كيف أعاقب طفلي ..؟
تربية الأطفال كثيراً ما يحتار الآباء والأمّهات في طريقة عقاب أطفالهم على سلوكياتٍ خاطئة يرتكبونها باستمرار، وقد يلجأ بعضهم إلى تعنيف أطفالهم بالضرب أو بالشتم والتجريح والصراخ عليهم بصوتٍ عالٍ ظانّين بأنّ هذه الطريقة هي الأقدر على ردع أطفالهم عمّا يرتكبونه من أفعالٍ مزعجة داخل المنزل. أثبتت دراسات علم النفس بأنّ توبيخ الأطفال باستمرار وبخاصّة أمام أصدقائهم، وكذلك العقاب الجسدي من أفشل طرق التربية الأسرية؛ إذ إنّها تؤدّي إلى أضرار نفسية كبيرة على الطفل، وتبقى ترافقه إلى أن يكبر؛ فهذه الأساليب التقليديّة في التربية تضعف من ثقة الطفل بنفسه، وتولّد الحقد والكراهية للآباء، كما تعزز السلوك العدواني لدى الطفل في تعامله مع الآخرين مستقبلاً. تتنوّع أساليب العقاب حسب شخصية الطفل؛ هناك نوع من الأطفال هادئين يمكن عقابهم بتنبيههم على الأخطاء التي ارتكبوها بأسلوبٍ هادئ دون الحاجة إلى أساليب قوية وصارمة، لكن عقاب الطفل المشاكس العنيد يجب أن يتمّ التعامل معه بأسلوبٍ أكثر حزماً وصرامة، وهنا يأتي دور تطبيق أسلوب "الحرمان" كعلاج فعّال وذي نتائج إيجابية وسريعة على الطفل، ولا يتسبّب بأيّ عقدٍ نفسيّة لدى الطفل فيما بعد. والحرمان يعني أن تمنع عن طفلك المخطئ أداء هوايةٍ يمارسها يومياً، أو أن تأخذ منه لعبةً أو شيئاً عزيزاً عليه لوقتٍ من الزمن كي يشعر بخطئه ويتراجع عنه، ويخاف من تكراره مستقبلاً خوفاً من حرمانه مجدداً، ويمكن أن ندرج أمثلةً على أساليب الحرمان الناجحة في تربية الطفل وعقابه. نصائح لعقاب الطفل حرمان الطفل من الخروج للعب مع أصدقائه المعتادين، أو منعه من مشاهدة أفلام الكرتون التي يحبّها ويتابعها يومياً، أو إلغاء نزهة آخر الأسبوع التي اعتاد عليها . وضع الطفل في ركن العقاب، باستبعاده عن باقي أفراد الأسرة في غرفة منعزلة لدقائق معدودة حسب عمر الطفل، كي يشعر بالندم على فعله الخاطئ، ويراجع نفسه ويبادر بالاعتذار، مع ضرورة معاودة تنبيه الطفل - بعد انتهاء فترة العقاب- بضرورة الإقلاع عن خطئه الّذي ارتكبه. حثّ الطفل على تصحيح خطئه؛ كأن يقوم بتصليح الأدوات التي كسرها وإعادة لصقها، أو شراء قلمٍ جديد لصاحبه بعد أن قام بكسره... الخ. تعميق قناعة لدى الطفل بأنّه شخص جيّد وغير سيء، وإنّما تصرفه هو الذي كان خاطئاً وغير مقبول . التنويع في أساليب العقاب؛ لأنّ تكرار نفس أسلوب العقاب سيصبح مع الوقت شيئاً عادياً لدى الطفل ولن يؤثر فيه . تجنّب استخدام أيً من أساليب العقاب أمام الأصدقاء، بل يجب أن يكون العقاب داخل أسوار المنزل كي لا يؤثّر ذلك على نفسية الطفل . يجب أن يكون العقاب قصير الفترة حتى لا يتسبّب بعقد نفسية لدى الطفل . عدم حرمان الطفل من حاجياته الأساسية؛ كحرمانه من الذهاب للحمّام، أو من تناول الطعام أو الشراب.