من حكم لقمان :
قالَ لُقمانُ لاِبنِهِ : يا بُنَيَّ ، إنِ احتَجتَ إلَى السُّلطانِ فَلا تُكثِرِ الإِلحاحَ عَلَيهِ ، ولا تَطلُب حاجَتَكَ مِنهُ إلاّ في مَواضِعِ الطَّلَبِ ، وذلِكَ حينَ الرِّضا وطيبِ النَّفسِ ، ولا تَضجَرَنَّ بِطَلَبِ حاجَةٍ ؛ فَإِنَّ قَضاءَها بِيَدِ اللّهِ ولَها أوقاتٌ ، ولكِنِ ارغَب إلَى اللّهِ ، وسَلهُ ، وحَرِّك أصابِعَكَ إلَيهِ .
يا بُنَيَّ ، إنَّ الدُّنيا قَليلٌ ، وعُمُرَكَ قَصيرٌ .
يا بُنَيَّ ، اِحذَرِ الحَسَدَ فَلا يَكونَنَّ مِن شَأنِكَ ، وَاجتَنِب سوءَ الخُلُقِ فَلا يَكونَنَّ مِن طَبعِكَ ، فَإِنَّكَ لا تَضُرُّ بِهِما إلاّ نَفسَكَ ، وإذا كُنتَ أنتَ الضّارَّ لِنَفسِكَ كَفَيتَ عَدُوَّكَ أمرَكَ ، لِأَنَّ عَداوَتَكَ لِنَفسِكَ أضَرُّ عَلَيكَ مِن عَداوَةِ غَيرِكَ .
يا بُنَيَّ ، اِجعَل مَعروفَكَ في أهلِهِ ، وكُن فيهِ طالِباً لِثَوابِ اللّهِ ، وكُن مُقتَصِداً ، ولا تُمسِكهُ تَقتيراً ، ولا تُعطِهِ تَبذيراً .
يا بُنَيَّ ، سَيِّدُ أخلاقِ الحِكمَةِ دينُ اللّهِ تَعالى ، ومَثَلُ الدّينِ كَمَثَلِ الشَّجَرَةِ الثّابِتَةِ ، فَالإِيمانُ بِاللّهِ ماؤُها ، وَالصَّلاةُ عُروقُها ، وَالزَّكاةُ جِذعُها ، وَالتَّآخي فِي اللّهِ شُعَبُها ، وَالأَخلاقُ الحَسَنَةُ وَرَقُها ، وَالخُروجُ عَن مَعاصِي اللّهِ ثَمَرُها ، ولا تَكمُلُ الشَّجَرَةُ إلاّ بِثَمَرَةٍ طَيِّبَةٍ ، كَذلِكَ الدّينُ لا يَكمُلُ إلاّ بِالخُروجِ عَنِ المَحارِمِ .
يا بُنَيَّ ، لِكُلِّ شَيءٍ عَلامَةٌ يُعرَفُ بِها ، وإنَّ لِلدّينِ ثَلاثَ عَلاماتٍ : العِفَّةَ ، وَالعِلمَ ، وَالحِلمَ .
تربية