الفرق بين العلم والثقافة ...

كيف يمكن التفريق بين الثقافة والعلم على الرغم من تشعب المصطلحين وتداخلهما؟










"وعلى العموم؛ يُعتبر من الجيد أن يكون المرء علمياً، ويتحدث باسم العِلم، لهذا السبب، يدَّعي الكثيرون أنَّهم يحملون هذا اللقب، علم العائلة، علم التغذية، علم الإدارة..." (معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع) بينيت، وغروسبيرغ، وموريس.
كيف سنستطيع التفريق بين مصطلحين اتصلا عضوياً لفترات طويلة؟ حيث يرتبط مفهوم الثقافة، بمفهوم العِلم ارتباطاً وثيقاً، حتى أصبح العِلم شرطاً للمثقف، والثقافة شرط للمتعلم، لكن هذا الارتباط هو ارتباط ذهني، خاصة بعد أن خرج العِلم من التجربة الفردية والمطالعة الشخصية إلى المؤسسات، فأصبحت الشهادات العِلمية التي تمنحها الجامعات، هي ما يدل على الشخص المتعلم، في حين كان العِلم صفة لا يدل عليها إلا الإنجاز الفردي.
في هذه المادة؛ سنحاول أن نفصل بين مصطلحي العِلم والثقافة، ونميز بين المتعلم والمثقف، من خلال المعنى اللغوي، والاصطلاحي لكلا الكلمتين.
تطور مصطلح الثقافة بشكل كبير عبر الزمن
تتصل الثقافة بالمعرفة، المعنى العام للمعرفة، كما يعبِّر المصطلح عن انعكاس هذه المعرفة على السلوك، ثم أصبح يعبِّر عن السلوك وحده في بعض المناسبات، أو عن الممارسة إن صح التعبير، كقولك الثقافة اليابانية في ركوب الحافلات، أو ثقافة التعاون، وهنا نتحدث عن ثقافة جماعية، تتصل بالمعارف العامة بطريقة غير مباشرة، حيث يعتبر هذا التطور أقصى تشعبات المصطلح، من خلال ابتعاده عن معناه اللغوي، الذي يعني التسوية والتهذيب، إضافة إلى استخدامه للتعبير عن الاستنبات والزراعة، وكان فريق العمل قد أعد دراسة مستقلة عن مصطلح الثقافة (اضغط هنا)، أما في هذا المقال، سنبحث علاقة مصطلح الثقافة بمصطلح العِلم.

معنى العِلم في اللغة العربية والإنجليزية
العِلمُ عند أبي بكرٍ الرازي، صاحب معجم مختار الصحاح، هو أنْ عَلِمَ الشيءَ، يعلَمُهُ عِلماً، أي عرفه، وعلَّمهُ الشيء تعليماً فتعلَّمه، فالعِلمُ في اللغة العربية يفيد معنى المعرفة المنظَّمة، وإذا قلتَ هو أعلَمُ من غيره في عِلْمِ كذا، فهو أدرى وأوسع معرفةً، ومن مشتقات العِلْمِ في اللغة العربية، علَّامة أي كثير العِلْمِ، وتأتي بمعنى الجبل أيضاً، كذلك المَعلَم وهو ما يستدل به على الطريق، أما في اللغة الإنجليزية، تأتي كلمة (Science) فهي أيضاً تدل على المعرفة وفق قاموس (Oxford) ويعود اشتقاقها إلى الإنجليزية الوسطة، كما أنَّها في اللاتينية (Scire) أيضاً تحمل نفس المعنى (المعرفة)، لكن ذلك في اللغة فقط، ماذا عن الاصطلاح؟.

كثرة الدلالات التي احتواها مصطلح العِلم، خلق صراعاً حول الفرق بين العِلم وغيره من أشكال النشاط الفكري.
كان العِلمُ كلمة دالة على أنواعٍ معينة من المعرفة، لا تطلق على سواها، حتى أنَّ بعض المعارف التي يطلق عليها (عِلم) في يومنا هذه، نشأت كمعارف موازية للعلوم الرئيسية التي حملت معنى المصطلح، وقد شهد التاريخ عدة محاولاتٍ لتصنيف العلوم وحصرها، على يد كبار العلماء، والفلاسفة، من أيام الإغريق وحتى وقت قريب، سنستعرض معاً أهم تصنيفات العلوم، لنتمكن من فهم تطور مصطلح العِلم.

تقسيم العلوم عند الفارابي
أفرد أبو نصر الفارابي (870-950ميلادية) كتاباً خاصاً بغرض تقسيم العلوم، أسماه (إحصاء العلوم)، فقسم علوم عصره إلى خمسة أقسام، لكل منها فروعها، هي كالآتي:
1- علم اللسان:
وفيه بابان، الأول حفظ الألفاظ الدالة عند أمَّة من الأمم، والثاني هو عِلم قوانين تلك الألفاظ، والعلوم المتفرعة عنه هي عِلم قوانين الألفاظ المفردة، عِلم قوانين الألفاظ المركبة، عِلم قوانين الكتابة وتصحيح القراءة، إضافة إلى عِلم الأشعار.
2- علم المنطق:
هو ما يعرِّفه الفارابي بقوله: "صناعة المنطق هي مجموعة القوانين التي من شأنها أن تقوِّم العقل وتسدد الإنسان نحو طريق الصواب، ونحو الحق في كل ما يمكن أن يُغلط فيه من المعقولات"، حيث يبحث الفارابي في فائدة المنطق، ومآل العمل بمقتضاه، كما يقسمه إلى ثمانية أقسام، يتبع كل منها مؤلفاً من مؤلفات الفلاسفة اليونان، وهذه الأقسام هي:
  • قوانين الألفاظ الدالة على المعقولات من كتاب المعقولات أو (قاطيغورياس).
  • قوانين الأقاويل البسيطة وفيها كتاب العبارة أو (باري أمينياس).
  • القياس أو (انولوطيقا الأولى).
  • القوانين التي تمتحن بها الأقاويل البرهانية، وفيها كتاب البرهان (انولوطيقا الثانية).
  • قوانين امتحان الأقاويل الجدلية، وكيفية السؤال الجدلي، والجواب الجدلي، ولها كتاب المواضع الجدلية (طوبيقا).
  • قوانين الأشياء التي من شأنها أن تغلط الحق، وكيفية الرد على المغالطين في الحق، وفيها كتاب الحكمة المموهة (سوفسطيقا).
  • قوانين امتحان أقاويل الخطباء، والأدباء، وفيها كتاب الخطابة (ريطوريقا).
  • القوانين التي تسبر حقيقة الأشعار، وأصناف الأقاويل وفيها كتاب الِشعر (فيوطيقا).

3- عِلم التعاليم:
هي علوم العدد، والهندسة، والمناظر، إضافة إلى علوم النجوم، والموسيقا، والأثقال، كذلك علم الحيل (الميكانيك).
4- العِلم الطبيعي والعِلم الإلهي:
أما العِلم الطبيعي عند الفارابي، هو ما ينظر في الأجسام الطبيعية وفي الأعراض التي قوامها في هذه الأجسام، وأما العِلم الإلهي فهو على ثلاثة أجزاء:
  1. يبحث في الموجودات.
  2. مبادئ البراهين في العلوم.
  3. يبحث في الموجودات التي ليست أجساماً.

5- العِلم المدني وعلم الفقه وعلم الكلام:
وهي ثلاثة علوم جمعها الفارابي في فصل وحد:
  1. العِلم المدني: هو ما يبحث في الأفعال الإرادية، والملكات والأخلاق التي تقف خلف السلوك.
  2. عِلم الفقه: الذي يمكِّن الإنسان من استنباط ما لم تصرِّح به الشريعة بما يقتضيه واضع الشريعة.
  3. عِلم الكلام: وهو ما يقتدر الإنسان من خلاله على نصرة الآراء والأقوال المطابقة لما صرحت به الشريعة، كما يدحض المنافي لها، وهو على قسمين، جزء في الآراء، وجزء في الأفعال، وهو ما سُمي الفلسفة الإسلامية.

ويمكن للقارئ أن يتتبع الفرق بين نوعية العلوم التي يعرفها الآن، ونوعية العلوم التي صنفها الفارابي، لكن اللاحقين على الفارابي، وسَّعوا هذه الدوائر، كما سنشاهد معاً عند ابن خلدون.
تصنيف العلوم عند ابن خلدون
عبد الرحمن بن محمد بن خلدون (1332-1406)، يصنف العلوم في الباب السادس من مقدمته على قسمين رئيسيين، منهما تتفرع كل العلوم، أما القسم الأول صنفُ طبيعي للإنسان يهتدي إليه بفكره، وأما القسم الثاني هو نقلي يأخذه عمن وضعه، والعلوم المتفرعة عن هذين القسمين تسعة عشر علماً، لكلٍّ أصنافه أيضاً، وهي باختصار:
  1. علوم القرآن الكريم من التفسير والقراءات.
  2. علوم الحديث.
  3. علم الفقه وما يتبعه من الفرائض.
  4. علم الفرائض.
  5. أصول الفقه وما يتعلق به من الجدل والخلافيات.
  6. علم الكلام.
  7. علم التصوف.
  8. علم تعبير الرؤيا.
  9. العلوم العقلية وأصنافها.
  10. علم الهندسة.
  11. علم الهيئة (الفلك).
  12. علم المنطق.
  13. علم الطبيعيات.
  14. علم الطب.
  15. علم الفلاحة (الزراعة والنبات).
  16. علم الإلهيات.
  17. علم السحر والطلسمات.
  18. علم أسرار الحروف (السيمياء).
  19. علم الكيمياء، علماً أن ابن خلدون كان واضع قوانين علم التاريخ، إضافة إلى أنَّه يعتبر الواضع الأصلي ومؤسس عِلمِ الاجتماع.

تصنيف العلوم عند فرانسيس بيكون
أما فرانسيس بيكون (Francis Bacon1561-1626) فقد قسم العلوم في كتابه (تقدم المعرفة)، حيث اتبع طريقة مختلفة عن الفارابي وابن خلدون في تصنيفهما للعلوم، فقام بيكون بوضع العلوم تحت ثلاثة أبواب رئيسية، تتعلق بموضع إدراك هذه العلوم بالنسبة إلى القوى الإدراكية التي يتمتع بها الإنسان، فكانت العلوم عند بيكون مقسمة كالآتي:
  • الذاكرة: ومنها يأتي عِلم التاريخ على أربعة أقسام، التاريخ الطبيعي، التاريخ المدني، التاريخ الكنسي، إضافة إلى التاريخ الأدبي.
  • المخيلة: ومنها يأتي عِلم الشِعر، الذي ينقسم بدوره إلى قصصي، وتمثيلي، ورمزي.
  • العقل: ومنه تأتي الفلسفة، التي يقسمها بيكون إلى ثلاثة أقسام، هي الفلسفة الإلهية أو اللاهوت الطبيعي، ثم الفلسفة الطبيعية، ثم الفلسفة الإنسانية.


لم تعد تصنيفات العلوم ذات أهمية في ظل فوضى المصطلحات الحديثة
ليست هذه هي التقسيمات التي قام بها العلماء فقط، بل تبدأ محاولات حصر العِلم مع فيثاغورث وأتباعه، ثم انتقلت إلى العرب مع الفارابي (المعلم الثاني)، وابن سينا، وإخوان الصفا، فضلاً عن جابر بن حيان، والخوارزمي، وابن خلدون وغيرهم، وصولاً إلى
عصر النهضة الأوروبي وفلاسفتها، كما كانت هذه المحاولات الرامية إلى حصر أبواب العِلم، تضيف في كل مرحلة باباً أو فصلاً جديداً إلى ما يسبقها.
لكن العصر الحديث، مع
ثورته الصناعية، أبطل مفعول كل التصنيفات السابقة، وأحلَّ محلها التصنيف الدقيق للعلوم، ثم جاء عصر التكنولوجيا مع ظهور شبكة الإنترنت، التي أنهت تماماً أيَّ أملٍ في الفصل بين العِلم والفن والثقافة، أو أي مفهوم فكري آخر، خاصة بعد انفتاح العالم على بعضه نتيجة نهج العولمة المنظمة، وعن طريق وسائل الإعلام الاجتماعي، لذلك؛ وفي حدود معرفتنا، أنَّ العِلم في العصر الحديث فيما خلا ما هو متفق عليه سابقاً، لا يملك تحديداً لمعناه الاصطلاحي، حيث تمددت الكلمة كما تمددت كلمة الثقافة، لتحتوي على مئات الدلالات، فالعديد من العلوم تفرض نفسها كأمر واقع، دون أنَّ يكون هناك ما يفصلها عن نشاطات فكرية أخرى، وقبل أن ينتهي الجدل حولها، كما أنَ العلوم الاجتماعية والإنسانية، ما تزال موضع شك بالنسبة لبعض الباحثين، فضلاً عن الجدل الكبير حول الاقتصاد، إن كان علماً مستقلاً، أم فرعاً من عِلم آخر، أم أنَّه فن...إلخ.

ما هو الفرق بين المتعلم والمثقف؟
كان العِلم كما ذكرنا، يُعطي صفته لمن برع فيه، كما أنَّ كل من أخذ دروساً منظمة في موضوع ما صار متعلماً، لأنَّه حصل على هذا العِلم، وإلى وقت قريب، كان المثقف والمتعلم أمرين مختلفين تماماً، فلم يكن أحد يعول على آينشتاين باعتباره مثقفاً بل باعتباره عالماً، كما كان من المنطقي، أن تتعامل مع خريج قسم المحاسبة دون أن تفترض أنَّه قارئ جيد للأدب والشعر أو الفلسفة، لكن العصر الحديث، قدم مفاهيم مختلفة عن علاقة العِلم بالثقافة، والترابط بين المتعلم والمثقف، سنذكرها في ضوء تطورها في العالم العربي، وكيف بدأ الدمج بين العِلم والثقافة في التفكير الجمعي العربي:
1- المتعلم الطفرة:
بعد خروج العثمانيين من العالم العربي، تاركين وراءهم أربع قرونٍ من الانعزال الحضاري، بدأ ما يمكن تسميته إعادة هيكلة البنية التعليمية، كما استطاعت بعض الشخصيات العربية، أنْ تدل على وجوب هذه الحركة مع نهايات الاحتلال العثماني، وهذا ما يطلق عليه (عصر النهضة العربية)، ومن أبطاله مصطفى كامل، عبد الرحمن الكواكبي، إضافة إلى الأفغاني، ومحمد عبده، وقاسم أمين وغيرهم، جميعهم أكَّدوا على ضرورة إعادة هيكلة التعليم في العالم العربي، حيث كانت مصر عاصمة هذه النهضة، و أكثر الدول تقدماً من حيث التعليم منذ عهد محمد علي باشا الكبير، ومع ذلك أشار المفكرون إلى ضرورة التخلص من الإرث العثماني، وفتح الأبواب للحضارة الغربية التي تسير بخطى متسارعة.
ما يهمنا من ذلك، هو أنَّ أولى مظاهر فوضى
المصطلحات، نتجت عن اعتبار المتعلم طفرة اجتماعية، سواء كان طبيباً، أم مهندساً، أم مدرساً....إلخ؛ فهو يأخذ هالة كبيرة، سببها الأساسي الندرة، بغض النظر عن فهمه لما درسه أو ثقافته العامة، فهو العارف والمثقف والعالِم....إلخ، من الصفات التي يكتسبها لمجرد عودته من المدينة، مرتدياً الطربوش، والثياب الإفرنجية، ما أدى إلى تشوه في دلالات المصطلحات ذات الصلة.
2- التعليم الكثيف:
استمرت ظاهرة المتعلم الطفرة في المدن العربية الكبيرة حتى منتصف القرن الماضي، ثم أخذت تتراجع بعد افتتاح المدارس والجامعات، لكنها استمرت في القرى والمدن النائية، حتى وقت متأخر من نهايات التسعينات، كما لا تزال منتشرة ضمن بعض القرى العربية، لكن بدل أن يؤدي ذلك إلى إعادة تكوين المصطلح (المتعلم) وفرزه عن (المثقف)، أدى إلى ازدياد تشابك المصطلحين، خاصة مع نشوء مفاهيم الاختصاصات الدقيقة، واعتبار كل منها عِلم مستقل، أي تضييق دائرة العلوم التقليدية، ليصبح كل فرع من عِلم، هو عِلم قائم بحد ذاته، وبدأت موجة (الاستغراب الاجتماعي) التي يواجهها كلُّ متعلم ليس مثقفاً على اعتبار أنَّ الصفتان متلازمتان، بيد أنَّ ذلك لم يؤثر على حقيقة ثابتة (ألَّا حتمية تربط العِلم بالثقافة).
3- العالم الموازي (الافتراضي):
خلق الإنترنت مفاهيم جديدة لكل شيء، فكانت الثقافة على رأس هذه المفاهيم التي تمت إعادة تشكيلها في ضوء العالم الإلكتروني الجديد، وصولاً إلى ظهور وسائل الإعلام الاجتماعي، أو التواصل الاجتماعي، التي وضعت أغلب المصطلحات الدقيقة، تحت ضغط اجتماعي طمس معالمها تماماً، فما بالك بالمصطلحات الشائكة، التي كانت مثار جدل قبل وجود العالم الموازي، فالتفريق بين الصحفي والكاتب والأديب أصبح مهمة شاقة، فكيف سيكون الحال مع التفريق بين المتعلم والمثقف، أو بين الثقافة والعِلم كمفهومين منفصلين.

هل العلاقة حتمية بين الثقافة والعِلم؟
نتجرأ على القول، أنَّ صفة المتعلم اليوم، باتت حكراً على من خضع لدروس منظَّمة بواسطة مدرسة أو معهد أو جامعة، معترفٍ بها محلياً أو دولياً، وكل ما دون ذلك، لا يمكن اعتباره متعلماً، حتى لو فاق بمعرفته أصحاب الشهادات، كما أنَّ المثقف يتميز بالمعارف والإنجاز الثقافي، لكن في نفس الوقت، لا يوجد روابط حتمية بين الاثنين، وإنْ كان اجتماعهما في أغلب الشخصيات المعروفة، إلَّا أنَّ هناك أمثلة كثيرة على ثقافة بلا علم، أو علم بلا ثقافة.
أما العِلم بلا ثقافة، يمكن الاستدلال عليه أنَّى ما ذهبت، بين الأقارب والمعارف...إلخ، وأما الثقافة بلا عِلم، نذكر مثلاً الأديب السوري محمد الماغوط، الذي لم يحصل على التعليم المتوسط أو العالي، لكنَّه على الرغم من ذلك يعتبر من طليعة المثقفين، كما نشير هنا، إلى انضواء بعض الأنشطة الفكرية تحت تسمية (المثقفين)، دون أن يكون لها ارتباط عضوي بالثقافة،
كالمغنيين، والملحنين، وحتى الرياضيين، الذين يوضعون جميعاً في سلة واحدة، ضمن مصطلحات هلامية، وصعبة التحديد، على اعتبارهم جميعاً يشكِّلون النخبة الاجتماعية؛ وفق معيار واحد هو الشهرة.
ختاماً... وصول العِلم إلى الاختصاصات الدقيقة، ونشأة العلوم الحديثة، جعلت من تحديد ماهية مصطلح العِلم، أمراً معقداً، كذلك اتساع مصطلح الثقافة، ليضم العديد من المفاهيم المعقدة بطبيعتها، أدى إلى صعوبة بالغة في تحديد المفهوم، ومنه كان الوصول إلى العلاقة بين العِلم والثقافة أصعب بكثير، شاركنا برأيك.