كربلاء:
تشهد شوارع مدينة كربلاء كثرة ملفتة للنساء اللواتي يقدن السيارات، الأمر الذي طالما كان حكر على الرجال نتيجة خجل النساء وتجنباً للمضايقات التي قد يتعرضن لها وهن بمفردهن.
فالانتعاش الاقتصادي والاستقرار الأمني الذي تنعم به المدينة كان دافعاً لزيادة أعداد النساء اللواتي حصلن على مركباتهن الخاصة ليتنقلن في شوارع المدينة.
أزهار علي (35) عاماً مدرسة ثانوية قالت (للوكالة الاخبارية للانباء): سابقاً كان الخوف من مضايقات السائقين للمرأة التي تقود السيارة يحول دون اقتنائهن السيارات، أما اليوم فكثرة النساء اللواتي يقدن السيارات في شوارع كربلاء جعل الامر أكثر تقبلاً من الرجال.
وما أسهم أيضا في زيادة أعداد النساء السائقات تحسن رواتب الموظفات وتوفر فرص الحصول على سيارات بالتقسيط، فضلا عن انتشار عناصر الامن في أغلب الشوارع حيث يكونون عوناً للمرأة في حال حصول مشكلة.
الاعلامية سدل ضياء (33) عاماً قالت: عانيت كثيراً حتى أقنعت الاهل بضرورة حصولي على سيارة خاصة بي فلدي ثلاثة ابناء وكان موضوع النقل الى مدارسهم وتنقلي يكلفني كثيراً كوني صحفية، والآن أنا اقود سيارتي "بكل ثقة".
مدير مرور كربلاء العميد مانع عبد الحسن يؤكد ازدياد نسبة النساء المتقدمات للحصول على إجازة سوق في الآونة الأخيرة.
وأضاف: أن المرأة أكثر التزاماً بالشارع وقيادتها أمنة ونسبة الحوادث التي تتسبب بها النساء تكاد تكون منعدمة أو ضئيلة جداً.
رجل الدين المبلغ الشيخ علي البديري قال إن الدين الاسلامي يعطي كل الحق للمرأة في قيادة السيارة ولا مانع في أن تحصل على مركبتها الخاصة، شريط أن تخبر زوجها الى آماكن ذهابها وأغلب المبلغات الآن يقدن سيارات، فضلا عن وجود عوائل محافظة سمحت لبناتهن ونسائهن بقيادة السيارة.
في حين المختص بالعلوم النفسية الاكاديمي مصطفى هيل فيقول: إن زيادة اعداد النسوة اللواتي يقدن السيارات في كربلاء محصورة بين الموظفات ونساء العوائل المترفة.
وأوضح: أن المجتمع الكربلائي وعموم المجتمع العراقي مازال يحتاج الى دفعة اخرى باتجاه الحريات النسوية وخاصة في قيادة سيارات الاجرة، فكربلاء مثلا تخلو من أي قائدة لسيارة اجرة فضلا عن ان النساء في المناطق الريفية مازالت قيادة السيارة فيها حكراً على الرجال في حين مازالت ربات البيوت يعانين من قناعة الرجال بالموضوع خوفا من عادة قديمة فرضها تحفظ المدينة الديني على سمعة المرأة التي تقود السيارة