الحياة لحظات نعيشها بتكرار معين راضين بكل ما حولنا،لا نظهر إعتراضاً على شيء نرضى بكل ما يأتي به يومنا الذي قد لا يكون في الحقيقة يأتي بشيء لأنّ التكرار قد أفقدنا جميع أدوات الاحساس بما يجري حولنا،فأصبحنا نرى جميع الأمور متشابهة في كل شيء. ولكن هناك من هذه اللحظات تمر علينا أوقات نشعر فيها بالغربة نعم الغربة؛الغربة بمعناها الروحي، نشعر بالغربة عن أناس نحن جزء منهم وعن آخرين نشكل معهم الكل لذلك الجزء في تلك اللحظة نشعر بغربة الزمان والمكان ننظر إلى تلك الوجوه التي قد نكون عايشناها لسنوات لنجدها في تلم اللحظة أغرب الوجوه عنا عندها لا نستطيع فهم أو تقبل هذا التغير المفاجئ فنبدأ بالتلاشي إلى داخلنا ونأخذ بالضمور والتراجع إلى أصعب نقطة في حياتنا ويبدأ بعد ذلك حديث النفس للنفس لماذا حدث ويحدث كل هذا، وتأخذ الأسئلة بالتوافد على باب العقل طارقة إياه طالبة جوابه ولكن ما من مجيب. ونبدأ بالبحث في المكان عن شيء يشبهنا يشبه صمتنا يشبه فكرنا يشبه أي شيء فينا ونعود إلى أولئك الأجزاء مرة أخرى محاولين أن نجد فيهم شيئا قد يشبهنا شيئا قد يشعرنا بأننا مازلنا نعرف بعضنا بأننا لسنا غرباء. فالغربة هي غربة روح بين أناس لم يعتادوا إلا أن يكونوا غرباء؛ نعم غرباء هم يلتقون ويتحدثون ويأكلون ويشربون وينامون في مكان واحد ولكنهم غرباء عندما تراهم تدرك أن كل واحد منهم من عالم غرباء وكأنهم عابرو سبيل جمعهم القدر في مكان واحد؛وأن مصير هذا الإجتماع إلى زوال ليبقوا في ذلك المكان غرباء ويبقى لكل واحد منهم شكله الذي لا يشبه أحد ويبقوا غرباء غرباء روح.