يقصد بالقواعد العامة في التدريس مجموعة من المبادئ والحقائق التي يجب أن يعرفها المعلم ويمارسها في تعليم تلاميذه ، وهي مشتقة من الأبحاث التربوية وتجارب علم النفس التي توضح الخصائص العقلية والنمائية للمتعلم ، وتؤكد على البنية المنطقية (الترتيب السيكولوجي) للمادة التي يراد تعليمها ، وتحدد الممارسات الصحيحة للمعلم كي يكون التعلم فعالاً ومحققاً للأهداف التي يراد بلوغها في أي مادة دراسية .
ومن المسلم به أن التدريس مهنة تحتاج إلى ما تحتاج إليه المهن الأخرى من استعداد وتعلّم ، وتتضمن برامج إعداد المعلمين مساقات مختلفة في الثقافة العامة والثقافة التخصصية والثقافة المسلكية التي تتعلق بطرائق توصيل المادة والتعامل مع المتعلمين ، والتصرف في المواقف المختلفة .
ومن القواعد العامة التي يجب أن يراعيها المعلم عند التدريس :
1- أن تكون الطرق التي يختارها ملائمة للمستويات العقلية للتلاميذ .
2- أن التعلم يكون أبعد أثراً وأعمق إذا توصل التلميذ إليه بنفسه .
3- أن التعلم لا يتأتى إلا عن طريق الفهم ، لا عن طريق التلقين والترديد الشكلي .
4- أن يبتعد المعلم في تعامله مع التلاميذ عن القسوة والمحاباة ، وأن يكون واسع الصدر ، وأخاً أو أباً لكل تلميذ .
5- أن يوزع دوره وأدوار التلاميذ في المواقف التعليمية المختلفة .
ومن الأمور الهامة في التدريس أن ينجح المعلم في توجيه نشاط التلاميذ ويثير الرغبة فيهم في كل موقف تعليمي ، وذلك بأن يكون من وراء كل موقف تعليمي يعرض على التلاميذ هدف يسعى المتعلم للوصول إليه ، ووجود مثل هذا الغرض يجعله يشعر أن ما يتعلمه شئ ذو قيمة ، وهو جزء من حياته يحتاج إلى معرفته والإلمام به .
القواعد الأساسية التي تبنى عليها طرق التدريس :
التدرج من المعلوم إلى المجهول :
فإذا ارتبطت المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة التي يعرفها التلاميذ ، فإنها عندئذ تفهم ، وفي دروس اللغة العربية نستطيع أن نفيد من هذا المبدأ بأن نبدأ بتدريب التلاميذ في القراءة على الصورة التي يعرفها (صورة الأب والأم) ثم نتدرج في تعريفه على الرمز الدال عليها وهو المجهول .
التدرج من السهل إلى الصعب :
ويقصد بالسهل والصعب ما يراه التلميذ سهلاً أو صعباً ، لا ما نراه نحن . ومن الأمثلة على هذه القاعدة في اللغة العربية البدء في تعليم التلاميذ المفردات أو الجمل التي تتكون من حروف مقطعة مثل : دار ، درس ، دور ، والتدرج بعد ذلك إلى الكلمات أو الجمل المتصلة مثل : سمير ، سعيد ، بيت وغيرها .
التدرج من الكل إلى الجزء :
وهذا المبدأ يساير طبيعة الذهن في إدراك الأشياء ، فالناظر إلى شجرة يراها كلاً متكاملاً قبل أن يبدأ في النظر إلى جزيئاتها وهي الساق والفروع والأوراق والثمر . ومن الأمثلة على هذه القاعدة في الدروس العربية قراءة الكلمة أو الجملة ومن ثم تحليلها إلى أجزائها وهي المقاطع والحروف في حالة الكلمة ، والمفردات والمقاطع والحروف في حالة الجملة .
التدرج من المحسوس إلى شبه المحسوس فالمجرد :
والطفل يدرك الأشياء من حوله بهذه الطريقة فهو يعرف حيوانات البيئة عن طريق رؤيته لها في البداية ، ثم في مرحلة تالية يعرفها عن طريق الصورة وأخيراً يستطيع إدراك الأشياء إدراكاً مجرداً حين سماعها أو ذكرها .
ومن أمثلة هذه القاعدة في دروس اللغة العربية، عرض كلمة كتاب أو قلم مقرونة برمزها ، ثم الانتقال إلى عرض صورة الشيء (الكتاب أو القلم ) مقرونة برمزها ، ثم الوصول بعد ذلك إلى تدريب التلميذ على قراءة المفردة أو الجملة مجردة من الصورة .