كَلَّ الكمانُ من الشجى حزناً
فموَّتَ وانتحبْ.
وارتدَّ عمرُ الناي عن أُنسي
وفي حزنٍ حجازيٍّ ذهبْ.
لمْ يُبقِ هذا الليلُ غيريَ ساهراً
في ركنهِ النائي
تسامرني المدامةُ والتعبْ
تبَّتْ يدُ الأيامِ عن روحيْ
لقد هرمتْ،
وملَّ العودُ أشجانَ الطربْ.
أينَ الأغاني من أغاريدِ الصبيّةِ
كلّما لاحتْ بجرّتها على دربِ العنبْ؟
لوكانَ هذا الحزنُ أيلولاً
لكنتُ حفرتُ قبري تحتَ أشجارِ الخريفِ
ونُحتُ مثلَ الريحِ يا أبتيْ
على هشِّ القصبْ.
لكنه برءُ الدموعِ من الدموعِ،
ولمسةُ الودِّ الشفيفةُ في التعبْ.
كلُّ الذين بعمرنا
قطعوا جذوعَ حياتهمْ ومضوا
وفي بوابةِ البستانِ وحدي
صرتُ حمَّالَ الحطبْ.