ليس هناك ما هو أكثر إحراجًا من أن تنطق كلمة ما باللغة الأنجليزية لبصححها لك أحدهم على الفور أو تكتشف أنت نطقها الصحيح في وقت لاحق. لماذا الانجليزية تحديدًا؟ ربما لأنها اللغة الأكثر انتشارًا في العالم بنسبة عدد متحدثين تبلغ 25%، وبعدد يتجاوز 1.8 مليار نسمة، أو لأنها اللغة الرسمية للعلوم في العصر الحديث والمتحدثون بها ينحدرون من جميع أنحاء العالم، علاوة على ملايين أخرى من البشر يتحدثون اللغة الانجليزية كلغة ثانية. فرص أن تجد من يصحح لك نطق كلمة بالإسبانية منعدم تقريبًا في رأيي، وعلى الأرجح ستفلت بفعلتك ولن يلاحظ أحد.
وكما هو الحال مع العربية، فالانجليزية بها الكثير والكثير من الكلمات التي لا تتبع قاعدة في نطقها ولا يجدي معها القياس، بل يتوجب عليك سماعها بلسان متحدثها الأصلي كي تقف على النطق الصحيح. في الواقع، لا يجب أن تقسو على نفسك إذا ما فوجئت بنطق مختلف تمامًا عما تعودت عليه، إذ أنه في بعض الأحيان بلتبس الأمر على المتحدثين الأصليين للإنجليزية، فتراهم ينطقون بعض الكلمات بشكل خاطيء بالقياس، خاصة فيما يتعلق بالكلمات الأجنبية من لغات أخرى تمت لشجرة الانجليزية.
في هذا الجزء، سنتناول عددًا من أسماء البلاد الغربية كما يجب أن تنطق بالانجليزية. هنا يتوجب الإشارة إلى أن ما سترونه تاليًا لا يتعلق بطريقة كتابة أسماء البلاد وإنما كيف تنطق. هكذا، سنتناول كيف يُنطق اسم مدينة “Beijing” الصينية مثلًا، لكننا سنشير إليها على أنها “بكين”! أو حتى نجدنا نكتب اسم المدينة أسفل الصورة بطريقة الترجمة الصوتية الحرفية على الرغم من أن النطق الصحيح مختلف تمامًا، وذلك لأن الترجمة الصوتية Transliteration يجب أن تطابق في أغلب الحالات الطريقة التي تكتب بها الكلمة بأحرفها. مع هذا، لا تعارض بين الأمرين مطلقًا! الأولى هي كيف تنطق تلك الكلمة بلغة أهلها الأصلية، والثانية هي ما تكتبه بلغتك أنت.
يتبقى فقط أن أشير كذلك إلى أن المكتوب على يمين كل صورة هو الطريقة الصحيحة للنطق حسب الوقفات السريعة بالكلمة نفسها. كل كلمة تتكون من مقاطع لا يجب أن تنطق بنفس القوة، هكذا يساعد تجزئة منطوق الكلمة إلى توضيح أكبر. فقط لا تطيلون الوقفة بين المقاطع، فهي استرشادية هنا لبيان وجودها لا أكثر. فلنبدأ إذن…
بكين Beijing، الصين
وورشستر Worcester، ماساتشوستس
منتزه يوسيمتي الوطني، الولايات المتحدة الأمريكية
وورشستر شاير Worcestershire، المملكة المتحدة
نهر التايمز، المملكة المتحدة
ريكجافيك Reykjavik، آيسلندا
فوكيت Phuket، تايلاند
مونتريال Montreal، كندا
ملبورن Melbourne، أستراليا
كاسيمي KissimeeL، الولايات المتحدة الأمريكية
قصر فيرساي Verseilles، فرنسا
بريسبان Brisbane، أستراليا
بانكوك Bangkok، تايلاند
لماذا لا يكون لفظ الكلمة كتابة هو نفسه نطقًا؟
لأن التعريب يسير بطريقة أخرى بالطبع. فتعريب الاسمِ الأعجمي هو أن تتفوّهَ به العربُ على منهاجها أو صبغ الكلمة بصبغة عربية عند نقلها بلفظها الأجنبي إلى اللغة العربية. وإن كانت الترجمةُ هي نقل معنى وأسلوب من لغةٍ إلى أخرى، فالتعريب هوَ رسمُ لفظةٍ أجنبيةٍ بحروفٍ عربية، وهو ما يعرف بالإحراف أو الحَورفَة، أي كتابة ألفاظ لغةٍ ما بأحرفِ لغةٍ أخرى، والطريقةُ المتّبعةُ فيها هي الطريقةُ نفسهاَ التي اتّبَعها قدماءُ العربِ، أي كتابةُ الحروفِ التي لا نظيرَ لها في العربيةِ بما يقاربهاَ في النطق.
أي أنه مرة أخرى هذه قاعدة قديمة لا يمكن كسرها بسهولة في لغتنا العربية، حتى ولو زالت أوجه القصور التي تواجدت قديمًا ودفعتنا للتعريب على هذا النحو. هذه إشكالية هامة بالطبع في اللغة، لكنها خارج نطاق نقاشنا هنا في عالم الإبداع.