ذلكَ الصغِير ..
يختبئ خلفَ مِقياس البَوح ، يتركُني دون جدوى من الحديث ، يتركني مَمدود على الأرض ،
بلا قصائد أقرأها ، بلا شيءٍ آخر أقوله عنكِ .. صرتُ كل مساءٍ أحفر صدري لـ الأحلام المُهملة .. وأدعو الله
أن تحدث معجزة وأرتفع عن هذهِ الأرض السيئة وألتقيك !
لـا زال يتسلّل حديثكِ في دمي .. يتمدّد صوتكِ داخل أسرار القصيدة ، كـ إستغفارٍ خرج للتوّ من مأذنة
لم أكن أخشى من قبل أن يسرقكِ منّي الغياب في غفلة ، وان أبدو كـ الطفل الباكي على النافذة ، المسافاتُ غصّةٌ كبيرة ..
وعينيّ تجوب الأرض تبحثُ عنكِ ، تبحثُ عن أشياؤكِ الصغيرة ، عن قطع الدنيا .. وفرحتي !
عن وجه أُمّكِ الذي يٌشبه سنونوة تُخبئ في جبّ الأرض صغارها ، ماذا لو تخلّت أُمكِ عن جزءً منكِ .. أن تقدم لي حياتُكِ الباقية ..
أن تمدّها لي .. كأنها جزء يخصني ، وأن نُصبح أنا وأنتِ بعد كل هذا العمر شيئاً واحداً !
لا أدري لما أقول لكِ هذا .. تَعبتُ وأنا أتحايلُ على نسيانك ، أشعر أن وجوه الناس تفر من صدري فـ يوجعني الفراغ
وعلى تخوم الغروب تسوقني قدماي نحو الحيّ الذي تجنحُ فيه الشمس لـ المغيب هناك حيث الشفق الذي حاصر وجهك
وألقى بقلبي على الأرض .. أشعر كأنني في عالم باردٌ جداً .. عالم يتاجر بـ الوقت و يسير في إتجاهٍ آخر .. فيه تكبرين وأنتِ بعيدةٌ عنّي !
كيف اكفّ عن هذا القلق .. ماكنتُ احتاجُ رحيلك ، فقط كنت اود ان أزرع هذا الحديث في قلبك ،
الحديث الطيب ، الذي كان يُخبركِ بـ أنّكِ إبنةُ صدري الآمنة ، التي ارتضعت توّها طُهر المطر !
اود أن أزرع في قلبكِ الدُعاء .. أن أدسّ في عينيكِ الأماني الملوّنة .. أن أجمع لكِ الأُغنيات الـ تشبه صوتك ،
وألفّ هذا الكون حولَ بنصرك ، أحتاجكِ كـ وهلةٍ من آخرة حتى أتوب .. حتى أنزع الرحيل من قلبك ،
و ينفضُّ منّا الذنب وتمتلئ قلوبنا بـ الله