اختلاف الطباع بين الزوجين
عندما تحب الفتاة رجلاً وتتزوّجه يكون هذا لها كنزاً عظيماً بين يديها، وعليها الحفاظ على هذا الكنز بالطريقة الصحيحة. المحبة لا توضَع في الجيب بل يجب كسبها دوماً. مَن يحبّ لا يبقى وحيداً ولا يبقى متمركزاً حول نفسه، بل يسمح للآخر أن يكون معه نقطة الارتكاز في حياته، فيهب نفسه وفي ذلك ربح وسعادة.. ومَن يحب له الجرأة على أن يكون إنساناً يحتاج إلى شيء ما.
فعلى كل شاب وفتاة بعد الزواج أن يهبا نفسيهما كلّ للآخر لأنهما يصبحان جسداً واحداً لا يفرّقهما شيء، ومحبتهما تدوم حتى الممات. فإن كانت الفتاة محافظة يجب أن تختار الزوج المناسب لها، فهي لها طباعها واحتياجاتها وكذلك الرجل. بعض الرجال لديهم احتياجات جنسية أكثر من الآخرين، فيتوقع أن يجدها في زوجته. فعلى الزوجة المحافظة أن تكون محافظة خارج نطاق عشّ الزوجية، ولكن حرّة مع زوجها بجميع أمور حياتها، وخاصة فيما يتعلّق باحتياجاته الجنسية حتى تحافظ على سلامة حبهما وهناء عيشهما، ولا تدع أيّ منفذ لزوجها أن يظنّ السوء، أو تبرد محبته نحوها أو يبحث عن متطلّبه الجنسي خارج علاقتهما، حتى ولو تمثّلت في نظرات ساحرة وكلام معسول لئلا ينهدمَ البيت وتصبح حياتهما جحيماً.
ألم تسعَ الزوجة لتملك زوجها وتحتفظ بحبه لها وتسدِّد احتياجاتها، وتريد أن يعاملها باللطف والاحترام، وألا يميّز غيرها عنها بأي شكل من الأشكال؟ هذا حقّها. مع أنّ الله أعطى السلطة للرجل في البيت ولكن على أساس المحبة والانسجام، فكما أنّ للزوجة احتياجاتها وحقوقها هكذا للزوج. وإن كانت طبيعته الجنسية تتطلب أكثر من غيره، فهو يتوقع أن يجدها في زوجته. ولكن إن لم يحصل على احتياجه أو ترفض الزوجة بسبب تحفّظها، فهذا خطأها، ويسبب الابتعاد عند الرجل فتصبح علاقتهما متزعزعة، ويشعر الزوج بقصور تجاه حبه لها، فيبتعد عن البيت شيئاً فشيئا، ومن الممكن أن يبحث خارج البيت ويُسبى بهمسات لطيفة ونظرات ساحرة مغرية تختلس قلبه، فتكون النتيجة موجِعة.
فيا أيتها الزوجة المحافِظة كوني محافظة خارج نطاق اتصالك مع زوجك. سدِّدي احتياجاته الجنسية والعاطفية والقلبية والجسدية وكلّ ما يلزم، احترمي مشاعره بلطف وتفاهم، احضنيه كطفل لك، أحِبِّيه محبةً حارَّة، عانقيه بحرّيّة، وأسعديه بجمالك وتعاملك وحكمتك في كل المواقف. كوني فخورة به وارفعيه في المجتمع المحيط بكما، هو يحب ذلك ويفخر بك، وهو لك بالكلِّيَّة، فتكسبين قلبه كاملاً وتحافظين على سعادتكما مهما طالت الأيام، ويبقى بيتكما عشاً جميلاً تصدح فيه ألحانُ الحب وموسيقى الوفاق، ونِعَمُ البركات، ولكِ الهناء.