحياناً، بل قل دائماً، وتلك العصبية هي ميزة وثيمة أداء غير عبثية يتحرك بها في معظم شخصياته، وهو الوحيد الذي يضحك الناس إذا توتر وعلا صوته بعبارة مثل: "يا جليل الحيا".
الذي كانت بدايته الفعلية عام 1956 عبر مسرحية "ضاع الأمل" من نوعية الفنانين الذين لا يمكن استبدالهم بفنان آخر، فوجوده ووقفته تصنع الصورة للمشهد، وهو أيضاً من نوعية الفنانين الذين تتحرك شخصيته في إطار تصاعدي ولا تستكين ولا تتنبأ كمشاهد بردة فعله.
ولا يمكن أن ينسى الجمهور أدواره في أعمال :"درب الزلق"، "إلى أبي وأمي مع التحية"، "الحيالة" و"خالتي قماشة" وعبر المسرح قدم: "حامي الديار"، "هذا سيفوه" "من سبق لبق"، "سنطرون بنطرون" وآخر مسرحياته كانت " وزير الناس".
وصفه الزميل الناقد أحمد الواصل بأنه "آخر السيوف النجدية" وقال: "إن الطينة الإبداعية لخالد النفيسي تجعله في مصاف الممثلين العظام الذين لا يمرون عبثاً على خشبة المسرح أو عدسة التلفزيون أو (السينما) أو ميكرفون الإذاعة، فهي طينة لا تشبه مهما تغيب تترك ظلالاً جهوراً، هي طينة تشابه طينة أنطون كرباج في لبنان، ومحمود المليجي في مصر، أو مارلون براندو في أميركا".
النفيسي وحسين عبدالرضا وسعد الفرج وغانم الصالح وعلي المفيدي ومريم الغضبان ومريم الصالح وعائشة إبراهيم وحياة الفهد وسعاد عبدالله، ولا تنسى الذاكرة من زاملهم من جيل الرواد، مثل عبدالله خريبط وعبدالرحمن الضويحي، هذا الجيل كان محظوظاً بالظهور في فترة متزامنة والعمل سوياً وتأسيس أرضية صلبة للدراما والمسرح الكويتي، ويعد أحدهم اليوم ملهماً لجيل من الفنانين الشباب، أسسوا الانطلاقة الحقيقية ووصلوا بالدراما الكويتية إلى الذروة قبل أن تتراجع، ولم يكن يقلد أحدهم الآخر، بل انفرد كل واحد منهم بشخصية تختلف في سياقاتها عن الآخر.
النفيسي كان أحد العناصر المهمة مع عراب المسرح زكي طليمات، حيث أسهم بتأسيس "فرقة المسرح العربي"، وشارك في أول مسرحية جماهيرية بالكويت مسرحية "صقر قريش".
وله فيلم "الصمت" عام 1976 والذي يعتبر أول فيلم سينمائي خليجي تعرضه دور السينما العربية، وهو صاحب موقف ورسالة في أعماله، وكان آخر أعماله مسلسل "عديل الروح" عام 2005، النفيسي أمضى 16 عاماً من حياته يعيش في المغرب، وتحديداً من عام 1982 إلى 1998، وافته المنية في 27 آذار/ماس عام 2006 في الرباط، ونقل جثمانه إلى الكويت.