TODAY - July 26, 2010
دولة القانون تحذر من «تداعيات» خطيرة لهذه الخطوة «غير المسبوقة» منذ انتخابات آذار
الوطني والعراقية يطلبان جلسة استثنائية لتجريد المالكي من صلاحياته
في أول تصعيد من نوعه منذ الانتخابات الماضية، اتفق الائتلاف الوطني والقائمة العراقية امس الاحد، على نزع صلاحيات حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في جلسة استثنائية سيطلبان انعقادها الاحد المقبل، وهي الخطوة التي حذرت من تداعياتها كتلة دولة القانون، ويمكن ان تعد ابرز اوراق الضغط التي جرى استخدامها حتى الآن ضد زعيم حزب الدعوة.
القيادي في التحالف الكردستاني روش نوري شاويس ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي خلال لقاء جمعهما في بغداد امس (رويترز)
بغداد
يأتي هذا في وقت طرأ تأجيل آخر على جلسة البرلمان المفتوحة حيث اتفقت الكتل السياسية امس، على عقدها غدا الثلاثاء، وسط عدم وضوح بشأن ما يمكن ان يجري خلالها، اذ ان المفترض ان تشهد انتخابا لرئيس البرلمان، وهو ما يتعذر حاليا بسبب عدم وجود اي صفقة لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
وفي خطوة تعني تقدما في تقارب ملفت بين زعيم العراقية اياد علاوي وزعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم الى جانب التيار الصدري، اعلن حسن الشمري القيادي البارز في الائتلاف الوطني عن حزب الفضيلة، خلال مؤتمر صحفي، ان ائتلافه وائتلاف العراقية اتفقا على “الدعوة الى جلسة استثنائية في الاول من اب (الاحد المقبل) لتحويل الحكومة الحالية الى حكومة تصريف اعمال، في حال لم تتوصل جلسة البرلمان غدا الثلاثاء الى حل بشأن اختيار هيئة الرئاسة”.
وقال باسم شريف عضو الائتلاف الوطني العراقي في تصريح لـ"العالم"، ان ممثلي الكتل "قرروا عقد جلسة للبرلمان لمناقشة تعديل النظام الداخلي للبرلمان وتحويل الحكومة الى تصريف اعمال". وسبق لقادة بارزين في قائمتي العراقية والائتلاف الوطني، ان اطلقوا دعوات متكررة لتحويل حكومة المالكي الى تصريف الاعمال، ما يعني تجريدها من اهم صلاحياتها، معترضين على قرارات وصفوها بالمهمة تتخذ دون وجود اي رقابة من البرلمان او اي ضوابط للشراكة السياسية حسب تعبيرهم. وقال مصدر مطلع طلب عدم كشف هويته، ان هذه الخطوة التي يمكن ان تتحقق خلال الاسبوع المقبل، هي "ابرز ورقة ضغط يشهرها خصوم المالكي ضده، وهي تعني: اما ان تتنازل عن الترشح لمنصب رئيس الحكومة، او اننا سنستخدم كل اوراقنا ضدك". وتحدثت مصادر اخرى عن اجراء جديد يتفق عليه الصدر والحكيم وعلاوي يتمثل "باختيار رئيس مؤقت للبرلمان يكون مستقلا او ممثلا لأقلية دينية، كي يمكن للبرلمان ان يتخذ قرارات مهمة مثل تجريد رئيس الوزراء من صلاحياته، وكي يتاح لأي صفقة جديدة ان تمر حتى لو تطلب الامر تغيير رئيس البرلمان المؤقت، باعتباره مستقلا يمكن التفاهم معه على الاستقالة".
وردا على اعلان العراقية والوطني، هاجم قياديون في كتلة المالكي "التهديد" بتحويل الحكومة الى تصريف اعمال، محذرين من خطورة هذا النوع من الاجراءات. وقال عضو ائتلاف دولة القانون عزت الشابندر ان ائتلافه "لن يحضر الجلسة الاستثنائية التي دعا اليها ائتلافا العراقية والوطني، لتحويل الحكومة الحالية الى حكومة تصريف اعمال، لأن ذلك سيدخل البلاد في فراغ أكثر خطورة من الفراغ الحالي".
وفي السياق نفسه استبعد القيادي في ائتلاف دولة القانون علي العلاق، حسم مسألة تحويل الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي إلى حكومة تصريف خلال جلسة البرلمان المقبلة، فيما أكد خبير قانوني أن الحكومة لا تتحول إلى حكومة تصريف أعمال، بحسب الدستور إلا في حال سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء، أو حل مجلس النواب. ويبدو من الدعوة الى تجريد المالكي من صلاحياته، ان الكتل الاخرى تخشى ان يستمر الفراغ السياسي بضعة اشهر اخرى يستفيد منها رئيس الوزراء المنتهية ولايته، في تدعيم نفوذه. لكن خير الله البصري عضو ائتلاف دولة القانون، استبعد في تصريح لـ"العالم"، ان تطول المرحلة المقبلة، لحين تشكيل حكومة جديدة.
وأوضح "لا يمكن ان تستغرق المباحثات بين الاطراف السياسية بهذا القدر فهذا امر يكاد يكون غير معقول وغير منقول عن احد". وفسر البصري المطالبة بتجريد المالكي من صلاحياته، بـ"عدم الثقة والمخاوف بين الاحزاب السياسية". من جانبه توقع حيدر السويدي عضو الائتلاف الوطني، دخول البلاد في ازمة قد تستمر "اربعة اشهر" مؤكدا لـ"العالم" ان ذلك "امر مرجح طالما لم تكن هنالك تنازلات بين الاطراف السياسية في سبيل مصلحة الشعب ومصير البلاد".
ولم يتح لرئيس الوزراء نوري المالكي ان يستمتع طويلا بصعود نسبي لحظوظه مطلع الاسبوع الماضي، اذ بدا خلال اليومين المنصرمين ان خصومه الذين يعارضون تجديد ولايته، يعيدون تنظيم صفوفهم بطريقة لافتة من شأنها حسب مراقبين في بغداد، ان تتحكم بأي صفقة تشكيل حكومة يكون زعيم "دولة القانون" على رأسها او جزء منها، وذلك وسط توقعات بحصول "مفاجأة كبيرة" يعلن عنها المجلس الاعلى قريبا.
الاوساط السياسية التي اولت اهتماما كبيرا مطلع الاسبوع بأنباء عن تقارب التيار الصدري مع المالكي، انشغلت خلال اليومين الماضيين بأنباء عن "تقارب كبير" يجمع اطراف الائتلاف الوطني ممثلا بتيار مقتدى الصدر وزعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم، مع القائمة العراقية بزعامة رئيس الحكومة السابق اياد علاوي.
وكان الحكيم قد واصل توجيه انتقادات عنيفة ضد المالكي خلال حديثه الاسبوعي الاربعاء الماضي، ما اعتبر قطيعة نهائية مع زعيم ائتلاف دولة القانون.
alalem
مواضيع ذات صلة: دولة القانون يهاجم الحكيم لمطالبته بتنحي زعيمه المالكي