مدينة توليدو
مدينة توليدو هي إحدى المدن الإسبانية الشهيرة، التي كانت تعرف باسم طليطلة أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا، وتقع في وسط إسبانيا على بُعد سبعين كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة مدريد، عاصمة إسبانيا، وقد ظلت مدينة توليدو عاصمةً لإسبانيا منذ عام 1085م، وحتى استلام الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا الحكم، فقام بنقل البلاط الملكي من مدينة توليدو إلى مدينة مدريد، وذلك في عام1561م. التسمية يعتبر اسم توليدو، اسماً رومانياً يعني "المدينة المحصنة"، لأنها كانت محصنةً بالأسوار العالية، أما اسم طليطلة فهو تعريب للاسم اللاتيني "توليدوث"، وقد ظلّ العرب يسمون مدينة توليدو بمدينة الأملاك، لأنها كانت مملكة القوط. الطبيعة الجغرافية تقع مقاطعة توليدو في منطقة كاستيا لا منتشا فى وسط إسبانيا، وقد بلغ عدد سكانها في العام 2010 حوالي 82489 نسمة، يتوزعون على مساحتها التي تبلغ 232.1كم2، والجدير بالذكر أن مدينة توليدو مقامة على جبال مرتفعة، تحيط بها أودية عميقة، يمر بهذه الأودية نهر يُسمى نهر تاجوس، حيث يحيطها وادي نهر تاجوس من ثلاث جهات، وذلك زاد من حصانة المدينة، وقوة منعتها ضدّ الأعداء. معلومات عامة تنتمي إليها العديد من الشخصيات المشهورة التي ولدت وعاشت فيها، من بينهم الزرقالي، والفونسو العاشر ملك كاستييا، وجارثيلاسو دي لا فيجا، واليانور توليدو، وآل جريكو، وغيرهم. ظلت مأهولة بالسكان منذ العصر البرونزي، وتشير الدراسات إلى أنها شُيدت في عصر الإغريق، وزادت أهميتها في العصر الروماني حيث كانت مركزاً تجارياً مهماً، ومركزاً إدارياً رئيسياً لإحدى المقاطعات الرومانية الشهيرة، وقد بنى فيها الرومان العديد من الأسوار والمسارح والجسر العظيم، وبعد أن سقطت الإمبراطورية الرومانية، أصبحت عاصمةً لإسبانيا، حيث بلغت ذروة مجدها زمن الحكم الإسلامي، وظلت محافظة على المزيج الرائع فيها بين العلم، والتاريخ، والفن. تعدّ إحدى المدن الموجودة على خارطة التراث العالمي في اليونسكو، وقد تمّ إعلان ذلك في عام 1986م، لما لهذه المدينة من تاريخ ثقافي وإرث حضاري عظيم. عُرفت مدينة توليدو في العصور الوسطى باسم مدينة التسامح؛ لما في هذه المدينة من تعايش ديني بين الإسلام، والمسيحية، واليهودية، وهذه التسمية كنايةً عن التسامح الديني. توجد فيها العديد المعالم المهمة مثل كاتدرائية طليلطة، التي تضم العديد من الوثائق والمخطوطات المهمة العائدة إلى القرنين الثامن والحادي عشر، كما تضم سوقاً يعتبر أحد أكبر الأسواق في العالم، يغلب عليه الطابع الأندلسي، بالإضافة إلى الكازار، أي القصر، وفيها أيضاً مصانع للسجاد، ومصانع للسيوف، ومتحف آل جريكو.