مكالمة لم يرد عليها!
هي محاولة لإرسال رسالة ما لجمهور معين بطريقة مختلفة عن الطرق الاعتيادية العشوائية.
هي شعور فردي بإحساس الخيبة أحيانا عندما يتوقع منك المتلقي عكس ما أردت إرساله. في حياتنا اليومية هناك الكثير من الأحاسيس التي لا توصف إلا بجملة
«مكالمة لم يرد عليها»!
أبوان تعبا كثيرا في إنشاء عائلة بسيطة لا ينقصها أي شيء من الأشياء الأساسية للحياة الطبيعية، وعندما كبر الأبناء وجاء وقت رد الدين، ما كان منهم إلا أن أرسلوهما لدار العجزة بحجة أن مشاغل الحياة لا تمنحهم الوقت الكافي للعناية بهما لكثرة احتياجاتهما في هذا العمر، هذه
مكالمة لم يرد عليها.
مجتمع بسيط ومدينة متوسطة إلى صغيرة في الكثافة السكانية وحتى شوارعها الرئيسية تكاد تكون أقل من واحد.
تمكن من السلطة فيها لوبي خطير كل همه هو مصالحه الشخصية بغض النظر عن احتياجاتها التي تمكن ساكنيها من حياة بسيطة ومرتبة، والمشاريع فيها تعثرت وحتى كلمة «متخبطة» أصبحت محرجة من كثرة استخدامها في وسائل الإعلام، وعندما علم المسؤول بهذا قرر زيارتها، ولكن قبل أن يأتي المسؤول قام جميع من في هذا اللوبي بتحريك قواهم الخارقة واستخدموا الأسقف المستعارة وفرشوا الأرض بكل بساط أحمر من محلات الإيجار لكي يظهروا للمسؤول أن المدينة الحالمة أصبحت تنافس طوكيو وسيئول في التقدم العمراني المزعوم، هذه
مكالمة لم يرد عليها.
أعلن شيوخ إحدى المحافظات عن فكرة تقليل المهر في تلك المحافظة ومساعدة الشباب المقبلين على الزواج بتيسير كل شيء من مهر وتكاليف، فقام أحد الشباب الذي كساه الحماس بالتقدم لخطبة ابنة أحد أولئك الشيوخ بعدما سمع أنه من الداعمين لفكرة التيسير.
خطب وانتهت المناسبة وبدأ يفكر فيما مضى ووجد أنه دفع أكثر من 200 ألف ريال، وعندما سأل الشيخ عن فكرة التيسير قال له «هكذا جرت العادة يا بني، حياة سعيدة لكما إن شاء الله». هذه
مكالمة لم يرد عليها.
تاجر من أغنياء تلك المدينة قد ملك فيها ما يزيد عن النصف من أراض وممتلكات، لديه محلات وعقارات، وقد تنوعت تجارته، فلم يعد هناك إلا القليل من أصحاب البسطات الذين يفترشون الطرقات، لم يتمكن من منافستهم كون هذه التجارة غير قانونية.
تقدم له أحد الشباب الذي يعول عائلته بطلب دفع المبلغ المتبقي من دهانات بيتهم على دفعات، كونه لا يستطيع أن يكمله دفعة واحدة لارتباطه بديون وقروض من البنك وأشياء أخرى تكفل لعائلته الحياة الكريمة، فلم يكن منه إلا أن قال له: «يا بني عندما بدأت تجارتي تعبت كثيرا حتى وصلت لما تراه، فعذرا منك لا أستطيع أن أحمل مؤسستي هذا المبلغ الذي قد يؤثر على أرباحنا السنوية». في اليوم التالي زار أحد الأشخاص المهمين التاجر الكبير، والمفاجأة أن تكلفة الوليمة التي أقامها لشخصه الكريم كانت كفيلة ببناء خمسة مساكن مساوية لمنزل الشاب المسكين، هذه
مكالمة لم يرد عليها.
المجتمع أحيانا قد يتصنع الكثير والكثير متمثلا ببعض الأشخاص في سبيل كسب سمعة طيبة، وفي الأصل نجد الأفعال عكس الأقوال تماما، ليت باليد حيلة حتى نستطيع فصل جميع الخدمات التي تساهم في هذا كليا.