إذا كنت ممن يستمتعون بمشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد، فهناك احتمال أن يكون هذا السؤال قد دار في ذهنك: كيف تعمل هذه النظارات وكيف تمكننا من رؤية الأشياء بشكل مجسم؟ وكيف تتطور هذه النظارات وتختلف تقنياتها للأحدث بمرور الوقت؟
سنجيبك في هذا التقرير عن هذه الأسئلة.
إعلان
بداية لكي تفهم طريقة عمل النظارة ثلاثية الأبعاد عليك أولاً أن تسأل نفسك سؤالاً: كيف ترى عينك الطبيعية الأشياء بشكل مجسم؟
يوجد في العين نظامٌ يسمى binocular systemm لتحديد المسافة التي تبعدها الأجسام عنا ولكن بصورة تقريبية.
هذا النظام يعمل بدقة لمسافة تصل إلى 7 أمتار، أما أكثر من هذا البعد فإن الدماغ يعتمد على التقدير المنظوري الذي يكون أقل دقة.
وأنت حين تنظر لشيء ما تلتقط العين صورتين له من زوايا مختلفة لتقوم الدماغ بالدمج بينهما أو تعشيقهما سوياً لتنتج صورة مجسمة للشيء الذي تراه.
لماذا إذا لا نرى الأفلام بشكل مجسم؟
المشكلة التي تقابلنا حين نشاهد الأفلام أو الصور أن كلاً من العينين اليمنى واليسرى ستنقلان نفس الصورة إلى الدماغ، فيعلم الدماغ أنه ينظر إلى صورة ذات بعدين ولا يستطيع تكوين صورة مجسمة.
ومهما غيرت الزاوية التي تنظر من خلالها تبقى الصورتان متطابقتين.
وكيف تحل النظارات ثلاثية الأبعاد هذا الأمر؟
في الأفلام ثلاثية الأبعاد عادةً ما يتم تصوير المشاهد باستعمال كاميرتين مختلفتين تتباعدان عن بعضهما البعض مسافة محسوبة. وقد يتم استعمال كاميرا واحدة للتصوير لكن يتم تعديل المشاهد عبر برامج معينة.
ولكن تظل هناك مشكلة قائمة وهي أن كلتا العينين ستريان نفس الصورتين من جديد؟
هنا يأتي دور النظارة في فصل الصورتين عن بعضهما البعض، والسماح لكل عين برؤية صورة واحدة فقط.
بعدها يقوم الدماغ بتجميع الصور الواردة وتكوين صور ثلاثية الأبعاد، البعد الأول والثاني هما الطول والعرض والبعد الثالث هو العمق. أي إننا نوهم عقولنا بأننا نرى شيئاً مجسماً.
وكيف تقوم النظارات ثلاثية الأبعاد بفصل الصورتين عن بعضهما؟
تتعدد التقنيات المستخدمة لفصل الصورتين عن بعضهما ومن أشهرها
Anaglyphic – Red/Green
فإذا كان هناك مشهدان يتم بثهما على الشاشة يكون أحد المشهدين أو الصورتين باللون الأحمر والآخر باللون الأزرق أو الأخضر لتسمح النظارة بمرور صورة بلون واحد فقط لكل عين عن طريق الفلاتر الموجودة فيها ثم يقوم العقل بدمج الصورتين.
ولكن جودة هذه النظام وكفاءته ليست عالية وإن كان أهم ما يميزه هو أنه لا يحتاج إلى شاشة خاصّة ليعمل، فارتداء النظارات وحده سيحل الأمر.
Polarization
يُعد أشهر الأنظمة ثلاثية الأبعاد. فهذا النظام لا يعتمد فصل الصورتين فيه على اختلاف الألوان وإنما اختلاف الاستقطاب.
إذ يتم بث الصورتين أو المشهدين بشكل مُتعامد (ضوء متعامد) عن طريق فلاتر استقطاب تسمح بمرور الضوء عمودياً أو أفقياً فقط.
ويتم استقبال الصورتين بنظّارة تحمل نفس الفلاتر ولكن بشكل معكوس لتمر صورة واحدة لكل عين.
على عكس النظام السابق فإن هذا النظام يتمتع بدقة عالية ورخص الثمن، ولذلك يستخدم في السينما ولكنه يتطلب شاشة خاصّة باللوّن الفضيّ ليعمل.
Active 3D Shutter systems
في هذا النظام يتم بث الصورة المخصصة للعين اليمنى ثم المخصصة للعين اليسرى على التوالي وبشكل سريع جداً (120 مرّة في الثانية).
تقوم النظارة بالسماح للصورة المخصصة بالعين اليمنى بالمرور وحجب الرؤية عن العين اليسرى ثم العكس مع الصورة التالية وتكرار الأمر بنفس معدل الشاشة (120 مرة في الثانية) كي تذهب كل صورة للعين المناسبة لها في الوقت المناسب.
ولكن هذا النوع من النظارات غالي الثمن بالإضافة إلى أن التردد السريع للصورة أمام عينيك قد يصيبك بالدوران والصداع.
بالطبع هناك أنواع أخرى وتقنيات متعددة وكل يوم نفاجأ بظهور تقنيات أحدث وأحدث.