الناس - متابعة
سجلت نينوى في الأشهر الستة الماضية، وفاة 44 طفلا قضوا غرقا في نهر دجلة وسط قلة عدد المسابح النظامية، فيما ألقت السلطات الصحية باللائمة على اسر هؤلاء الأطفال، ورجحت المزيد من الجثث في ظل "الإهمال" الأسري.
ويضطر الكثير من الشبان والأطفال في الموصل للنزول إلى نهر دجلة هربا من درجة الحرارة التي تجاوزت الـ 50 درجة.
ولا يوجد في الموصل من المسابح النظامية الكثير، سوى الاولمبية، ولا تزال بحاجة إلى الأموال بشدة للنهوض باقتصادها المدمر بفعل الحروب والعنف.
وقال مصدر امني رفيع المستوى في مديرية النجدة النهرية بمحافظة نينوى في حديث لـ"شفق نيوز" إنه تم العثور على نحو 44 جثة لأطفال أعمارهم تتراوح ما بين عشر إلى 12 سنة قضوا غرقا أثناء السباحة في نهر دجلة.
ويعتبر نهر دجلة الذي يقع مابين منطقة الغابات ومنطقة بشطابيا السياحية في وسط مدينة الموصل المتنفس الوحيد للسكان المحليين ولاسيما ذوو الدخل المحدود.
وكثيرا ما يقصد أطفال مدينة الموصل من الطبقة الفقيرة نهر دجلة، وبسبب عمق المياه وعدم إتقانهم للسباحة يغرق العديد منهم.
وأعلنت النجدة النهرية في اليوم الثاني من عيد الفطر عثورها على 11 جثة قضت غرقا في نهر دجلة بينهم سبعة أطفال توفوا غرقا لعدم إمكانيتهم على السباحة.
ويقول فاتح إدريس علي رئيس قسم طوارئ مستشفى الجمهوري بالموصل إن قسمه "مستمر باستلام جثث الأطفال الذين يذهبون ضحية عدم قدرتهم على السباحة"، مبينا أن الأسر تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لإهمالها متابعة أطفالها خلال السفرات.
وتابع "حتى يوم أمس تسلم المستشفى طفلين (قضيا غرقا) أعمارهما تقدر بعشر سنوات، لعدم قدرتهم على السباحة في نهر دجلة".
وقال متحدثا لـ"شفق نيوز" إن جثتي الطفلين سلمتا إلى مركز الطب العدلي، مبينا أن عدد الجثث وصل إلى 44 منذ آذار الماضي وحتى الشهر الجاري.
وقالت ميساء اسعد وهي سيدة فقدت اثنين من اطفالها في عيد الفطر "أطفالي ماتوا ضحية المبالغ المرتفعة في مسابح المدينة (النظامية)".
وأضافت اسعد التي لا تزال تتشح بالسواد أن "سبب وفاة طفلي علي ووسام هم النجدة النهرية، قالوا لنا إنهم طلبوا المساعدة... لكن لم تجب النجدة".
وقالت وهي تذرف دموعها "أعمارهما 12 عاما... كل أصدقائهم رجعوا للبيت إلا هما... علي ووسام راحوا (قضوا) وهم بعمر الزهور".
وقال مالك زورق يدعى سمير حميد إن "الأهالي هم السبب الرئيس جراء ما يتعرض له الأطفال من غرق في نهر دجلة".
وتابع "الأباء هم من يضعوا أطفالهم في وسط النهر من اجل تعليمهم السباحة دون استشارة أصحاب الزوارق التي تعمل وسط النهر".
وقال متحدثا لـ"شفق نيوز" إن هناك مناطق عميقة في دجلة وهي تشكل خطرا على أي سباح فكيف للأطفال الذين معظمهم لا يجيدون السباحة.
وقال أيضا إن الأمهات يتركن أطفالهن يلعبون ويمرحون وسط نهر دجلة بينما هن ينشغلن في الحديث والطهي خلال المناسبات والأعياد.
ويخرج الكثير من الأسر خلال المناسبات والأعياد إلى ضفاف دجلة، كما هو الحال لمعظم العراقيين في باقي مدن البلاد وبخاصة تلك التي فيها انهر