اصرف مالك على التجارب لا على البضائع تكن سعيدا
تخيل أنك عرض عليك ظرفين، يحتوي أحدهما على قلادة من الماس والآخر على تذاكر لرحلة للبرازيل لمدة أسبوعين. فأيهما ستختار؟
القلادة رائعة وستخطف الأنظار عندما ترتديها في سهرتك القادمة. ولكن كم من الوقت سيستغرق حتى ينتهي بها الأمر منسية في صندوق مجوهراتك؟
الآن ماذا عن الرحلة للبرازيل؟ بالطبع ليست بشيء ملموس يمكنك أن تتألقين به مع فستانك. ولكن أليست حكاياتك عن رحلة القارب في نهر الأمازون يمكن أن تشكل محادثة شيقة في حفلة عشاء.
فعلى مدى العقد الماضي، أظهرت وفرة من الأبحاث النفسية أن التجارب تزيد من طول فترة الاستمتاع عن الممتلكات المادية.
وعادة ما يتم شراء شيء ما كنزوة، حيث تنتهي بانتهاء بهجة الشراء، وغالبًا ما يكون الشراء مجرد استرضاء لحاجة عاطفية سواء كان شراء مجوهرات غالية أو زوج جديد من الأحذية. فيلبي شراء الأشياء المادية هذه الحاجات العاطفية مؤقتًا حيث تقوم بشرائها إما لرفع معنوياتك أو للتفاخر اجتماعيًا.
وكما يبدو أن هذه الكلمات قد بدأت في الانتشار حيث أن هناك شريحة ضخمة من الناس قد غيروا طريقة تفكيرهم في هذا الصدد. فبدلاً من الاستمرار في نزوة الحاجة إلى الاستهلاك اختار هؤلاء الناس تحسين خبراتهم.
وفيما يلي 10 أسباب لماذا يكون الناس الذين اختاروا إنفاق أموالهم على الخبرات أسعد عامة:
- يعلمون أن عامل التشويق في شراء الأشياء محدود.
فكلنا اختبرنا هذا … هذا التشويق الهدام الذي ينتج عن سحبك لبطاقة ائتمانك لشراء شيء ما ما تريد شرائه والذي كنت تتوق لشرائه من شهور. ولكن حقًا، إلى متى سيستمر هذا التشويق؟ لمدة شهر؟ حتى يصدر نوع جديد؟ فتشبع السلع المادية حاجاتنا لمدة قصيرة ولكن عندما يتضاءل هذا الشعور ستجد نفسك رجعت لنقطة الصفر. حيث تشعر بفراغ وتبحث عن أشياء مادية أخرى لتعوضك.
- يفهمون أن التجربة والخبرة تستمر في العطاء.
إن التجربة، سواء كانت في شراء تذاكر حفلات موسيقية أو تخطيط رحلة إلى أوروبا، يبدو أنها تقدم احتمالات لا محدودة مقارنة بشراء دولاب ملابس جديد. إن الشراء المادي يميل لأن يدفعك إلى طريق احتمالات مسدود، حيث تتنقل في الأنحاء مرات قليلة مستعرضًا إياه، ثم تشعر بزوال الوهم مرة أخرى. إن الخبرات مع ذلك تضعك على طريق مفتوح، حرفيًا ومجازيًا. من يعلم ماذا سيحدث؟ من ستقابل؟ ماذا سترى؟
- يفهمون أن التجارب تفتح الذهن.
إن التجارب يمكن أن تغيرك بشكل عميق. تهزّك حتى النخاع وتغير كل شيء اعتقدت أنك تعرفه بشأن الحياة. قد تكون.. جيدة وحسب، لا هزأت كبيرة. حتى لو كانت مريعة، سينتهي بها الأمر وهي ليست بهذا السوء بعد كل شيء. وخاصة في المدى القريب، حينما نختار فتح ذهننا وروحنا لتجربة معينة، فإننا نخطو خارج روتيننا المعتاد. أصوات وروائح ولغات ومذاقات جديدة، يمكن أن تثير رؤية جديدة ومنعشة وقد تمتلك إمكانية إعادة إحياء العقل.
- يعرفون أن التوقع والترقب هو كل شيء.
بيّنت الأبحاث أن الخبرات لها تأثير يدوم لفترة أطول في مسار طول المتعة. وتتضمن المرحلة الأولى البحث عن الخبرات والتجارب التي تريدها. وتضم المرحلة الثانية عملية الحجز الفعلية، ثم أفضل مرحلة، وهي التوقع، حيث تعد الأيام في التقويم مترقبًا أنه خلال عدد معين من الأسابيع ستكون في رحلة تقطع فيها إيطاليا كلها. وحينما نشتري أقل ونفعل أكثر، فإننا نميل لأن نُقدر كل قطعة ممكنة. إن أدوات التطبيقات ممتعة، لفترة قصيرة، قبل أن تمل من أزرارها اللامعة وتنتقل إلى شيء آخر. إن متعة كونك مُجرب هي الترقب.
- يفهمون أنها تقلل لهفة الانتظار لأحداث الإصدارات.
نحن جميعًا مذنبون لهذا، ونشعر بمتعة سرية من نظرة الحسد في عين جارك بينما تخرج في ممرك بسيارتك ال BMW الجديدة. يمنحك شعور جيد أن تشتري الأحدث والأعظم. ومع ذلك، فإن الخبرات والتجارب بشكل عام شخصية جيدًا لدرجة أن صديقتك تمطرك بحكاياها من مغامراتها في استكشاف الطواحين حول أمستردام لا تجعلك يرمش لك جفن، إن الطواحين غير كافية بالنسبة لك، أو تمتعك بشكل عام. لا يمكنك مقارنة التجارب، من حصل على أجازة أفضل؟
- يفهمون أن الترقب سيكون خبرة إيجابية.
لقد رأينا جميعًا تغطية الإعلام لمبيعات سوق الجمعة السوداء. ينتظر الناس في الطابور منذ الرابعة صباحًا لوضع يدهم على أحدث شاشات التلفزيون المسطحة. ويتدافون ويخبطون بعضهم للوصول إلى الأرفف، وفي ثوان تجد شخصين بالغين يتشاجران على صانعة ساندويتشات واحدة باقية. ولكنك لا تجد شخصين بالغين عادة يتشاجران على قائمة أغاني في حفلة بيونسيه. في الحقيقة يترابط الناس في هذا النوع من الخبرات، ويشاركون حبهم للملكة بي بينما يهزون أصابعهم مع ألحان أغنياتها.
- يعملون أن المال المنفق على الذكريات هو مال أُنفق بشكل أفضل.
لو كانت تلك الرحلة إلى الهند كارثية، فسيظل هناك شيء مكتسب منها. حتى لو كان مجرد فهم عميق لكونك أنت والطعام الهندي لا تنسجمان معك. إن الزمن هو أقوى ممحاة في الحياة، وتلك الذكريات الخاصة بال 14 ساعة التي قضيتها متكومًا على مقعد المرحاض ربما تبدو مضحكة جدًا حينما ترويها لأصدقائك بعد شهور لاحقًا.
- يعلمون أن الاستهلاك يؤدي إلى مزيد من الاستهلاك.
إنها دائرة مفرعة. كلما اشتريت أكثر كلما أردت أكثر. لذا تجد أنك ادخرت أخيرًا للحصول على حذاء المُصمم الأصلي الجميل عالي الكعبين، ولكن بمجرد أن سلمت بطاقة ائتمانك لتدفع وجدت أن منها إصدار باللون الرمادي أيضًا. وعلى الفور يتحول التركيز، والرضا الناتج عن شراء الأحذية يتناقص مع بدء تخيلك لمدى الجمال الذي ستصبح عليه خزانة ملابسك لو كان لديكّ زوجيّ الأحذية.
- يعلمون أن الخبرات تقدم قيمة أفضل للمال.
إن الشراء المادة له فترة عمر أقصر بكثير من الخبرة. إن الأدوات الإلكترونية جيدة فقط طالما هي أحدث إصدار. ما الذي يحدث حينما تخرج نسخة جديدة؟ ولكن تلك الدولارات المنفقة على تأجير منزل مع أصدقاءك في الريف ستزودك بكومة من الذكريات المحببة عند النظر للوراء وتضمن لك أنك لن تحتاج لنسخة محدثة منها.
- يفهمون أن التجربة تُخرس المتبجح الداخلي.
تميل الخبرات لأن تكون أكثر مقاومة للمقارنات السلبية، فالعشاء العائلي الرائع في مطعم هو أمر ملكك بشكل شخصي، ومن الصعب المقارنة معه. وهناك فرصة أقل بكثير لتبجح ومقارنة ما الأفضل لو كنت تناولت اللحم أم الدجاج. ومع ذلك، فإن تلك الأحذية التي اشتريتها المعروضة في مجلة “Vogue” من غير المرجح أن تصمد في اختبار الزمن بحلول موضة آخر ربيع/صيف.
في نهاية اليوم، تميل الخبرات لتقريبنا من الناس. إن البشر حيوانات اجتماعية، وأن تقترب أكثر من الناس يجعلنا أسعد. وعند الشراء المادي، يميل هذا لأن يفصلك عن الآخرين، بينما أن فعل شيء ما يقربك منهم.
لذا، في المرة التالية التي يسلمك فيها شخص ما المظروفين، أيهما ستختار؟
رد مع اقتباس