من أثداء الكمبوديات إلى معدة أطفال أميركا.. حليب أمهات "فريش" ومعقّم في المتاجر يثير استنفاراً دولياً
انتقد صندوق الأمم المُتحدة للأطفال بشدّة بيع إحدى الشركات التجارية حليب الثدي، الذي يتم الحصول عليه من أمهات كمبوديات، إلى النساء في الولايات المُتحدة، مُحذّراً من أن ذلك قد يؤدي إلى إصابة أطفال الأمهات الفقيرات والضعيفات بسوء التغذية.
وبحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية؛ أدانت مُنظمة يونيسيف هذه التجارة التي تقوم بها شركة Ambrosia Labs، والتي تتخذ من مقاطعة يوتا الأميركية مقرّاً لها، بالتزامن مع تدّخل الحكومة الكمبودية.
وقالت مصلحة الجمارك الكمبودية، إن وزير المالية، أون بورن مونيروث، قد وقّع خطاباً يحظر تصدير حليب الثدي، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس في العاصمة بنوم بنه.
ومن المنتظر أن تُعقد محادثات لتحديد ما إذا كان ينبغي السماح لتلك التجارة بالاستمرار أم لا.
بنوك الحليب
ويحظى حليب الأمهات بإقبال كبير من قِبل النساء اللاتي لا يتمكَّن من إرضاع أطفالهن في الولايات المُتحدة، وترى مُنظمة الأمم المُتحدة للطفولة، أن احتياجاتهم لا يمكن تلبيتها على حساب أطفال العالم النامي.
وتقول إيمان موروكا، من منظمة يونيسيف في كمبوديا، "لا ينبغي أبداً أن تُدار بنوك حليب الأمهات عن طريق استغلال النساء الضعيفات والفقيرات، لأغراض الربح والتجارة".
وتضيف: "يمكن اعتبار حليب الثدي من الأنسجة البشرية، شأنه شأن الدم، وبالتالي ينبغي حظر تسويقه. ولا يزال سوء التغذية تهديداً لصحة الأطفال في كمبوديا، فيما تعد الرضاعة الطبيعية الملائمة أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تغذيتهم".
وتنصح موروكا النساء أن يواصلن الرضاعة الطبيعية حتى بعد مرور ستة أشهر، مضيفة "يوصَى ببذل كل الجهود لإرضاع الأطفال طبيعياً على نحو مُناسب حتى بلوغ سن العامين، لخمس مرّات على الأقل يومياً".
وثمة تجارة كبيرة بحليب الأمهات عبر الإنترنت في الولايات المُتحدة، حيث تعرض خلالها النساء حليبهن للبيع، وتزعم الكثيرات تناولهن الغذاء الصحي فقط، وأنهن لا يعانين من أية أمراض.
اختبارات دم
ولكن تزعم شركة مختبرات أمبروزيا أنها تقدم خدمة أكثر أمناً، عن طريق استيراد حليب الأمهات على نطاق واسع من النساء في كمبوديا. وتخضع النساء لاختبارات دم للتأكد من صحتهن، ويتم شحن الحليب مُجمّداً ويُعقّم لمرّة واحدة في الولايات المُتحدة.
وقد أُسست شركة أمبروزيا من قِبل رجلين، وهما برونسون وودز، الذي عَمِلَ مُبشراً من مجموعة المورمون في كمبوديا، وشريكه ريان نيويل، الذي يقول إن التجارة نافعة للكمبوديات الفقيرات، شأنهن شأن الأميركيات، مؤكداً أنهم تقدّموا بطلب للحصول على ترخيص.
وأضاف في حديث معه من مكتب الشركة بمدينة أوريم، في مقاطعة يوتا جنوب مدينة سالت ليك، أنه ليس بإمكان النساء اللاتي يتم توظيفهن التبرّع بحليبهن إلى أن يُرضِعن أطفالهن حصرياً لمدّة ستّة أشهر، بحسب ما توصي به مُنظمة الصحة العالمية.
ويتابع قائلاً "نحن لا نأخذ حليب الأطفال، نحن نأخذ فقط الحليب الإضافي الذي ستفقده النساء في تلك المرحلة إذا بدأن في فِطام أطفالهن".
ويقول نيويل إن شركة مُختبرات أمبروزيا توظِّف نحو 30 سيّدة في المناطق الفقيرة لمنح حليبهن. وبدون هذا الدخل؛ سيتعيّن على هؤلاء الأمهات العودة إلى العمل في مصانع الملابس أو ينتهي بهن المطاف في الشوارع.
وتابع "لقد تمكّنا من تقديم عمل لهؤلاء النساء، أصبح بإمكانهن الربح منه ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما يكسبنه في مكان آخر، وبإمكانهن البقاء في المنزل مع أطفالهن أكثر، لأنهن لا يضطررن للعمل وفق ساعات عمل مقيدة".
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.