وَرَقٌ
بِذَاكِرةِ المَساءِ مُبعثَرُ
وَتَنهُّدٌ طِفْلٌ
بروحيَ يَعثَرُ
مِنْ أَيِّ زَاويةٍ أَلمُّ بَنفسجَ الأَفكارِ
والآفاقُ دَربٌ مُصحِِرُ
مِنْ أَيِّ بِئرِ هَوىً
سَأغتَرِفُ الخُطَى؟
وَالماءُ
في دَلوِ الرَّحيلِ مُكَدَّرُ
ذَبُلَ اليَمامُ بِمُقلتَيّ
َ فَدُلَّني
مِنْ أَيِّ نافذةِ اشتهاءٍ أنظرُ
أَعمى
أُجرجرني وَرَائِي
أين ياإيايَ
أَينَ تَسيرُ بِي وتُجرجر؟
أَنا منُذْ أعوامٍ أُطيعُكَ
ليتَنا كُنّا اختَصمْنا
أَيُّها المُستعمِرُ
جَرَّحتَ يَاقُوتَ التَفكُّرِ فِي دَمِي
فَإذا
بِدمعِ قَصائدي
يتَحدَّرُ
وَإذا بجُنبدةِ الكَلامِ تصوغُني
وَجَعاً عراقيَّ المَلامِحِ
يقْطُرُ
أَمتَدُ بينَ المَوتِ
والجَدَوى
ولاجَدوى الحُضورِ
فَكُلُّ ذَاكَ مُكرَّرُ
مُتشعّبَ الأَزَماتِ
غَابٌ مِنْ أَسىً مِلءَ العُيونِ
كأنَّ قلبيَ مِسْعَرُ
حُزني يَعاسِيبٌ تُلسِّعُ بَعضَها،
وأنا بمُفتَرقِ الغِيابِ أُبرِّرُ
ياأَيُّها المُمتَد في شَفَةِِ النَّدى
صَوتاً حَريرياً
أَمَا تَستشعِرُ؟
الياسمينُ أَضاعَ نَشوَتَهُ
فَمَنْ سيلمُّ عطر الشَّمسِ
حينَ تُثرثِرُ
الحُزنُ في عينيَّ أَرملةٌ
.. تُرتّق ُدَمعةَ الوَطنِ الذي يَتَكسَّرُ
مَازِلتُ أركُضُ فيَّ مُشْتَعِلاً
أنا نَارٌ تصاهلُ
والمَسافةُ خنْصُرُ
عَبَثاً أُحاوِلُ أَنْ أُضِيعَ حَضَارةَ الحُزْنِ القَديمِ
لأنَ قَلبيَ دفتَرُ
ولأنَ ظلّكَ صاغَ سُنبَلةَ الهَوَى
فِي مُقلتيَّ،
تسوَّرتكَ الأَنهُرُ
لُغةُ المَرآيا أنتَ،
هَسهسةُ النَّدَى
وَطَنٌ بِأَيتامِ العِراقِ مُؤطَّرُ
وَأَنا انشطارٌ وَسْطَ ذَاكرةِ الأَسى
لُغَتي احتِمالٌ
وَالأناملُ أَسطُرُ،
أَنا شَهقةُ الغَيمِ التي أبتكرَ المَدَى مُتنهِداً
وَلِذَا الكَلامُ مُعطَّرُ
غَابٌ من اللَّهفَاتِِ في صَدري
أَيا الله ،
كَيفَ
وَكَيفَ لا أَتَفَجَّرُ!!
مازِلْتُ أطحنُ في الفَراغِ
حِكايةَ الحُبِّ الذي مَرّتْ عَليهِ الأَعصُرُ
وَأَقولُ رُبَّتَما تَعودُ معَ المَسا
ليلى ،
وَليلى هَاجِسٌ مُتبعثِرُ
مُدنٌ بِعينَيها،
وعيناها دنىً
للحزنِ وسطهما اشتعالٌ أكبرُ
وَالأَرضُ رَاهِبَةٌ
أَنامِلُها رُقَىً
مِنْ بينِهنَّ يَسيلُ ضُوءٌ أَخضَرُ
ياسَامريَّ خُطايَ
ته في مهمهٍ
غيمُ التَّوجُّعِ في يَدَيكَ سَيُمطِرُ
أَنا لم أَعُدْ أَهواكَ
أَحرقْتُ النَّدَى في رَاحتيَّ
وَبِامتدادِكَ أَكفُرُ
أَنا لم أَعُدْ أَهواكَ،
عُشْبُ تَولّهِي لايشتَهيكَ
فَأَنتَ دَربٌ مُقفِرُ
لا لم تكن إيايَ،
لَسْتَ أَنا،
أَنا مُتجذّرُ الأَنفاسِ ،
أَنتَ مُزوَّرُ
لا لست ..
لا ...
إذ نِصْفُ وَجهِكَ
مَدفَنٌ لِلأُمنياتِ،
وَنِصفُ وَجهِكَ مَحْجَرُ
"عمر عناز"