رسالة صادقة إليك أيتها الزوجة


أخط لك رسالتي هذه لسبب ما نسمعه من أحداث كثيرة.
أنت امرأة متزوّجة، تعاهدتِ مع زوجك على الحب والإخلاص، وتواعدت معه على التضحية والانسجام. عندما اخترتِه ليكون شريكاً لحياتك قبلتِه كما هو، وأحببتِه حتى تسعدا بحياة هانئة بالمحبة والسلام. أنصحك بأن تثبتي نظرك إلى الأمام، وتكوني له زوجة أمينة معينة محبة في كل ظروف الزمان، حتى ولو داهم حياتك صعوبات أو أمراض أو مشاكل. أنصحك أن تبقي تلك النظرة التي كان لديك عندما اخترتِه وأحببتِه ليكون رفيق عمرك. ضعي في قلبك أملَ المستقبل السعيد. كوني مشجِّعة له في فشله، احترميه بكلامك ونظراتك وأفكارك وتعاملك ليدوم زواجكما موفقاً، وتؤسسا بيتاً وعائلة سعيدة. تمسّكي بالله كلّ حين لأنه هو المعين في كلّ ظروف الحياة، ثقي أنه لن يتخلّى عنك. ولكن احذري كلّ الحذر ألّا تعودي لذكريات الماضي أو أن تندمي على اختيارك، لا تنظري إلى الوراء لأنّ الماضي دُفن بالنسبة لك، لا تشتهي أيام العزوبية لا بفكرك ولا بخيالك لأنّ هذه خيانة لزوجك، لماذا؟ لأنّ شعورك نحوه يتغيّر وتفتر محبتك له ويختلف أسلوب كلامك عندها يشعر زوجك بعدم استقرارك الفكري والعاطفي، فتتشوش أفكاره ويتزعزع حبه لك، فتكون خيانتك الفكرية وذكرياتك الصبيانية سبب هدم سعادتك، فأنت بكل تأكيد لن ترضي أن تكوني عرضة لسخريته، ولا تحبِّين الفضيحة حتى لو كانت صوريّة.
سؤالي: هل تقبلين بزوج يخونك أو أن تكون له علاقة خارجية أو نظرات وأفكار قديمة؟ طبعاً ترفضين ليكون ملكك قلباً وقالباً، عطفاً وإحساساً، شكلاً وجسداً. أما المصيبة الكبرى أنّ المجتمع لا يرحم المرأة ولا يبرئها بأيّ حال من الأحوال بل يساند الرجل حتى لو كان هو المخطئ. وإن اتهمك بالخيانة ولو وصل الحال إلى الطلاق، فسيستمر هو والمجتمع يدينونك وستصبحين إشارة الأصابع وفساد الكلام والسيرة.
لا أصعب من الخيانة الزوجية حتى في المجتمع الحرّ الحاضر، فهي تهدم البيوت وتشرِّد الأولاد وتسيئ السمعة وتؤسّس جيلاً فاسداً دون روابط عائلية أو اجتماعية. فتكثر المآسي وتصعب الأمور التي لا ترضين بها ولا أحد غيرك، والأهمّ إنها لا تُرضي الله الذي خلق الإنسان ذكراً وأنثى، وقال: "ليكن الاثنان جسداً واحداً"، فالجسد الواحد لا ينقسم لا فكراً ولا حباً ولا اتفاقاً، بل هو متَّحد في كلّ شيء وإلى المنتهى.