باختصار
..
يوم أمس، أعلن ستيفن هوكينج، عالم الفيزياء والكونيات الأكثر شهرة في العالم، أنه متوجّهٌ إلى الفضاء في الواقع. وأن الفضل في تحقيق هذا الأمر يعود كله إلى مجموعة فرجين.
"أجبت بنعم على الفور"
يوم أمس، أعلن ستيفن هوكينج، عالم الفيزياء والكونيات الأكثر شهرة في العالم، أنه متوجّهٌ إلى الفضاء، وأن الفضل في تحقيق هذا الأمر يعود كله إلى مجموعة فرجين (مع قليل من التكنولوجيا الحديثة).
في تصريح يعود تاريخه إلى العام 2015، قال السير ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فرجين، إنه يأمل يوما ما، أن يتمكن من إرسال هوكينج إلى الفضاء. حيث أشار برانسون في بيانه إلى أنه يقدم هذا العرض لهوكينج إعراباً عما يكنّه من احترام وإعجاب كبيرين لهوكينج:
البروفيسور ستيفن هوكينج هو واحد من أكثر الأشخاص الذين أُجِلّهم في العالم، إنه عبقريٌّ بلا منازع، فتح أعيننا على عجائب الكون، وهو شخص لطيف ومحبوب في الوقت نفسه. إنه الشخص الوحيد في العالم الذي منحته تذكرة مجانية مع فرجين جالاكتيك، وقد تم تسجيله ليشارك في رحلاتنا مستقبلاً كرائد فضاء إن كانت صحته تسمح بذلك.
في سن السابعة والخمسين، لن يكون هوكينج الأكبر سناً من بين رواد الفضاء (فهذا اللقب مسجّل باسم جون جلين، الذي سافر إلى الفضاء وهو في السابعة والسبعين من عمره)، ولكنه سيكون أول شخص يسافر إلى الفضاء وهو مصاب بالتصلب الجانبي الضموري (ALS)، والذي يعرف أيضاً بداء "لو جريج". ALS هو أحد أمراض الأعصاب الحركية التي تؤدي بشكل عام إلى الموت في غضون 5 سنوات اعتباراً من التشخيص الأولي. تم تشخيص حالة هوكينج أول مرة عندما كان عمره 21 عاماً، ولم يكن متوقعاً أن يحتفل بذكرى ميلاده الخامسة والعشرين.
مرت 50 سنة بسرعة، وها نحن هنا الآن.
بالطبع، يعتبر السفر إلى الفضاء عملاً محفوفاً بالمخاطر، وتزداد خطورته بشكل أكبر عند وجود مخاوف تتعلق بالصحة. واليوم، يبدو أن هوكينج يستعد للذهاب. كما أن رحلة هوكينج إلى الفضاء ستتيح للعلماء فرصة لدراسة تأثيرات ALS بطرق جديدة، مثل كيفية عمله في ظروف انعدام الجاذبية.
عند مناقشة الحدث المنتظر معه خلال البرنامج التلفزيوني "صباح الخير بريطانيا"، قال هوكينج إنه لم يحلم من قبل بأنه سيحظى بفرصة كهذه، وأنه "أجاب بنعم على الفور" عندما سؤل عن رغبته للقيام بالتجربة. وأوضح هوكينج أنه يتطلع إلى الرحلة بتفاؤل كبير، معتبراً أن التحليق عبر الفضاء يحمل له نفس البهجة التي حملها له أطفاله من قبل. خلال النقاش الذي دار، صرح قائلاً: "بفضل أطفالي الثلاثة حظيت بقدر عظيم من البهجة في حياتي، ويمكنني أن أخبركم ما الذي سيجعلني سعيداً أيضاً: السفر إلى الفضاء".
الفضاء أمر مختلف تماماً بطبيعة الحال، ولكنها لن تكون المرة الأولى التي يختبر فيها هوكينج انعدام الجاذبية...
عصر جديد من الرحلات الفضائية
سبيس-شيب-تو من فرجين جالاكتيك هي مركبة فضائية مجنحة صالحة للاستخدام المتكرر، تم تصميمها لتحمل على متنها ما يصل إلى 8 أشخاص (بما فيهم اثنين من الطيارين) إلى الفضاء، والعلاقة التي تربط هوكينج بفرجين جالاكتيك ليست حديثة العهد تماماً. ففي العام الماضي فقط، كشف هوكينج الستار عن اسم المركبة الفضائية سبيس-شيب-تو، وحدة التحليق الفضائي في إس إس يونيتي VSS Unity. خلال مقطع فيديو مسجّل مدته 4 دقائق، يشرح هوكينج دور الوحدة الفضائية يونيتي بأنها: "ستمنح مكانتنا على الأرض، ومسؤولياتنا كقائمين عليها، معنىً جديداً. وستساعدنا على إدراك مكانتنا ومستقبلنا في الكون، فأنا أؤمن بأن مصيرنا النهائي يتوقف على هذا الأمر".
في نهاية المطاف، لطالما كان هوكينج من دعاة الرحلات الفضائية التجارية، كما يقول إنه معجب كثيراً بالدور الذي تلعبه فرجين جالاكتيك في تحويل الفضاء إلى مجال تنافسي مفتوح أمام الجميع، خاصة وأنه عبر بشكل واضح عن "احترامه للجهود الرامية إلى تمكين المزيد من البشرية من اختبار العجائب الحقيقية للفضاء".
سبق لي أن قلت فيما مضى، "انظروا إلى النجوم في السماء بدلاً من النظر بين أقدامكم"، ولكنني أعتقد أن "النظر إلى السماء" لن يبقى شرطاً لازماً لكي نرى الكون بكامل عظمته.
خلال مقابلته مع برنامج "صباح الخير بريطانيا"، ركز هوكينج في حديثه عن أهمية توحيد قدرات استكشاف الفضاء، خاصة فيما يتعلق بتوحيد جهود الحكومات من جميع أنحاء العالم وأجيال المستقبل الملهمة.
كما عبر آلان ستيرن، رئيس بعثة نيو هورايزونز إلى بلوتو، في مقولته الشهيرة؛ عن أن مثل هذه الشركات جديرةٌ بالاهتمام لعدد من الأسباب، ولكن أبرز ما يعنيه منها هو اثنان على وجه الخصوص: "إضافة إلى السبب الواضح – وهو أننا نكوّن معارف جديدة – فنحن نبني مجتمعاً أكبر. فيما يتعلق باستكشاف الفضاء، نحن نقوم بعمل تاريخي. إنه إنجاز لن تقرأ عنه الأجيال بعد أيام وأسابيع فحسب، بل بعد عقود وقرون قادمة. إنه يشكل علامة فارقة في وقتنا الحاضر لما نطمح إلى تحقيقه، وهو أن نشكل مجتمعاً أكبر".
باختصار، تمثل المجالات التي نستثمر فيها (سواء كانت رياضات، أو علوماً) انعكاساً مباشراً لكل من القيم التي نحملها، والمجتمع الذي نبنيه في الوقت الحالي. وكما يتضح لنا من هذا الكشف، فإن هوكينج يؤمن حقاً بالذهاب حيث لم يذهب أحدٌ من قبل، أو على الأقل، لم يتمكن من الذهاب إليه سوى عدد قليل من الناس.
المصادر: Independent, WIRED
mostaqbal.