وداعاً للأخبار الكاذبة على فيسبوك.. تعرَّف على أداته الجديدة التي تنبه المستخدمين للمحتوى المشكوك فيه
في إطار حربه ضد الأخبار الكاذبة، بدأ موقع فيسبوك بالكشف عن أداة جديدة لتدقيق الحقائق مقدّمة من طرفٍ ثالث، تُنبّه المستخدمين إلى "المحتوى المشكوك فيه".
وأعلن الموقع في شهر ديسمبر/كانون الأول 2016، أنّه سيتعاون مع مواقع مستقلة لتدقيق الحقائق لمواجهة انتشار المعلومات المضللة عبر منصّة فيسبوك، حسب تقرير لصحيفةالغارديان البريطانية.
تجارة العبيد الأيرلندية
ولاحظ مستخدمو فيسبوك الأداة لأول مرة عندما حاولوا وضع رابط لمقال يزعم كذباً أنَّ مئات الآلاف من الأيرلنديين جُلبوا إلى الولايات المتحدة كعبيد.
نُشر المقال تحت عنوان "تجارة العبيد الأيرلندية- عبيدٌ نسيهم الزمن" في المدوّنة الترفيهية Newport Buzz ومقرها ولاية رود آيلاند الأميركية، وشارك مستخدمو فيسبوك المقال على نطاق واسع في الأيام التي سبقت يوم القديس باتريك، في 18 مارس/آذار 2017.
وعند بعض المستخدمين، تؤدي محاولة مشاركة المقال لظهور إشارة تحذير حمراء، تفيد بأن المقال شُكِّك في صحته من قبل كل من موقع Snopes.com ووكالة أنباء أسوشيتيد برس. وبالضغط على التحذير ستظهر رسالة جديدة تقدّم معلومات أكثر "عن المحتوى المشكوك في صحته".
وتقول الرسالة: "أحياناً ما يشارك الناس أخباراً كاذبة دون علم منهم. عندما تشك محركات تدقيق الحقائق المستقلة في صحة هذا المحتوى، يمكنك زيارة مواقعهم لتعرف السبب. يُسمح فقط بظهور مدققي الحقائق الذين وقّعوا على ميثاق مبادئ بوينتر لعدم الانحياز".
ويعزِّز ميثاق بوينتر جودة تدقيق الحقائق بشفافية وبلا انحياز في مجال الصحافة. كما تقدّم الرسالة روابط لموقع Snopes.com وأسوشيتيد برس وصفحة المساعدة الرسمية في فيسبوك.
يؤدي تجاهل التحذير والضغط على زر "نشر" لظهور رسالة أخرى لتكرار التحذير بأن صحة المحتوى "مشكوك فيها".
وبالضغط على "انشر على أي حال" يُنشَر الرابط، لكنه يظهر على صفحة يوميات الآخرين مع تحذير "مشكوكٌ في صحته من قِبل كل من موقع Snopes.com ووكالة أنباء أسوشيتيد برس".
وفعَّلت محاولات صحيفة The Guardian في سان فرانسيسكو لنشر مقال مدوّنة Newport Buzz الأداة بالفعل، لكن هذا لم يحدث في مدينتي سيدني ولندن. وأمكن أيضاً التبليغ عنه باعتباره "مقالاً كاذباً" من خلال عملية التبليغ عن المحتوى العادية في فيسبوك.
وليس غريباً أن يجرّب فيسبوك الخواص الجديدة مع عددٍ قليل من المستخدمين أولاً قبل تطبيقها على المنصّة كلها.
ورفض فيسبوك التعليق على كشف الأداة الجديدة، لكن الصفحة المتعلقة بـ"تصنيف المحتوى المشكوك في صحته عبر فيسبوك" في مركز المساعدة بالموقع أكّدت أن "الخاصية ليست متاحة بعدُ للجميع".
وفي 16 مارس/آذار 2017، نشرت وكالة أنباء أسوشيتيد برس تقريراً "يفحص حقائق تجارة العبيد الأيرلندية المزعومة"، ويرفض المقالات الكاذبة التي تلقى رواجاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأُعلِن عن التقرير بصفته "جزءاً من جهودٍ حالية تقوم بها أسوشيتيد برس للتحقّق من المزاعم المطروحة في المقالات المشتبه بكونها كاذبة".
مؤيدو ترامب
وكتب ليام هوغان، وهو أمين مكتبة ومؤرخ مقيم بمدينة لايمريك بأيرلندا، وكان يتتبع "مزحة العبيد الأيرلنديين" منذ عام 2015، تغريدةً على موقع تويتر قال فيها إنَّ "مؤيدي ترامب (كانوا) يفقدون عقولهم"، بسبب هذا التحذير.
Liam Hogan @Limerick1914
Trump supporters & others are losing their minds that Facebook is now showing this warning when they share a certain "Irish slaves" article
3:52 PM - 19 Mar 2017
- 1,3501,350 Retweets
- 2,3712,371 likes
بينما شارك مدوّن يميني صورة ملتقطة للتحذير عبر تويتر ومعها تعليق: "يبدو أن وحدة فيسبوك لجرائم الفكر بدأت عملها بالفعل".
وانتقد بول جوزيف واتسون، وهو محرر مستقل بموقع نظرية المؤامرة Infowars، مشاركة موقع Snopes في تصنيف المحتوى المشكوك في صحته، زاعماً: "أن موقع Snopes هو جهاز يساري متشدد ومتحيز. وليس "مدقق حقائق" مسؤولاً".
Paul Joseph Watson ✔@PrisonPlanet
This is now appearing on Facebook posts. Snopes is a bias, far-left outfit. It is not a responsible "fact-checker".
11:51 PM - 18 Mar 2017
- 5,1845,184 Retweets
- 7,9397,939 likes
وتصاعدت المخاوف بشأن تأثير الأخبار الكاذبة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما دفع مؤسس فيسبوك ومديره التنفيذي مارك زوكربيرغ للتأكيد أنّ الموقع يأخذ المعلومات المضللة على محمل الجد، وأنّه يعمل على مواجهة انتشارها.
وفي منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2016، أعلن فيسبوك عن بدئه بالإشارة إلى مقالات الأخبار الكاذبة بمساعدة المستخدمين وخمسة مواقع مستقلة لتدقيق الحقائق: شبكة أنباء ABC، وأسوشيتد برس، ومواقع FactCheck.org، وPolitifact، وSnopes.
ويكفي أن يبلغ مستخدمي فيسبوك عن مقال باعتباره كاذباً حتى يمرره موقع التواصل الاجتماعي للطرف الثالث (مواقع تدقيق الحقائق) حتى تفحصه.
وفي منشور على صفحته الشخصية، أعلن فيه التغييرات المذكورة، اعترف زوكربيرغ أنّ فيسبوك يحمل "مسؤولية أكبر" تجاه العامة من أي "موزّع أخبار" عادي.
وكتب: "نحن نمثّل منصة من نوع جديد مفتوحة للحوار العام، وهذا يعني أننا نتحمّل نوعاً جديداً من المسؤولية، لتمكين الأشخاص من إجراء حوارات ذات معنى، ولخلق مساحة يمكن للناس فيها الحصول على المعلومات".
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.