فكر قبل أن تأكل.. "النظام الغذائي الصحي" قد يحميك من الإصابة بالسرطان
يعد السرطان ثاني أكثر سبب للوفاة في العالم، إذ حصد في عام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص حول العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى أن وفاة من كل 6 وفيات في العالم تحدث نتيجةً للسرطان.
وينتشر ذلك المرض الخبيث في وطننا العربي، إذ ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان 100 ألف حالة جديدة سنوياً في مصر وحدها، بحسب المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، فيما يصاب 90 شخصاً من كل 100 ألف سعودي بهذا المرض بحسب إحصاءات رسمية نشرت عام 2015.
أما على الصعيد العالمي، فنجد أنه جرى تشخيص 1.6 مليون شخص بهذا المرض في أميركا وحدها، وقد أودى المرض بحياة 600 ألف أميركي في العام الماضي، 2016، لذا يظل هذا المرض من أخطر الأمراض التي تواجه الإنسان.
ولا شك، أن الغالبية العظمى من المرضى الذين علموا بإصابتهم بالسرطان قد تغيَّرت حياتهم إلى الأبد، وأجبروا على الإحساسِ بمشاعر من الشك والعجز والخوف، بسبب هذا المرض الفتاك، فيما يعمل أطباء الأورام على خلق بدائل علاجية في معركتهم ضد السرطان، تتراوح بين شديدة الصعوبة مثل الإشعاع، إلى البسيطة مثل نصح مرضاهم بتحسين نظامهم الغذائي.
رغم التشكيك: النصائح البسيطة العلاج الأمثل
وعلى الرغم من بساطة نصيحة مثل تحسين النظام الغذائي، يؤكد الطبيب كيث بلوك، العضو المؤسس بمركز Block الأمريكي لعلاجات السرطان التكاملية في حديثه لمجلة Newsweek الأميركية أن عدداً قليلاً من الأشخاص يدركون أن النظام الغذائي المتكامل قد يكون مفيداً في علاج السرطان وضرورياً في الوقاية منه، على الرغم من أن ثلث أنواع السرطان ترتبط بعوامل متعلقة بالتغذية.
وعلى الرغم من ذلك، لم تحظ هذه النظرية بتأييدٍ مطلق، إذ لا يثير العلاج باتباع نظام غذائي حماس البعض فحسب، بل يثير اتهاماتٍ بالدجل من قِبَلِ آخرين، وفقاً لما نشرته المجلة الأميركية.
كما لا يزال الغالبية العظمى من الأطباء متشككين في مزاعم قدرة التغذية السليمة وحدها في القضاء على السرطان، بحجة قلة الدلائل التي تدعم هذه المزاعم، لكن آخرين توصلوا إلى أن ما يأكله المريض ويشربه يؤثر على تفاعله مع العلاج.
النظام الصحي يساعد على نمو أنسجة الجسم المتضررة
فيما قالت جمعية السرطان الأميركية عبر موقعها الإلكتروني إنه: "باتباع نظام غذائي صحي، ستكون لديك القوة اللازمة أثناء الخضوع للعلاج لتحول دون ضعف أنسجة الجسم، كما ستساعد في إعادة بنائها والحفاظ على مناعة الجسم من العدوى".
وأضافت الجمعية: "في الحقيقة، تعمل بعض أنواع علاج السرطان بفاعليةٍ أكثر مع الأشخاص الذين يتغذون جيداً ويحصلون على حاجاتهم من السعرات الحرارية والبروتين". بعبارة أخرى؛ أفضل ما قد يفعله مريض السرطان ليسعِد طبيب الأورام الخاص به هو الحرص على تناول وجبة الإفطار، والتأكد من تناول ما يكفي من صدور الدجاج المشوي.
إذ توصلت دراسة أُجريت بكلية طب ألبرت أينشتاين الأميركية إلى بعض الدلائل التي تُظهِر أن الحد من تناول الكربوهيدرات (وبالتالي تقليل كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم) أبطأ نمو السرطان لدى بعض المرضى.
وبشكلٍ عام يُعد الطعام الصحي لعامة الناس جيداً أيضاً لمرضى السرطان، بمعنى أن أولئك الذين يحاربون السرطان ينبغي عليهم الاستمرار في تناول الخضراوات الورقية الخضراء بكميات كبيرة، بالإضافة إلى البروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية.
الوقاية بالنظام الصحي
بالرغم من أن مسألة الوقاية من هذا المرض الفتاك عبر اتباع نظام غذائي لا تزال مثار جدل، هناك أدلة قوية ومتزايدة بأن ما نأكله يمكنه مساعدتنا في التصدي للسرطان قبل تفشيه، عبر دمج مجموعة متنوعة من الأطعمة للمساعدة في تقليل المخاطر.
على سبيل المثال، وفقاً لدراسةٍ نشرتها المجلة الطبية البريطانية، ينخفض خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 10%، بتناول 10 غرامات من الألياف يومياً (توجد في الحبوب الكاملة مثل دقيق الشوفان والأرز البني).
وينبغي أيضاً على المستهلك الواعي بمرض السرطان أن يكون حذراً من اللحوم المصنعة، مثل الهوت دوغ، واللحم المُقدَّد، والتي تُصنِّفها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنها موادٌ مسرطنة، بعدما توصلت دراساتٌ إلى أن استهلاك 50 غراماً من تلك اللحوم يومياً زاد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%.
هذه النتائج ربما تكون مجرد سبب إضافي يجعلك تفكر قبل أن تأكل.
- هذا الموضوع مترجم بتصرف عن مجلة Newsweek الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.